الباحث القرآني

(p-٢٣١)وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿وشَهِدَ شاهِدٌ مِن أهْلِها﴾ الآيَةَ. رَوى ابْنُ عَبّاسٍ أنَّهُ صَبِيٌّ في المَهْدِ. ورَوى أيْضًا أنَّهُ رَجُلٌ، ومِنَ النّاسِ مَن يَحْتَجُّ بِذَلِكَ في الحُكْمِ بِالعَلامَةِ في اللَّقْطَةِ وكَثِيرٍ مِنَ المَواضِعِ، حَتّى قالَ مالِكٌ في اللُّصُوصِ: إذا وجَدْتَ مَعَهم أمْتِعَةً فَجاءَ قَوْمٌ فادَّعُوها ولَيْسَتْ لَهم بَيِّنَةُ أنَّ السُّلْطانَ يَتَلَوَّمُ في ذَلِكَ، فَإنْ جاءَ غَيْرُهم يَطْلُبُها، وإلّا دَفَعَها إلَيْهِمْ. وقالَ أبُو حَنِيفَةَ ومُحَمَّدٌ في مَتاعِ البَيْتِ: إذا اخْتَلَفَ فِيهِ الرَّجُلُ والمَرْأةُ فَهو لِلرَّجُلِ. ولا يُحْكَمُ في كَثِيرٍ مِنَ المَواضِعِ بِمِثْلِهِ، فَإنَّهُ لَوْ تَنازَعَ عَطّارٌ وسَقّاءٌ قِرْبَةً وهُما مُتَعَلِّقانِ بِها، فَهي بَيْنَهُما، ولِأنَّ الأشْبَهَ في حَدِيثِ يُوسُفَ، والعَلامَةُ أنَّ ذَلِكَ كانَ آيَةً مِن جِهَةِ اللَّهِ تَعالى، وإلّا فَما يُدْرِيهِمْ أنَّ امْرَأةً ورَجُلًا إذا تَداعَيا أمْرًا بَيْنَهُما، فَيَكُونُ قَدْ قُدَّ قَمِيصُ أحَدِهِما أوْ قَمِيصِها، أوْ مِنَ المُمْكِنِ أنْ يُقالَ إنَّ الرَّجُلَ هَمَّ بِها فَطَلَبَتْهُ مُمْتَعِضَةً وقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ، ولَيْسَ في ذَلِكَ دَلالَةً إلّا مِن جِهَةِ خَرْقِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ العادَةَ، بِانْطِلاقِ الصَّبِيِّ في المَهْدِ. وكانَ شُرَيْحٌ وإياسُ بْنُ مُعاوِيَةَ يَعْمَلانِ عَلى العَلاماتِ في حُكُوماتٍ، وأصْلُ ذَلِكَ عَلى هَذِهِ الآيَةِ، ولَعَلَّ ذَلِكَ فِيما طَرِيقُهُ التُّهْمَةُ، لا عَلى سَبِيلِ بَتِّ الحُكْمِ، وقَدْ يَسْتَحِي الإنْسانُ إذا ظَهَرَ مِثْلُ هَذا مِنهُ لِلْإقامَةِ عَلى الدَّعْوى فَيُقِرُّ، فَيَحْكُمُ عَلَيْهِ بِالإقْرارِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب