الباحث القرآني
﴿الرِّجالُ قَوّامُونَ عَلى النِّساءِ﴾ قيام الولاة على الرعايا ﴿بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهم عَلى بَعْضٍ﴾ فضلهم عليهن بكمال العقل والدين والقوة ﴿وبِما أنفَقُوا مِن أموالِهِمْ﴾ كالمهر والنفقة، اشتكت امرأة عن زوجها بأنه لطمها فأمر رسول الله ﷺ بالقصاص فنزلت فقال عليه الصلاة والسلام: أردت أمرًا وأراد الله غيره فرجعت بغير قصاص ﴿فالصّالِحاتُ قانتاتٌ﴾ مطيعات لأزواجهن ﴿حافِظاتٌ لِّلْغَيْبِ﴾ تحفظ في غيبته نفسها وماله ﴿بِما حَفِظَ اللهُ﴾ بحفظ الله إياها فالمحفوظ من حفظه، أو بما حفظ الله لهن من إيجاب حقوقهن على الرجال ﴿واللّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ﴾ عصيانهن على أزواجهن ﴿فَعِظُوهُنَّ﴾ بعقاب الله في عصيانها ﴿واهْجُرُوهُنَّ في المَضاجِعِ﴾ بأن يوليها ظهره ولا يجامعها ولا يكلمها، أو معناه لا يضاجعها ﴿واضْرِبُوهُنَّ﴾ إن لم يرتدعن بالموعظة ولا بالهجران ضربًا غير شديد ﴿فَإنْ أطَعْنَكم فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا﴾ بالإيذاء، وقيل: لا تكلفوهن محبتكم فالقلب بيد الله ﴿إنَّ اللهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيرًا﴾ فهو أقَدرَ عليكم منكم على أزواجكم، ويتجاوز عنكم ليلًا ونهارًا.
﴿وإنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما﴾ خلافًا بين المرء وزوجه، والإضافة إلى الظرف على الاتساع ﴿فابْعَثُوا﴾ أيها الحكام ﴿حَكَمًا مِّنْ أهْلِهِ وحَكَمًا مِّنْ أهْلِها﴾ يحكمان بينهما فيما يرى المصلحة من الجمع والتفريق، والأقارب أعرف ببواطن الأحوال فهُم الأولى، وهما من جانب الحاكم ينفذ حكمهما مطلقًا بغير رضى المحكوم عليه على الأصح ﴿إن يُرِيدا﴾ أي: يقصد الحكمان ﴿إصْلاحًا يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُما﴾ بين الزوجين بحسن سعي الحكمين ﴿إنَّ اللهَ كانَ عَلِيمًا خَبِيرًا﴾ بالظاهر والباطن.
﴿واعْبُدُوا اللهَ ولا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ من المخلوقات أو من الإشراك قليلًا وكثيرًا جليًّا وخفيًّا ﴿و﴾ أحسنوا ﴿بِالوالِدَيْنِ إحْسانًا وبِذِي القُرْبى﴾ صاحب القرابة ﴿واليَتامى والمَساكِينِ﴾ من لا يجد ما يكفيه وعياله ﴿والجارِ ذِي القُرْبى﴾ من جمع بين القرابة والجوار، أو الجار الأقرب أو الجار المسلم ﴿والجارِ الجُنُبِ﴾ الأجنبي والذي جواره بعيد، أو أهل الكتاب ﴿والصّاحِبِ بِالجَنْبِ﴾ المرأة، أو رفيق السفر، أو الحضر أيضًا ﴿وابْنِ السبِيلِ﴾ المسافر، أو الضعيف ﴿وما ملَكَتْ أيْمانُكمْ﴾ المماليك ﴿إنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ مَن كانَ مُخْتالًا﴾ متكبرًا ﴿فَخُورًا﴾ يتفاخر على المسلمين.
﴿الَّذِينَ يَبْخَلُونَ﴾ بأموالهم أن ينفقوها فيما أمرهم الله من بر الوالدين والأقربين، بدل ممن كان، أو نصب أو رفع على الذم ﴿ويَأْمُرُونَ النّاسَ بِالبُخْلِ﴾ أيضًا كاليهود قالوا ”: لا تنفقوا على محمد فإنا نخشى عليكم الفقر ﴿ويَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ﴾ يعني: الغنى، وحمل بعض السلف الآية على بخل اليهود بإظهار ما عندهم من العلم بمحمد ﷺ وكتمانهم ذلك ﴿وأعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذابًا مُهِينًا﴾ أي: أعتدنا لهم فإنهم كافرون بنعمة الله.
﴿والَّذِينَ يُنْفِقُونَ أمْوالَهم رِئاءَ النّاسِ﴾ لا لوجه الله، ذكر الباذلين رياء بعد الممسكين والمراد اليهود أو المنافقون أو مشركو مكة، وهو عطف على الذين يبخلون ﴿ولا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ ولا بِاليَوْمِ الآخِرِ ومَن يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِينًا فَساءَ قَرِينًا﴾ أى فبئس الشيطان قرينًا ﴿إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين﴾.
﴿وماذا عَلَيْهِمْ﴾ أي: أي تبعة تحيق بهم ﴿لَوْ آمَنُوا بِاللهِ واليَوْمِ الآخِرِ وأنفَقُوا مِمّا رَزَقَهُمُ اللهُ﴾ في سبيله ﴿وكانَ اللهُ بِهِمْ عَلِيمًا﴾ وعيد لهم.
﴿إنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ﴾ زنة نملة صغيرة، أو جزء من أجزاء الهباء إن كان مؤمنًا فله الأجر في الدارين، وإن كان كافرًا فمقصور على الدنيا، أو تخفيف في عذابه فلا يظلم وهو قادر عليه ﴿وإنْ تَكُ﴾ مثقال الذرة ﴿حَسَنَةً﴾ وحذف النون من غير قياس تشبيهًا بحرف العلة ﴿يُضاعِفْها﴾ أي: ثوابها ﴿ويُؤْتِ﴾ صاحبها ﴿مِن لَدُنْهُ﴾ من عنده بفضله ﴿أجْرًا عَظِيمًا﴾ جزيلًا وهو الجنة.
﴿فَكَيْفَ إذا جِئْنا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ﴾ أي: كيف حال هؤلاء الكفرة إذا جئنا بنبي كل أمة يشهد بصلاحهم وفسادهم ﴿وجِئْنا بِكَ﴾ يا محمد ﴿عَلى هَؤُلاء﴾ على جميع الأمم أو المنافقين أو المشركين ﴿شَهِيدًا﴾.
﴿يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوّى بِهِمُ الأرْضُ﴾ لو يدفنون وتبتلعهم الأرض فتسوى، أو لم يبعثوا، أو يكونون ترابًا، والباء للملابسة فهو حال، أو بمعنى: على فظرف لغو ﴿ولا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا﴾ بشهادة أيديهم وأرجلهم عليهم، عطف على جملة يود لما رأو أن الجنة خاصة للمسلمين قالوا:“ والله ربنا ما كنا مشركين ”[الأنعام: ٢٣]، كذبوا رجاء زجهم في المسلمين فختم الله على أفواههم وشهدت عليهم أيديهم وأرجلهم،“ ولا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا " [النساء: ٤٢]، أو داخل في التمني بمعنى: يتمنون أنهم لم يكونوا كتموا نعت محمد ﷺ وأمره.
{"ayahs_start":34,"ayahs":["ٱلرِّجَالُ قَوَّ ٰمُونَ عَلَى ٱلنِّسَاۤءِ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲ وَبِمَاۤ أَنفَقُوا۟ مِنۡ أَمۡوَ ٰلِهِمۡۚ فَٱلصَّـٰلِحَـٰتُ قَـٰنِتَـٰتٌ حَـٰفِظَـٰتࣱ لِّلۡغَیۡبِ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُۚ وَٱلَّـٰتِی تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَٱهۡجُرُوهُنَّ فِی ٱلۡمَضَاجِعِ وَٱضۡرِبُوهُنَّۖ فَإِنۡ أَطَعۡنَكُمۡ فَلَا تَبۡغُوا۟ عَلَیۡهِنَّ سَبِیلًاۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِیࣰّا كَبِیرࣰا","وَإِنۡ خِفۡتُمۡ شِقَاقَ بَیۡنِهِمَا فَٱبۡعَثُوا۟ حَكَمࣰا مِّنۡ أَهۡلِهِۦ وَحَكَمࣰا مِّنۡ أَهۡلِهَاۤ إِن یُرِیدَاۤ إِصۡلَـٰحࣰا یُوَفِّقِ ٱللَّهُ بَیۡنَهُمَاۤۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِیمًا خَبِیرࣰا","۞ وَٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُوا۟ بِهِۦ شَیۡـࣰٔاۖ وَبِٱلۡوَ ٰلِدَیۡنِ إِحۡسَـٰنࣰا وَبِذِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡیَتَـٰمَىٰ وَٱلۡمَسَـٰكِینِ وَٱلۡجَارِ ذِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ ٱلۡجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلۡجَنۢبِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِیلِ وَمَا مَلَكَتۡ أَیۡمَـٰنُكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ مَن كَانَ مُخۡتَالࣰا فَخُورًا","ٱلَّذِینَ یَبۡخَلُونَ وَیَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبُخۡلِ وَیَكۡتُمُونَ مَاۤ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ وَأَعۡتَدۡنَا لِلۡكَـٰفِرِینَ عَذَابࣰا مُّهِینࣰا","وَٱلَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰلَهُمۡ رِئَاۤءَ ٱلنَّاسِ وَلَا یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِۗ وَمَن یَكُنِ ٱلشَّیۡطَـٰنُ لَهُۥ قَرِینࣰا فَسَاۤءَ قَرِینࣰا","وَمَاذَا عَلَیۡهِمۡ لَوۡ ءَامَنُوا۟ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَأَنفَقُوا۟ مِمَّا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِهِمۡ عَلِیمًا","إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةࣲۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةࣰ یُضَـٰعِفۡهَا وَیُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِیمࣰا","فَكَیۡفَ إِذَا جِئۡنَا مِن كُلِّ أُمَّةِۭ بِشَهِیدࣲ وَجِئۡنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰۤؤُلَاۤءِ شَهِیدࣰا","یَوۡمَىِٕذࣲ یَوَدُّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَعَصَوُا۟ ٱلرَّسُولَ لَوۡ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلۡأَرۡضُ وَلَا یَكۡتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِیثࣰا"],"ayah":"وَٱلَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰلَهُمۡ رِئَاۤءَ ٱلنَّاسِ وَلَا یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِۗ وَمَن یَكُنِ ٱلشَّیۡطَـٰنُ لَهُۥ قَرِینࣰا فَسَاۤءَ قَرِینࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق