الباحث القرآني
﴿إذا السَّماءُ انْشَقَّتْ﴾، عن علي رضي الله عنه: ”تنشق من المجرة“، ﴿وأذِنَتْ لِرَبِّها﴾: سمعت له في أمره بالانشقاق، وأطاعت وانقادت، ﴿وحُقَّتْ﴾، وهي حقيقة بأن تستمع وتنقاد، ﴿وإذا الأرْضُ مُدَّتْ﴾: مد الأديم، وبسطت فلم يبق فيها جبال، وبناء، ﴿وألْقتْ ما فِيها﴾: ما في بطنها من الأموات والكنوز، ﴿وتَخَلَّتْ﴾: بلغ جهده في الخلو، حتى لا يبقى في باطنها شيء، ﴿وأذِنتْ لِرَبِّها وحُقتْ﴾، تكرار للأول، أو أذنت في الإلقاء والتخلية، وجواب إذا محذوف، يدل عليه ما بعده، ﴿يا أيُّها الإنْسانُ إنَّكَ كادِحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ﴾، أي: جاهد بالعمل إليه ساعٍ فملاقٍ لربك فيجازيك، أو فملاق لكدحك ويصل إليك جزاؤه، ﴿فَأمّا مَن أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِسابًا يَسِيرًا﴾، أي: سهلًا بلا تعسير، وفي الصحيحين عن عائشة: (قال عليه السلام: ”من نوقش الحساب عذب“، قالت: فقلت أليس الله يقول: ”فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِسابًا يَسِيرًا“؟، قال: ليس ذاك بالحساب، ولكن ذاك العرض، من نوقش الحساب يوم القيامة عذب)، وفي غيرهما عنها (قالت: قال عليه السلام: ”إنه ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا معذبًا، فقلت“) الحديث إلخ، ﴿ويَنقَلِبُ إلى أهْلِهِ﴾: في الجنة من الحور، والآدميات، ﴿مَسْرُورًا وأمّا مَن أُوتِيَ كِتابَهُ وراءَ ظَهْرِهِ﴾، يثني شماله إلى ورائه، ويعطى كتابه بها، ﴿فَسَوْف يَدْعُو ثُبُورًا﴾: هلاكًا يقول: يا ثبوراه، ﴿ويَصْلى سَعِيرًا﴾: يدخل النار، ﴿إنَّهُ كانَ في أهْلِهِ﴾: في الدنيا، ﴿مَسْرُورًا﴾، باتباع هواه، وبدنياه ليس له هم الآخرة، ﴿إنَّهُ ظَنَّ أن لن يَحُورَ﴾: لن يرجع إلى الله، ﴿بَلى﴾: يرجع إلى الله، ﴿إنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيرًا﴾: عالمًا بأعماله، فيعيده ويجازيه.
﴿فَلاَ أُقْسِم بِالشَّفَقِ﴾: الحمرة بعد الغروب، وعن أبي هريرة رضي الله عنه: البياض الذي يلي الحمرة، وعن مجاهد: النهار كله، ﴿والليْلِ وما وسَقَ﴾: ما جمع، وضم من دابة وغيرها، ﴿والقَمَرِ إذا اتَّسَقَ﴾: استوى وتم بدرًا، ﴿لَتَركَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ﴾: حالًا بعد حال مطابقة لأختها في الشدة بعد الموت، أو حالًا بعد حال من مثل الصغر والكبر، والهرم، والغنى والفقر، والصحة والسقم، أو لتركبن ما طابق سنن من كان قبلكم، وفي الحديث (لتركبن سنن من كان قبلكم من اليهود والنصارى حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)، والظاهر أن (لَتَرْكَبُنَّ) بالضم على خطاب الجنس، فإن النداء له، وبالفتح على خطاب الإنسان في ”يا أيها الإنسان“ باعتبار اللفظ، وعن بعض من السلف: (لَتَرْكَبَنَّ) يا محمد سماء بعد سماء، أي: ليلة المعراج، أو درجة بعد درجة في الرتبة، وكان منشأ هذا قول ابن عباس كما بيناه في الحاشية، و ”عن طبق“ صفة لـ ”طبقًا“، أي: طبقًا مجاوز الطبق، أو حال من ضمير تركبن، أي مجاوزين لطبق.
﴿فَما لَهم لا يُؤْمِنُونَ﴾: بالقيامة، ﴿وإذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ القُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ﴾: إعظامًا وإكرامًا، ﴿بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ﴾: به، مكان السجود والخضوع، ﴿واللهُ أعْلَمُ بِما يُوعُون﴾: بما يضمرون في أنفسهم، ﴿فَبَشِّرْهُم بِعَذابٍ ألِيمٍ إلا الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِِ﴾، الاستثناء منقطع، وقيل متصل، أي: إلا من تاب وآمن منهم، ﴿لَهم أجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾: غير مقطوع، أو منقوص، ولله المنة على أهل الجنة في كل حال دائمًا سرمدًا.
والحمد لله حقَّ حمده، والصلاة على نبيه.
{"ayahs_start":1,"ayahs":["إِذَا ٱلسَّمَاۤءُ ٱنشَقَّتۡ","وَأَذِنَتۡ لِرَبِّهَا وَحُقَّتۡ","وَإِذَا ٱلۡأَرۡضُ مُدَّتۡ","وَأَلۡقَتۡ مَا فِیهَا وَتَخَلَّتۡ","وَأَذِنَتۡ لِرَبِّهَا وَحُقَّتۡ","یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡإِنسَـٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدۡحࣰا فَمُلَـٰقِیهِ","فَأَمَّا مَنۡ أُوتِیَ كِتَـٰبَهُۥ بِیَمِینِهِۦ","فَسَوۡفَ یُحَاسَبُ حِسَابࣰا یَسِیرࣰا","وَیَنقَلِبُ إِلَىٰۤ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورࣰا","وَأَمَّا مَنۡ أُوتِیَ كِتَـٰبَهُۥ وَرَاۤءَ ظَهۡرِهِۦ","فَسَوۡفَ یَدۡعُوا۟ ثُبُورࣰا","وَیَصۡلَىٰ سَعِیرًا","إِنَّهُۥ كَانَ فِیۤ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورًا","إِنَّهُۥ ظَنَّ أَن لَّن یَحُورَ","بَلَىٰۤۚ إِنَّ رَبَّهُۥ كَانَ بِهِۦ بَصِیرࣰا","فَلَاۤ أُقۡسِمُ بِٱلشَّفَقِ","وَٱلَّیۡلِ وَمَا وَسَقَ","وَٱلۡقَمَرِ إِذَا ٱتَّسَقَ","لَتَرۡكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقࣲ","فَمَا لَهُمۡ لَا یُؤۡمِنُونَ","وَإِذَا قُرِئَ عَلَیۡهِمُ ٱلۡقُرۡءَانُ لَا یَسۡجُدُونَ ۩","بَلِ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ یُكَذِّبُونَ","وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا یُوعُونَ","فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِیمٍ","إِلَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَهُمۡ أَجۡرٌ غَیۡرُ مَمۡنُونِۭ"],"ayah":"فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِیمٍ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق