الباحث القرآني
﴿الرَّحْمَنُ عَلَّمَ القُرْآنَ﴾: نبيه لا أنه يعلمه بشر، أو علمه عباده بأن يسر حفظه، وفهمه، ولما كانت السورة في تعداد النعم صدرها بالرحمن، ﴿خَلَقَ الإنْسانَ عَلَّمَهُ البَيانَ﴾: النطق، والتعبير عما في الضمير، ﴿الشَّمْسُ والقَمَرُ﴾: يجريان، ﴿بِحُسْبانٍ﴾: بحساب مقدر في بروجهما، ومنازلهما يعلم منهما السنون والحساب، ﴿والنَّجْمُ﴾: الكواكب أو النبات الذي لا ساق له، ﴿والشَّجَرُ يَسْجُدان﴾: ﴿ألَمْ تَرَ أنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن في السَّماواتِ ومَن في الأرْضِ والشَّمْسُ والقَمَرُ والنُّجُومُ والجِبالُ والشَّجَرُ والدَّوابُّ وكَثِيرٌ مِنَ النّاسِ﴾ الآية جرد هاتين الجملتين عن ما يدل على اتصال وربط بالرحمن، ولم يقل بحسبانه ويسجدان له، لأن وضوح اتصاله يغني عن البيان، وذكر الجمل الأولى على نهج التعديد، ثم أدخل العاطف، ورد إلى المنهاج الأصلي، ﴿والسَّماءَ رَفَعَها﴾: فوق الأرض، ﴿ووَضَعَ المِيزانَ﴾: كل ما يوزن به الأشياء من الميزان والمكيال وغيرهما خلقه موضوعًا على الأرض، أو المراد من الميزان العدل كما قال تعالى ﴿وأنزلنا معهم الكتاب والميزان﴾ الآية، ﴿ألّا﴾ أي: لئلا، ﴿تَطْغَوْا في المِيزانِ﴾: لا تعتدوا فيه، ﴿وأقِيمُوا الوَزنَ بِالقِسْطِ﴾، عطف بحسب المعنى على ألّا تَطْغَوْا أي: ولأن تقيموه بالعدل، ﴿ولا تخْسِرُوا﴾: لا تنقصوا، ﴿المِيزانَ﴾: وتكرير الميزان للمبالغة في التوصية، ﴿والأرْضَ وضَعَها﴾: خفضها مدحوة، ﴿لِلأنامِ﴾: للخلق، ﴿فيها فاكِهَةٌ﴾: أنواع ما يتفكه به، ﴿والنَّخْلُ ذاتُ الأكْمامِ﴾: أوعية الثمر التي يطلع فيها القنو، ثم تنشق، أو المراد الليف ﴿والحَبُّ﴾: كالحنطة وغيرها، ﴿ذُو العَصْفِ﴾: هو ورق النبات، ﴿والرَّيْحانُ﴾: الرزق يقال: خرجت أطلب ريحان الله تعالى، أي: رزقه يعني: الحب ذو علف أنعام، وطعام إنسان، ومن قرأ بالرفع، فعلى تقدير، وذو الريحان بإقامة المضاف إليه مقام المضاف ليوافق القراءتان، وقيل ﴿الريحان﴾ هو المشموم، ﴿فَبِأيِّ آلاءِ رَبِّكُما﴾: أيها الثقلان، ﴿تُكَذِّبانِ خَلَقَ الإنْسانَ﴾: آدم، ﴿مِن صَلْصالٍ﴾: طين يابس له صلصلة، ﴿كالفَخّارِ﴾: الخزف، ﴿وخَلَقَ الجانَّ﴾: أبا الجن، قيل هو إبليس، ﴿مِن مارِجٍ﴾: من صاف، ﴿مِن نارٍ فَبِأيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ رَبُّ المَشْرِقَيْنِ﴾: مشرقي الشتاء والصيف، ﴿ورَبُّ المَغْرِبَيْنِ فَبِأيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ﴾: فإن اختلاف المشارق، والمغارب سبب لمصالح العباد، ﴿مَرَجَ﴾ أرسل، ﴿البَحْرَيْنِ﴾: العذب والملح، ﴿يَلْتَقِيانِ﴾: يتجاوران ويتلاصقان، ﴿بَيْنَهُما بَرْزَخٌ﴾: حاجز، ﴿لا يَبْغِيانِ﴾: لا يبغي أحدهما على الآخر بالممازجة، أو لا يتجاوزان حديهما قد مر بيانه في سورة الفرقان مفصلًا، قيل المراد بحر الروم، وفارس يلتقان في المحيط لأنهما ينشعبان منه، وقيل بحر السماء، والأرض، فإن اللؤلؤ يتولد من ماء السماء، وأصداف بحر الأرض، ﴿فَبِأيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ يَخْرُجُ مِنهُما اللُّؤْلُؤُ والمَرْجانُ﴾: كبار الدر، وصغاره، أو المرجان الخرز الأحمر يخرجان من المالح، لكن لما كان يلتقيان فيصيران واحدًا يصدق أنهما يخرجان منهما، ﴿فَبِأيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ولَهُ الجَوارِ﴾: السفن، ﴿المُنْشَئاتُ﴾: المرفوعات الشرع، ﴿فِي البَحْرِ كالأعْلامِ﴾: كالجبال في العظم، ﴿فَبِأيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ﴾.
{"ayahs_start":1,"ayahs":["ٱلرَّحۡمَـٰنُ","عَلَّمَ ٱلۡقُرۡءَانَ","خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ","عَلَّمَهُ ٱلۡبَیَانَ","ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ بِحُسۡبَانࣲ","وَٱلنَّجۡمُ وَٱلشَّجَرُ یَسۡجُدَانِ","وَٱلسَّمَاۤءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلۡمِیزَانَ","أَلَّا تَطۡغَوۡا۟ فِی ٱلۡمِیزَانِ","وَأَقِیمُوا۟ ٱلۡوَزۡنَ بِٱلۡقِسۡطِ وَلَا تُخۡسِرُوا۟ ٱلۡمِیزَانَ","وَٱلۡأَرۡضَ وَضَعَهَا لِلۡأَنَامِ","فِیهَا فَـٰكِهَةࣱ وَٱلنَّخۡلُ ذَاتُ ٱلۡأَكۡمَامِ","وَٱلۡحَبُّ ذُو ٱلۡعَصۡفِ وَٱلرَّیۡحَانُ","فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ","خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مِن صَلۡصَـٰلࣲ كَٱلۡفَخَّارِ","وَخَلَقَ ٱلۡجَاۤنَّ مِن مَّارِجࣲ مِّن نَّارࣲ","فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ","رَبُّ ٱلۡمَشۡرِقَیۡنِ وَرَبُّ ٱلۡمَغۡرِبَیۡنِ","فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ","مَرَجَ ٱلۡبَحۡرَیۡنِ یَلۡتَقِیَانِ","بَیۡنَهُمَا بَرۡزَخࣱ لَّا یَبۡغِیَانِ","فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ","یَخۡرُجُ مِنۡهُمَا ٱللُّؤۡلُؤُ وَٱلۡمَرۡجَانُ","فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ","وَلَهُ ٱلۡجَوَارِ ٱلۡمُنشَـَٔاتُ فِی ٱلۡبَحۡرِ كَٱلۡأَعۡلَـٰمِ","فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ"],"ayah":"خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق