الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِن أبْصارِهِمْ ويَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾ الآيَةَ. فَلَمْ يَذْكُرْ تَعالى ما يَغُضُّ البَصَرَ مِنهُ ويَحْفَظُ الفَرْجَ، غَيْرَ أنَّ ذَلِكَ مَعْلُومٌ بِالعادَةِ، أنَّ المُرادَ بِهِ المُحَرَّمُ غَيْرُ المُحَلِّ: (p-٣١٢)فَإنْ قِيلَ: فَهَذا الخِطابُ خاصَّةً لِلْمُؤْمِنِينَ، أوْ يُدْخَلُ مَعَهم سائِرُ المُكَلَّفِينَ؟ فالجَوابُ أنَّ ظاهِرَهُ لِلْمُؤْمِنِينَ، ولَكِنَّ المُرادَ بِهِ كُلُّ النّاسِ، مِن حَيْثُ عُلِمَ أنَّ ما يَحِلُّ مِن ذَلِكَ وما يَحْرُمُ لا تَخْتَلِفُ أحْوالُهم فِيهِ، وغَضُّ البَصَرِ قَدْ يَجِبُ عَلى كُلِّ حالٍ في أُمُورٍ، وقَدْ يَجِبُ في حالٍ دُونَ حالٍ في غَيْرِها، فَما ثَبَتَ أنَّهُ عَوْرَةٌ، فَغَضُّ البَصَرِ عَنْهُ واجِبٌ، وما لَيْسَ بِعَوْرَةٍ فَيَجِبُ أيْضًا كَذَلِكَ، إلّا لِغَرَضٍ صَحِيحٍ، فَإنَّهُ يُباحُ عِنْدَ ذَلِكَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب