﴿وإذْ أخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إسْرائِيلَ﴾، ذكرهم بما أمرهم في التوراة، ﴿لا تَعْبُدُونَ﴾، وهو نفي بمعنى النهي مقدر بالقول أو تقديره أن لا تعبدوا، فلما حذف ”أن“ صار الفعل مرفوعًا فيكون بدلًا من الميثاق أو معمولًا له بحذف الجار، ﴿إلا اللهَ وبِالوالدَيْنِ إحْسانًا﴾، تقديره تحسنون أو وأحسنوا بهما إحسانًا، ﴿وذِي القُربى﴾: القرابةَ، ﴿واليَتامى والمَساكِينِ﴾: من لا يجد ما ينفق على نفسه وأهله، ﴿وقُولُوا لِلنّاسِ حُسْنًا﴾: قولًا حسنًا وسماه حسنًا للمبالغة دخل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ﴿وأقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ﴾: بطريق فرض عليكم في ملتكم، ﴿ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ﴾ أعرضتم عن الميثاق وهو التفات سواء كان خطابًا مع الموجودين ومن قبلهم بالتغليب أو لا، ﴿إلّا قَلِيلًا مِنكُمْ﴾: من ثبت على اليهودية قبل نسخها أو من أسلم، ﴿وأنتُم معْرِضُونَ﴾: قوم عادتكم الإعراض، ﴿وإذْ أخَذْنا مِيثاقَكُمْ﴾: في التوراة، ﴿لاَ تَسْفكُونَ دِماءَكُمْ﴾: بأن لا يقتل بعضكم بعضًا، ﴿ولاَ تُخْرِجُونَ أنفُسَكُم مِّن دِيارِكُمْ﴾: ولا يخرجه من منزله، ﴿ثُمَّ أقْرَرْتُمْ﴾، اعترفتم بلزوم الميثاق، ﴿وأنْتُمْ تَشْهَدُونَ﴾: على أنفسكم بذلك أو أنتم أيها الموجودون تشهدون على إقرار أسلافكم، ﴿ثُمَّ﴾، للاستبعاد، ﴿أنتمْ هَؤُلاءِ﴾، أي: أنتم بعد ذلك هؤلاء الناقضون فهو مبتدأ وخبر قيل أنتم يا هؤلاء، ﴿تَقْتُلُونَ أنْفُسَكم وتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنكم مِن دِيارِهِمْ﴾، الجملة حال والعامل معنى الإشارة أو بيان لهذه الجملة، ﴿تَظاهَرُونَ عَلَيْهِم﴾، تتعاونون والجملة حال، ﴿بالإثْمِ والعُدْوان﴾ بالمعصية والظلم، ﴿وإن يَأتوكمْ أُسارى﴾: يطلبون الفداءَ، َ ﴿تُفادُوَهُمْ﴾، فديتموهم، كانت قريظة حلفاء الأوس والنضير حلفاء الخزرج فإذا اقتتلا عاون كل فريق حلفاءه في القتل وتخريب الديار وإجلاء أهلها وإذا أسر أحد من الفريقين جمعوا له حتى يفدوه فنزلت، ﴿وهُوَ﴾، أي: الشأن، ﴿مُحَرمٌ عَلَيْكم إخراجُهُمْ﴾، فاتصل بقوله وتخرجون فريقًا وما بينهما اعتراض أو هو مبهم وإخراجهم تفسيره، ﴿أفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتاب﴾، أي الفداء، ﴿وتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ﴾، أي: القتل والمظاهرة والإخراج، ﴿فَما جَزاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكم إلّا خِزْيٌ﴾: عذاب وهوان، ﴿فِي الحَياةِ الدُّنْيا﴾: خزي قريظة كان القتل والسبي ولبني نضير الجلاء وضرب الجزية على غيرهم، ﴿ويَوْمَ القِيامَةِ يُرَدُّونَ إلى أشَدِّ العَذابِ﴾، أي: أشد أنواعه، ﴿وما اللهُ بِغافِل عَمّا تَعْمَلُونَ﴾، تأكيد للوعيد، ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الحَياةَ الدُّنْيا بِالآخِرَةِ﴾: آثروها على الآخرة، ﴿فَلاَ يُخَفف﴾، لا يهون ولا ينقص، ﴿عَنْهُمُ العَذابُ ولاَ هم يُنصَرُونَ﴾: يمنعون من عذاب الله.
{"ayahs_start":83,"ayahs":["وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِیثَـٰقَ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ لَا تَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ وَبِٱلۡوَ ٰلِدَیۡنِ إِحۡسَانࣰا وَذِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡیَتَـٰمَىٰ وَٱلۡمَسَـٰكِینِ وَقُولُوا۟ لِلنَّاسِ حُسۡنࣰا وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ ثُمَّ تَوَلَّیۡتُمۡ إِلَّا قَلِیلࣰا مِّنكُمۡ وَأَنتُم مُّعۡرِضُونَ","وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِیثَـٰقَكُمۡ لَا تَسۡفِكُونَ دِمَاۤءَكُمۡ وَلَا تُخۡرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِیَـٰرِكُمۡ ثُمَّ أَقۡرَرۡتُمۡ وَأَنتُمۡ تَشۡهَدُونَ","ثُمَّ أَنتُمۡ هَـٰۤؤُلَاۤءِ تَقۡتُلُونَ أَنفُسَكُمۡ وَتُخۡرِجُونَ فَرِیقࣰا مِّنكُم مِّن دِیَـٰرِهِمۡ تَظَـٰهَرُونَ عَلَیۡهِم بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَ ٰنِ وَإِن یَأۡتُوكُمۡ أُسَـٰرَىٰ تُفَـٰدُوهُمۡ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَیۡكُمۡ إِخۡرَاجُهُمۡۚ أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَـٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضࣲۚ فَمَا جَزَاۤءُ مَن یَفۡعَلُ ذَ ٰلِكَ مِنكُمۡ إِلَّا خِزۡیࣱ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ وَیَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ یُرَدُّونَ إِلَىٰۤ أَشَدِّ ٱلۡعَذَابِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ","أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ ٱشۡتَرَوُا۟ ٱلۡحَیَوٰةَ ٱلدُّنۡیَا بِٱلۡـَٔاخِرَةِۖ فَلَا یُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ یُنصَرُونَ"],"ayah":"وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِیثَـٰقَ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ لَا تَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ وَبِٱلۡوَ ٰلِدَیۡنِ إِحۡسَانࣰا وَذِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡیَتَـٰمَىٰ وَٱلۡمَسَـٰكِینِ وَقُولُوا۟ لِلنَّاسِ حُسۡنࣰا وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ ثُمَّ تَوَلَّیۡتُمۡ إِلَّا قَلِیلࣰا مِّنكُمۡ وَأَنتُم مُّعۡرِضُونَ"}