الباحث القرآني

وقالَ: ﴿ولَكم في القِصاصِ حَياةٌ﴾ وذَلِكَ تَنْبِيهٌ عَلى الحِكْمَةِ في شَرْعِ القِصاصِ، وإبانَةِ الغَرَضِ مِنهُ، وخَصَّ أُولِي الألْبابِ مَعَ وُجُودِ المَعْنى في غَيْرِهِمْ لِأنَّهُمُ المُنْتَفِعُونَ بِهِ، كَما قالَ: ﴿إنَّما أنْتَ مُنْذِرُ مَن يَخْشاها﴾ [النازعات: ٤٥] . وقالَ: ﴿نَذِيرٌ لَكم بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ﴾ [سبإ: ٤٦]، فَأبانَ أنَّهُ مُنْذِرُ الجَمِيعِ، ولَكِنَّهُ خَصَّ في مَوْضِعٍ ﴿مَن يَخْشاها﴾ [النازعات: ٤٥] لِأنَّهُمُ المُنْتَفِعُونَ بِإنْذارِهِ، وقالَ: ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: ٢] مَعَ قَوْلِهِ في مَوْضِعٍ آخَرَ: ﴿هُدًى لِلنّاسِ﴾ [آل عمران: ٤] لِأنَّ المُتَّقِينَ هُمُ الَّذِينَ يَنْتَفِعُونَ بِهِوَقالَ في قِصَّةِ مَرْيَمَ: ﴿قالَتْ إنِّي أعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنكَ إنْ كُنْتَ تَقِيًّا﴾ [مريم: ١٨]، لِأنَّ المُتَّقِيَ هو الَّذِي يُعِيذُ مَنِ اسْتَعاذَ بِاللَّهِ تَعالى. وقَوْلُهُ: ﴿والجُرُوحَ قِصاصٌ﴾ [المائدة: ٤٥] يَدُلُّ عَلى مُراعاةِ المُماثَلَةِ في الجِراحِ، عَلى ما قالَهُ الشّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ، وأنْ يَفْعَلَ بِالقاتِلِ مِثْلَ ما فَعَلَهُ، فَإنْ لَمْ يَمُتْ وجَبَ قَتْلُهُ، فَإنَّ القَتْلَ لا بُدَّ مِنهُ قِصاصًا لِأخْذِ النَّفْسِ بِالنَّفْسِ فَجَمَعْنا بَيْنَ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿والجُرُوحَ قِصاصٌ﴾ [المائدة: ٤٥] وبَيْنَ قَوْلِهِ: ﴿النَّفْسَ بِالنَّفْسِ﴾ [المائدة: ٤٥] وهَذا أوْلى مِن طَرْحِ أحَدِهِما
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب