الباحث القرآني

﴿إنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ﴾، سبق في الصافات بيانه، ﴿طَعامُ الأثِيمِ﴾: كثير الإثم أي: الكافر لأن الكلام فيه، ﴿كالمُهْلِ﴾: دُرْدِي الزيت، وقيل: هو ذائب الفضة والنحاس، ﴿يَغْلِي في البُطُونِ﴾، ومن قرأ ”يَغْلِي“ بالياء فباعتبار أن الشجرة طعام الأثيم، ﴿كَغَلْيِ الحَمِيمِ﴾، غليانًا مثل غليان الماء الشديد الحرارة، ﴿خُذُوهُ﴾، أي: قلنا للزبانية: خذوا الأثيم، ﴿فاعْتِلُوهُ﴾: سوقوه بعنف، ﴿إلى سَواءِ الجَحِيمِ﴾: وسطها، ﴿ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِن عَذابِ الحَمِيمِ﴾، الملك يضربه بحديد فيفتح دماغه، ثم يصب الحميم على رأسه فيسلت ما في بطنه من الأمعاء، فيتمزق على كعبيه، أعاذنا الله تعالى من ذلك، ﴿ذُقْ إنَّكَ أنْتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ﴾، أي: قولوا له ذلك سخرية وتقريعًا، وعن عكرمة: أنه عليه السلام قال لأبي جهل: ﴿أمرني الله تعالى أن أقول لك أولى لك فأولى﴾، فقال: ما تستطيع لي ولا صاحبك من شيء إنى أمنع أهل بطحاء وأنا العزيز الكريم، فقتله الله قعالى يوم بدر وأذله وعيره بكلمته، وأنزل: ﴿ذُقْ إنَّكَ أنْتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ﴾، وذكر غير واحد من السلف: أن المراد من الأثيم أبو جهل، ﴿إنَّ هَذا﴾: العذاب، ﴿ما كنتُم بهِ تَمْتَرُونَ﴾: ما تشكون فيه، ﴿إنَّ الُمتقِينَ في مَقامٍ﴾: موضع إقامة، ﴿أمِين﴾: يَأمن صاحبه عن كل مكروه، ﴿فِي جَنّاتٍ﴾، بدل من مقام، ﴿وعُيُونٍ يَلْبَسُونَ﴾، خبر ثان، أو حال، أو استئناف، ﴿مِن سنُدُسٍ﴾: ما رَقَّ من الحرير، ﴿وإسْتبْرَقٍ﴾: ما غلظ منه، ﴿مُّتَقابِلِينَ﴾، لا يجلس أحد منهم وظهره إلى غيره لأنس بينهم، ﴿كَذَلِكَ﴾، أي: الأمر كذلك، أو أثبناهم مثل ذلك، ﴿وزَوجْناهُم بحُورٍ﴾: قرناهم بهن، والحور: النساء النقيات البياض، ﴿عِينٍ﴾: عظيمة العينين، ﴿يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ﴾: يأمرون بإحضار أنواع الفواكه، ﴿آمِنينَ﴾، من كل مكروه، ﴿لاَ يَذُوقُونَ فِيها المَوْتَ﴾، بل حياتهم أبدية، ﴿إلّا المَوْتَةَ الأُولى﴾، لكن ذاقوا الموتة الأولى في الدنيا، قيل الاستثناء للمبالغة، فإن الغرض من إعلام أنّهم لا يذوقون الموت أصلًا، كأنه قال: لو فرضنا ذوق الموت في الجنة لما ذاق إلا الموتة الأولى وذوق تلك الموتة محال، لأنها ماضية، فالذوق محال، ﴿ووَقاهم عَذابَ الجَحِيمِ﴾، أي: أعطي كل ذلك تفضلًا، ﴿من ربكَ ذَلِكَ هو الفَوْزُ العَظِيمُ فَإنَّما يَسَّرْناهُ﴾: سهلنا القرآن، ﴿بِلِسانِكَ﴾، فإنه بلغتك، ﴿لَعَلَّهم يَتَذَكَّرُونَ﴾: لكي يفهمونه فيتعظون به، ﴿فارْتَقِبْ﴾: انتظر الفتح أو ما يحل بهم، ﴿إنَّهم مُرْتَقِبُونَ﴾: ما يحل بك من الدوائر. فالحَمْدُ لله رَبِّ العالَمِينَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب