الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَإنْ تابُوا وأقامُوا الصَّلاةَ وآتَوُا الزَّكاةَ فَإخْوانُكم في الدِّينِ﴾ الآيَةَ. هَذا فِيهِ تَأمُّلٌ، فَإنّا إنْ جَعَلْنا لِإقامَةِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ عَلى مَذْهَبِ الشّافِعِيِّ أثَرًا في تَخْلِيَةِ سَبِيلِهِمْ، فَلَيْسَ لَهُما اخْتِصاصٌ أصْلًا بِكَوْنِ مُقِيمِهِما أخًا لَنا في الدِّينِ، فَإنَّ مُجَرَّدَ الإسْلامِ كافٍ في هَذا المَعْنى ولا وجْهَ لَهُ، إلّا أنَّ ذِكْرَهُما يَدُلُّ عَلى ما عَداهُما. فَإنَّ الصَّلاةَ هي الوَظِيفَةُ الكُبْرى المُخْتَصَّةُ بِدِينِنا وشَرْعِنا. والزَّكاةُ هي الوَظِيفَةُ الشّاقَّةُ عَلى المُكَلَّفِينَ؛ وما كانَتْ لَهم عادَةٌ بِهِما. فَأبانَ أنَّ الدُّخُولَ فِيهِما دُخُولٌ فِيما سِواهُما. وأبانَ أنَّهُ وإنْ تَمَسَّكَ بِالكُفْرِ دَهْرًا طَوِيلًا فَإذا تابَ صارَ في الحالِ بِمَثابَةِ مَن كانَ مَعَنا دَهْرًا طَوِيلًا عَلى الإسْلامِ، حَتّى يَجِبَ عَلَيْنا نُصْرَتُهُ ومُوالاتُهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب