الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وإذا حَضَرَ القِسْمَةَ أُولُو القُرْبى واليَتامى﴾ الآيَةُ: فِيهِ أقاوِيلُ مُخْتَلِفَةٌ لِلسَّلَفِ، فَنُقِلَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّها مَحْكَمَةٌ لَيْسَتْ بِمَنسُوخَةٍ. وقالَ سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ: هي مَنسُوخَةٌ بِالمِيراثِ. ورَوى عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّها مُحْكَمَةٌ لَيْسَتْ بِمَنسُوخَةٍ، وهي في قِسْمَةِ المَوارِيثِ فَيُرْضَخُ لَهُمْ، فَإنْ كانَ المالُ عَقارًا أوْ فِيهِ تَقْصِيرٌ لا يَقْبَلُ الرَّضْخَ، اعْتَذَرَ إلَيْهِمْ، فَهو قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وقُولُوا لَهم قَوْلا مَعْرُوفًا﴾ . والقَوْلُ الثّالِثُ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: أنَّها في وصِيَّةِ المَيِّتِ لِهَؤُلاءِ، وهي مَنسُوخَةٌ بِالمِيراثِ، فَكَأنَّ المُوصِيَ أمَرَ بِهِ في الشَّيْءِ الَّذِي يُوصِي فِيهِ، ودَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِن خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافًا خافُوا عَلَيْهِمْ﴾ [النساء: ٩] الآيَةُ . قالَ: يَقُولُ لَهُ مَن حَضَرَ: اتَّقِ اللَّهَ وصِلْهم وبِرَّهم وأعْطِهِمْ، ولا حاجَةَ إلى تَقْدِيرِ النَّسْخِ، بَلْ أمْكَنَ أنْ يُحْمَلَ عَلى النَّدْبِ. (p-٣٣٥)والَّذِينَ قالُوا: إنَّها مَنسُوخَةٌ لَعَلَّهم قالُوا: ظاهِرُ قَوْلِهِمْ ﴿فارْزُقُوهم مِنهُ﴾ الوُجُوبُ، ولا وُجُوبَ ها هُنا، فَبَقِيَ أنَّهُ مَنسُوخٌ، ولَيْسَ ذَلِكَ مِنَ النَّسْخِ في شَيْءٍ إنَّما هو حَمْلُ اللَّفْظِ عَلى بَعْضِ مُقْتَضَياتِهِ، وإنَّما النَّسْخُ أنْ يُثْبِتَ أنَّ ذَلِكَ كانَ مِن قَبْلُ عَلى ما الآنَ عَلَيْهِ، ثُمَّ نُسِخَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب