الباحث القرآني

وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿يَحْسَبُهُمُ الجاهِلُ أغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ﴾ يَدُلُّ عَلى أنَّ اسْمَ الفَقِيرِ يَجُوزُ أنْ يُطْلَقَ عَلى مَن لَهُ كُسْوَةٌ ذاتُ قِيمَةٍ، ولا يَمْنَعُ ذَلِكَ مِن إعْطائِهِ الزَّكاةَ. وقَدْ أمَرَ اللَّهُ تَعالى بِإعْطاءِ هَؤُلاءِ القَوْمِ، وكانُوا مِنَ المُهاجِرِينَ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ غَيْرَ مَرْضى ولا عُمْيانٍ. ولَمّا قالَ تَعالى: ﴿تَعْرِفُهم بِسِيماهُمْ﴾ دَلَّ عَلى أنَّ لِلسِّيما أثَرًا في اعْتِبارِ حالِ مَن تَظْهَرُ عَلَيْهِ حَتّى لَوْ رَأيْنا مَيِّتًا في دارِ الإسْلامِ مَيِّتًا وعَلَيْهِ زُنّارٌ غَيْرَ مَجْبُوبٍ لا يُدْفَنُ في مَقابِرِ المُسْلِمِينَ، ويُقَدَّمُ ذَلِكَ عَلى حُكْمِ الدّارِ عَلى قَوْلِ أكْثَرِ العُلَماءِ. ومِثْلُهُ قَوْلُهُ: ﴿ولَتَعْرِفَنَّهم في لَحْنِ القَوْلِ﴾ [محمد: ٣٠]، فَدَلَّتِ الآيَةُ عَلى جَوازِ صَرْفِ الصَّدَقَةِ إلى مَن لَهُ ثِيابٌ وكُسْوَةٌ وزِيُّ المُتَجَمِّلِ، واتَّفَقَ العُلَماءُ عَلى ذَلِكَ، وإنِ اخْتَلَفُوا بَعْدَهُ في مِقْدارِ ما يَحْرُمُ أخْذُ الصَّدَقَةِ. وأبُو حَنِيفَةَ اعْتَبَرَ مِقْدارَ ما تَجِبُ فِيهِ الزَّكاةُ. (p-٢٣١)والشّافِعِيُّ اعْتَبَرَ قُوتَ سَنَةٍ. ومالِكٌ اعْتَبَرَ مِلْكَ أرْبَعِينَ دِرْهَمًا. والشّافِعِيُّ لا يَصْرِفُ الزَّكاةَ إلى المُكْتَسِبِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب