الباحث القرآني

* اللغة: (مَنْسَكاً) : بفتح السين وكسرها فالفتح على أنها مصدر ميمي والكسر على أنها اسم مكان وفي المصباح نسك لله ينسك من باب قتل تطوع بقربة والنسك بضمتين اسم منه وفي التنزيل: «إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي» والمنسك بفتح السين وكسرها يكون زمانا ومصدرا ويكون اسم المكان الذي تذبح فيه النسيكة وهي الذبيحة وزنا ومعنى، ومناسك الحج عباداته وقيل مواضع العبادات ومن فعل كذا فعليه نسك أي دم يريقه، ونسك تزهد وتعبد فهو ناسك والجمع نساك مثل عابد وعباد» وفي القاموس: «المنسك بفتح السين المكان المألوف والمنسك بالفتح أيضا مصدر نسك والمنسك بالكسر شرعة النسك وموضع تذبح فيه النسيكة» . (الْمُخْبِتِينَ) : المطيعين المتواضعين والإخبات نزول الخبت وهو المكان المنخفض وسيأتي في باب البلاغة بحث قيم حول هذا الوصف. (الْبُدْنَ) : بضم الباء جمع بدنة سميت بذلك لعظم بدنها وهي خاصة بالإبل كما قال الأزهري أو هي تشمل الإبل والبقر كما قال صاحب الصحاح قال القسطلاني: «البدن عند الشافعي خاصة بالإبل وعند أبي حنيفة من الإبل والبقر فكلام الشافعية موافق لكلام الأزهري وكلام الحنفية موافق لكلام الصحاح» . (صَوافَّ) : قائمات قد صففن أيديهن وأرجلهن وقرىء صوافن من صفون الفرس وهو أن يقوم على ثلاث وينصب الرابعة على طرف سنبكه لأن البدنة تعقل احدى يديها. (وَجَبَتْ جُنُوبُها) : وجوب الجنوب وقوعها على الأرض من وجب الحائط وجبة إذا سقط ووجبت الشمس وجبة غربت قال أبو تمام: فالشمس طالعة من ذا وقد غربت ... والشمس واجبة من ذا ولم تجب (الْقانِعَ) : السائل المتذلل والخارج من مكان إلى مكان وخادم القوم وأجيرهم والجمع قانعون وقنّع أو بمعنى القنع أي الراضي بما قسم له يقال قنع يقنع من باب تعب تعبا قنعا وقناعة وقنعانا: رضي بما قسم له يقال قنع يقنع من باب تعب تعبا: قنعا وقناعة وقنعانا: رضي بما قسم له وقنع يقنع من باب فتح قنوعا: سأل وتذلل وفي الأساس واللسان: «العز في القناعة والذل في القنوع وهو السؤال وفلان قنع بالمعيشة وقنيع وقنوع وقانع، أنشد الكسائي: فإن ملكت كفاك قوطا فكن به ... قنيعا فإن المتقي الله قانع وقنع بالشيء واقتنع وتقنّع، وأقنعك الله بما أعطاك، وفلان حريص ما يقنعه شيء وبيت شوقي المشهور: شباب قنع لا خير فيهم ... وبورك بالشباب الطامحينا يدل على ضلاعته باللغة وتمكنه منها. (الْمُعْتَرَّ) : المعترض بسؤال وعرّه وعرّاه بمعنى واحد وقيل القانع السائل والمعتر المعترض من غير سؤال وقال قوم بالعكس وفي المصباح: «المعتر الضيف الزائر والمعتر: المعترض للسؤال من غير طلب يقال عره واعتره وعراه واعتراه إذا تعرض للمعروف من غير مسألة» وفي القاموس «والمعتر الفقير والمعترض للمعروف من غير أن يسأل عرّه، عرّا واعتره وبه» وفي الأساس واللسان: «وعن عائشة رضي الله عنها: مال اليتيم عرة لا أدخله في مالي ولا أخلطه به» . ولا تفعل هذا لا تصبك منه معرّة وفي الحديث «كلما تعاررت ذكرت الله» وكان سلمان رضي الله عنه إذا تعارّ في الليل قال: سبحان رب النبيين وإله المرسلين، وهو أن يهب من النوم مع كلام من عرار الظليم وهو صياحه و «أطعموا القانع والمعتر» أي المعترض بسؤاله» . * الإعراب: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ) الواو استئنافية والجملة مستأنفة مسوقة لتقرير التشريع الخاص بكل أمة ونوع التعبد الذي يتقربون به إلى الله ولكل أمة متعلقان بمحذوف مفعول جعلنا الثاني المقدم وجعلنا فعل وفاعل ومنسكا مفعول جعلنا الأول وليذكروا اللام للتعليل ويذكروا مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والجار والمجرور متعلقان بجعلنا واسم الله مفعول به وعلى ما رزقهم متعلقان بيذكروا وجملة رزقهم صلة ومن بهيمة الأنعام متعلقان برزقهم. (فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ) الفاء الفصيحة وإلهكم مبتدأ وإله خبره وواحد صفة فله الفاء عاطفة وله متعلقان بأسلموا وأسلموا فعل أمر وفاعل وبشر الواو عاطفة وبشر فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت والمخبتين مفعول به. (الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) الذين نعت للمخبتين أو بدل منه وإذا ظرف لما يستقبل من الزمن خافض لشرطه منصوب بجوابه وجملة ذكر الله مضاف إليها وجملة وجلت قلوبهم لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم وإذا وفعلها وجوابها لا محل لها لأنها صلة والصابرين عطف على الذين وعلى ما متعلقان بالصابرين وجملة أصابهم صلة للموصول والمقيمي الصلاة عطف أيضا وحذفت النون للاضافة ومما متعلقان بينفقون وجملة رزقناهم صلة وجملة ينفقون صلة أيضا. (وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ) الواو عاطفة والبدن مفعول لفعل محذوف فهي منصوبة على الاشتغال أي وجعلنا البدن، وجعلناها فعل وفاعل ومفعول به ولكم متعلقان بجعلناها ومن شعائر الله مفعول به ثان لجعلناها التي هي بمعنى التصيير. (لَكُمْ فِيها خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ) لكم خبر مقدم وفيها حال وخير مبتدأ مؤخر والجملة مستأنفة مسوقة لتقرير ما قبلها ويجوز جعلها حالا من الهاء في جعلناها، فاذكروا الفاء الفصيحة واذكروا فعل أمر وفاعل واسم الله مفعول به وعليها متعلقان باذكروا وصواف حال من الهاء أي بعضها إلى جنب بعض. (فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) الفاء عاطفة وإذا ظرف مستقبل وجملة وجبت جنوبها مضافة إلى الظرف والفاء رابطة لجواب إذا وجملة كلوا منها لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم وأطعموا القانع والمعتر عطف على جملة كلوا منها. (كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) كذلك الكاف نعت لمصدر محذوف أي سخرها تسخيرا مثل ذلك التسخير وسخرناها فعل وفاعل ومفعول به والجملة حال ولكم متعلقان بسخرناها ولعل واسمها وجملة تشكرون خبرها والجملة في محل نصب على الحال من الكاف في لكم. (لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ) لن حرف نفي ونصب واستقبال وينال فعل مضارع منصوب بلن ولفظ الجلالة مفعول به مقدم ولحومها فاعل ينال ولا دماؤها عطف على لحومها والمعنى لن تبلغ مرضاته ولن تقع منه موقع القبول والمراد أصحاب اللحوم والدماء قال أبو حيان في البحر: «أراد المسلمون أن يفعلوا فعل المشركين من الذبح وتشريح اللحم منصوبا حول الكعبة وتضميخ الكعبة بالدم تقربا إلى الله تعالى فنزلت هذه الآية» ولكن الواو عاطفة ولكن حرف استدراك مهمل لأنه مخفف ويناله فعل مضارع ومفعول به والتقوى فاعل ومنكم حال من التقوى أي يرفع إليه منكم العمل الصالح الخالص له مع الايمان. (كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) الكاف نعت لمصدر محذوف وقد تقدمت نظائره وسخرها فعل ماض وفاعل مستتر ومفعول به ولكم متعلقان بسخرها ولتكبروا اللام للتعليل وتكبروا منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل واللام وما في حيزها متعلقة بسخرها وتكبروا فعل مضارع وفاعل ولفظ الجلالة مفعول به، على ما هداكم: ما مصدرية أو موصولة أي على هدايته إياكم أو على ما هداكم اليه وعلى متعلقة بتكبروا لتضمينه معنى الشكر وبشر الواو استئنافية وبشر فعل أمر وفاعل مستتر والمؤمنين مفعول به. (إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) جملة مستأنفة مسوقة لتأكيد البشرى للمؤمنين بالنصر المحتوم وإن الله ان واسمها وجملة يدافع خبر وعن الذين متعلقان بيدافع وجملة آمنوا صلة ومفعول يدافع محذوف تقديره: عوادي المشركين وغوائلهم، وجملة إن الذين تعليل للجملة السابقة وان واسمها وجملة لا يحب خبرها وكل خوان مفعول به وكفور صفة لخوان.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب