الباحث القرآني

﴿قُلْ﴾: للمشركين ﴿إنَّما أنا مُنْذِرٌ﴾: أنذركم عقاب الله تعالى ﴿وما مِن إلَهٍ إلّا اللهُ الواحِدُ﴾: الذي لا يقبل الشركة عطف على إنما أنا منذر ﴿القَهّارُ رَبُّ السَّماواتِ والأرْضِ وما بَيْنَهُما العَزِيزُ﴾: الغالب ﴿الغَفّارُ﴾: لمن أراد ﴿قُلْ هُوَ﴾ أي: القرآن، أو ما أنبأتكم به من رسالتي وتوحيد الله تعالى ﴿نَبَأٌ عَظِيمٌ أنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ﴾ وعن بعض المراد من النبأ آدم ﴿ما كانَ لِيَ مِن عِلْمٍ بِالمَلَإ الأعْلى إذْ يَخْتَصِمُونَ﴾: مبيّنٌ لنبأ [عظيم]، أو حجة لنبوته، وإذ متعلق بعلم ﴿إنْ يُوحى إلَيَّ إلّا أنَّما أنا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ أى: لم يوح إليَّ إلا لأني منذر مبين، كما تقول: فوضت الأمر إليك، لأنك عالم مبين، فما بعد إلا منصوب بنزع الخافض، والجار والمجرور قائم مقام الفاعل أو معناه لم يوح إليَّ إلا أن أُنذر وأٌُبين ولم أؤمر إلا بالإنذار والتبليغ فعلى هذا ما بعد إلا قائم مقام الفاعل ﴿إذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ﴾ بدل من إذ يختصمون مبيِّنٌ له، والمقاولة بين الملائكة وآدم وإبليس وهم الملأ الأعلى، ومقاولة الله بلسان ملك في شأن الاستخلاف مع الكل ومع إبليس في شأن السجود ﴿إنِّي خالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ فَإذا سَوَّيْتُهُ﴾: عدلت خلقته ﴿ونَفَخْتُ فِيهِ مِن رُوحِي﴾: فأحييته ﴿فَقَعُوا لَهُ﴾: خرّوا له ﴿ساجِدِينَ﴾: تعظيمًا له وتكرمة ﴿فَسَجَدَ المَلائِكَةُ كُلُّهم أجْمَعُونَ إلّا إبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وكانَ﴾ أي: في علم الله أو صار ﴿مِنَ الكافِرِينَ﴾: بالاستكبار والاستنكار ﴿قالَ﴾ الله تعالى: ﴿قالَ يا إبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾ أوجدته بنفسي من غير واسطة ﴿أسْتَكْبَرْتَ أمْ كُنْتَ مِنَ العالِينَ﴾ أي المانع مجرد التكبر أو إنك أعلى وأعظم، فلا يستحق سجودك، وقيل: أستكبرت بنفسك، فأبيت السجود أم كنت من القوم المتكبرين فتكبرت؟ ﴿قالَ أنا خَيْرٌ مِنهُ﴾ أجاب باختيار الشق الثاني على التوجيه الأول ﴿خَلَقْتَنِي مِن نارٍ﴾: لطيف ﴿وخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾: كثيف ﴿قالَ فاخْرُجْ مِنها﴾: من الجنة أو السماء ﴿فَإنَّكَ رَجِيمٌ﴾: مطرود ﴿وإنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِى إلى يَوْمِ الدِّينِ قالَ رَبِّ فَأنظِرْنِي﴾: أمهلني ﴿إلى يَوْمِ يُبعَثُونَ قالَ فَإنَّكَ مِنَ المُنْظَرِينَ إلى يَوْمِ الوَقْتِ المَعْلُومِ قالَ فَبِعِزَّتِكَ﴾: سلطانك ﴿لَأُغْوِيَنَّهم أجْمَعِينَ (٨٢) إلّا عِبادَكَ مِنهُمُ المُخْلَصِينَ﴾ وقد مر مرارًا الكلام على مثل هذه الآية في سورة البقرة، والأعراف وغيرهما ﴿قالَ فالحَقُّ والحَقَّ أقُولُ﴾ أي: ولا أقول إلا الحق ﴿لَأمْلَأنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ ومِمَّنْ تَبِعَكَ مِنهُمْ﴾: من بني آدم ﴿أجْمَعِينَ﴾ الحق الأول قرئ بالنصب بحذف حرف القسم أي: فبالحق، وبالرفع أي: فالحق قسمي فهو مقسم به على الوجهين، وجوابه لأملأن وما بينهما اعتراض، أو تقديره على النصب، فأحق الحق، أو أُلزم الحق، وعلى الرفع فالحق مني، أو أنا الحق ﴿قُلْ ما أسْألُكم عَلَيْهِ﴾: على التبليغ ﴿مِن أجْرٍ﴾: جُعْلٍ ﴿وما أنا مِنَ المُتَكَلِّفِينَ﴾ في نظم القرآن، فإنه من عند الله تعالى لا من تلقاء نفسي حتى أتكلف في نظمه ﴿إنْ هو إلّا ذِكْرٌ﴾: عظة من الله تعالى لِلْعالَمِينَ ولَتَعْلَمُنَّ نَبَأهُ): من حقية القرآن وصدقه ﴿بَعْدَ حِينٍ﴾ عند الموت أو بعده، أو عند ظهور الإسلام.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب