الباحث القرآني

﴿ولَقَدْ أرْسَلْنا نُوحًا إلى قَوْمِهِ﴾، لما عدد نعمه بين كفرانهم من قديم الزمان، ﴿فَقالَ يا قَوْمِ اعبدُوا الله﴾: وحده، ﴿ما لَكُم مِّنْ إلهٍ عيْرُهُ﴾، استئناف لتعليل الأمر بالتوحيد، ﴿أفَلاَ تَتَّقُون﴾: عن عبادة غيره، ﴿فَقالَ المَلَأُ﴾: الأشراف، ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ﴾: لعوامهم، ﴿ما هَذا إلّا بَشَرٌ مِثْلُكم يُرِيدُ أنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ﴾: إن يطلب الفضل عليكم فيكون متبوعًا لكم، ﴿ولَوْ شاءَ اللهُ﴾، إرسال رسول، ﴿لَأنْزَلَ مَلائِكَةً﴾: للرسالة، ﴿ما سَمِعْنا بِهَذا﴾: الذي يدعونا إليه أو ببعث البشر رسولًا، ﴿فِي آبائِنا الأوَّلِينَ إنْ هو إلّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ﴾: جنون، ﴿فَتَرَبَّصُوا بِهِ﴾: اصبروا عليه وانتظروا، ﴿حَتّى حِينٍ﴾: لعله يفيق من جنونه أو يموت، ﴿قالَ﴾ نوح بعد اليأس من إيمانهم: ﴿رَبِّ انصُرْنِي﴾: عليهم، ﴿بِما كَذبُون﴾: بسبب تكذيبهم أو بدله، ﴿فَأوْحَيْنا إلَيْهِ أنِ اصْنَع الفُلْكَ بِأعينِنا﴾: متلبسًا بحظنا وكلاءتنا، ﴿ووَحْيِنا﴾: بأن نعلمك كيف تصنع، ﴿فَإذا جاءَ أمْرُنا﴾: بعذابهم أو بالركوب، ﴿وفارَ التَّنُّورُ﴾: نبع الماء فيه، والتنور تنور الخبز، وقيل كان تنور آدم، وعن بعض التنور أعلى موضع في الأرض، وقيل هو مثل يضرب في شدة الأمر نحو حمي الوطيس، ﴿فاسْلُكْ فِيها﴾: أدخل في الفلك، ﴿مِن كُلٍّ﴾: من كل نوع، ﴿زَوْجينِ اثْنَيْنِ﴾: ذكرًا وأنثى واثنين تأكيد، ومن قرأ بالإضافة فمعناه: احمل اثنين من كل زوجين أي: من كل صنف ذكر وصنف أنثى، ﴿وأهْلَكَ﴾: أهل بيتك، أو من آمن معك عطف على زوجين، أو اثنين، ﴿إلا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ القَوْلُ مِنهمْ﴾: بهلاكه يريد ابنه وزوجته، ﴿ولاَ تُخاطِبْنِي في الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾: بدعاء إنجائهم، ﴿إنَّهُم مغرَقُونَ﴾: لكثرة ظلمهم محكوم عليهم بالإغراق، ﴿فَإذا اسْتَوَيْتَ﴾: علوت واستقررت، ﴿أنْتَ ومَن مَعَكَ عَلى الفُلْكِ فَقُلِ الحَمْدُ لله الَّذِي نَجّانا مِنَ القَوْمِ الظّالِمِينَ وقُل رَبِّ أنزِلْنِي﴾: منها أو فيها، ﴿مُنْزَلًا مُبارَكًا﴾: يبارك له فيه ويعطه الزيادة في خير الدارين ومن قرأ مُنزلًا بضم الميم وفتح الزاي فالمعنى: إنزالًا أو موضع إنزال، ﴿وأنْتَ خَيْرُ المُنْزِلِينَ إن في ذَلِكَ﴾: فيما فعل بنوح وقومه، ﴿لَآياتٍ﴾: يستدل بها، ﴿وإنْ﴾ أي: إنه، ﴿كُنّا لَمُبْتَلِينَ﴾: مختبرين قوم نوح بالبلاء، أو عبادنا لننظر من يعتبر، أو مصيبين قوم نوح ببلاء عظيم، وقد مر في سورة هود تمام القصة، ﴿ثُمَّ أنْشَأْنا﴾: أحدثنا، ﴿مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ﴾، هم عاد وثمود، ﴿فَأرْسَلْنا فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ﴾، هو هود أو صالح جعل القرن موضع الإرسال ليعلم أنه أوحى إليه وهو فيهم، وما جاء إليهم من مكان آخر، ﴿أنِ اعْبُدُوا اللهَ﴾، أن مفسرة لأن في أرسلنا معنى القول، ﴿ما لَكم مِن إلَهٍ غَيْرُهُ أفَلا تَتَّقُونَ﴾: عذابه.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب