الباحث القرآني
﴿يا أيُّها النّاسُ﴾ عام للمؤمن والكافر والمنافق ﴿اعْبُدُوا رَبَّكُمُ﴾: وحدوه، ﴿الَّذِي خَلقَكُمْ﴾: اخترعكم من غير سبق مثال ﴿والذِينَ مِن قَبْلِكُم﴾، عطف على مفعول خلق، ﴿لَعَلكم تَتَّقُون﴾، أي: اعبدوا ربكم راجين أن تنخرطوا في سلك المتقين، أو خلقكم ومن قبلكم في صورة من يرجى منه التقوى أو خلقكم لكي تتقوا ﴿الّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ فِراشًا﴾: بساطًا غير حزنة غليظة، ﴿والسَّماءَ بِناءً﴾: قبة مضروبة عليكم، ﴿وأنزَلَ مِنَ السَّماءِ﴾: السحاب ﴿ماءً فَأخْرَجَ به مِنَ الثَّمَراتِ﴾ بيان تقدم ﴿رِزقًا﴾: مرزوقًا أو من للتبعيض ورزقًا مفعول له ﴿لَّكُم﴾: صفة رزقًا على الأول ومفعول المصدر على الثاني، ﴿فَلاَ تَجْعَلُوا لِلّهِ أندادًا﴾: أمثالًا تعبدونهم كعبادة الله تعالى ﴿وأنتُمْ تَعْلمُون﴾ والحال أنكم من أهل العلم، أو تعلمون أن أن الأنداد لا تماثله بوجه، ﴿وإن كُنتُمْ في رَيْبٍ﴾ شك ﴿مِّمّا نزَّلْنا﴾: أي: القرآن، ﴿على عَبْدِنا﴾: محمد عليه الصلاة والسلام ﴿فَأتوا بِسُورَةٍ﴾: طائفة من القرآن معبر عنها بسورة كذا ﴿مِّن مثلِهِ﴾: مثل القرآن في البلاغة والإخبار عن الغيب، ﴿وادْعُوا شُهَداءكُم﴾: واستعينوا بأعوانكم أو آلهتكم، ﴿مِّن دُونِ اللهِ﴾: أى: ادعوا من شئتم غير الله، وقيل: ادعوا من دون الله شهداء يشهدون لكم بأن ما أتيتم مثله ولا تستشهدوا بالله فإنه علامة العجز، ﴿إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ﴾: إنه من كلام البشر، ﴿فَإنْ لَمْ تَفْعَلُوا﴾: فيما مضى ﴿ولَن تَفْعَلُوا﴾: بعده أبدًا وهذه معجزة أخرى ﴿فاتَّقُوا﴾. احذروا واتقوا بالإيمان ﴿النّارَ الّتِي وقُودها﴾: ما يوقد به النار ﴿الناسُ والحِجارَةُ﴾: حجارة الكبريت فتكون أشد وأنتن وأظلم وهو قول كثير من السلف وقيل حجارة الأصنام، ﴿أُعِدَّتْ﴾: النار والحجارة ﴿لِلْكافرِينَ وبَشِّرِ﴾: البشارة خبر سار يظهر أثر السرور في البشرة ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصالِحات﴾ عملًا بلا رياء، أو كل ما حسنه الشرع ﴿أنَّ لَهُمْ﴾: بأن لهم ﴿جَنّاتٍ﴾ دار الثواب وهي سبعة ﴿تَجْرِي مِن تَحْتِها﴾: تحَت أشجارها وغرفها ﴿الأنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنها﴾ مبتدأ من الجنات ﴿مِن ثَمَرَةٍ﴾: بيان تقدم كرأيت منك أسدًا ﴿رِّزْقًا﴾: مرزوقًا ﴿قالُوا هَذا﴾: مثل ﴿الَّذِي رُزِقْنا مِن قَبْلُ﴾: في الدنيا أو في الجنة، ﴿وأُتُوا بِهِ مُتَشابِهًا﴾: في الهيئة واللون دون المقدار والطعم فأين طعم فواكه الجنة من الدنيا؟! أو يشبه بعضها بعضًا من جميع الوجوه إذ طعم فواكه الجنة متقاربة عطف على قالوا مقررة للجملة، ﴿ولَهم فيها أزْواجٌ مطَهَّرَةٌ﴾: نساء وجوار مطهرة مما يستقذر ويذم منهن كالحيض ودنس الطبع، ﴿وهم فِيها خالِدُون﴾ [[الخلود المكث الطويل المتناهى أو غير المتناهي وإطلاقه على المتناهي بطريق الحقيقة أو المجاز قولان ١٢ منه.]]: ليس لهم خوف فوات نعمة.
ولما قال الجهلة: الله أجل من أن يضرب الأمثال بالصيب والمستوقد وبيت العنكبوت والذباب فنزلت، ﴿إنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما﴾: لا يستنكف من ﴿أن يَضْرِبَ مَثَلًا﴾: أن يبين شبهًا ﴿مّا﴾ أي: أي مثل ﴿بَعُوضَةً﴾: صغار البق عطف بيان لمثلًا ﴿فَما فَوْقَها﴾ في الصغر والحقارة كجناحها أو في الكبر كالذباب، ﴿فَأمّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أنهُ﴾ المثل ﴿الحَقُّ﴾: الثابت الذي لا يسوغ إنكاره ﴿مِن رَبِّهِمْ وأمّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ماذا﴾: أي شيء ﴿أرادَ اللهُ بِهَذا مَثَلًا﴾: نصب علىَ التمييز أوَ الحال، ﴿يُضِل به﴾: بالمثل ﴿كَثيرًا﴾: من الكفار، أي: إضلال كثير وضع الفعل موضع المصدر جواب ماذا، ﴿ويَهْدِي به كَثيرًا﴾: من المؤمنين، ﴿وما يُضِل بِهِ إلا الفاسِقِينَ﴾: الخارجين عن حد الإيمان، َ ﴿الَّذِينَ يَنقُضُونَ﴾: يفسدون ويتركون ﴿عَهْدَ اللهِ﴾: هو قوله: ”ألست بربكم“ [الأعراف: ١٧٢]، أو عدم كتمان شيء نزل من عند الله في الكتب ﴿مِن بَعْدِ مِيثاقه﴾: توكيد العهد من الآيات في الكتب ﴿ويَقْطَعُونَ ما أمَرَ اللهُ بِهِ أنْ يُوصَلَ﴾ أي: كقطع الأرحام والقرابات أو أعم كالإعراض عن موالاة المؤمنين والتفرقة بين الآيات في التصديق وهو بدل من ضمير به، ﴿ويفْسِدُون في الأرْضِ﴾: بأنواع المعاصي، ﴿أُولَئِكَ هُمُ الخاسرُونَ﴾: باشتراء الفساد والعقاب بالصلاح والثواب، ﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ باللهِ﴾: معناه التعجب أي: أخبروني على أي حال تكفرون، ﴿وكُنتم أمْواتًا﴾: ترابًا أو نطفًا في أصلاب الآباء، ﴿فأحْياكُمْ﴾: بخلق الحياة فيكم أو في الأرحام، ومعنى الفاء في الثاني أظهر، ﴿ثمَّ يُمِيتُكُمْ﴾: في الدنيا، ﴿ثم يُحْيِيكُمْ﴾: عند نفخ الصور، ﴿ثمَّ إلَيْه تُرْجَعُون﴾: بعد الحشر لجزاء العمل.
﴿هوَ الذِي خَلَقَ لَكُم﴾: لأجل انتفاعكم ﴿مّا في الأرض جَميعًا﴾ لكي تنتفعوا به وتعتبروا، جميعًا حال من ما، ﴿ثُمَّ اسْتَوى إلى السَّماءِ﴾، قصد وارتفع إليه فخلق السماء بعد خلق الأرض لكن دحوها متأخر هكذا ذكره ابن عباس وفيه إشكال سنذكره في سورة ﴿والنازعات﴾ والأولى أن ثم للتراخي الرتبي لا الزماني على أن فيه أيضًا ما ستقف عليه، ﴿فسَوّاهُن﴾: الضمير للسماء لأنه في معنى الجمع عدلهن مصونة عن العوج والفتور، ﴿سبْعَ سَماواتٍ﴾: بدل أو تفسير، ﴿وهُوَ بِكُلِّ شَيْء عَلِيمٌ﴾ فإن بالعلم يصح الخلق ويحكم الفعل.
{"ayahs_start":21,"ayahs":["یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِی خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ","ٱلَّذِی جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَ ٰشࣰا وَٱلسَّمَاۤءَ بِنَاۤءࣰ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَ ٰتِ رِزۡقࣰا لَّكُمۡۖ فَلَا تَجۡعَلُوا۟ لِلَّهِ أَندَادࣰا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ","وَإِن كُنتُمۡ فِی رَیۡبࣲ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُوا۟ بِسُورَةࣲ مِّن مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُوا۟ شُهَدَاۤءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ","فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُوا۟ وَلَن تَفۡعَلُوا۟ فَٱتَّقُوا۟ ٱلنَّارَ ٱلَّتِی وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ أُعِدَّتۡ لِلۡكَـٰفِرِینَ","وَبَشِّرِ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أَنَّ لَهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُۖ كُلَّمَا رُزِقُوا۟ مِنۡهَا مِن ثَمَرَةࣲ رِّزۡقࣰا قَالُوا۟ هَـٰذَا ٱلَّذِی رُزِقۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَأُتُوا۟ بِهِۦ مُتَشَـٰبِهࣰاۖ وَلَهُمۡ فِیهَاۤ أَزۡوَ ٰجࣱ مُّطَهَّرَةࣱۖ وَهُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ","۞ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَسۡتَحۡیِۦۤ أَن یَضۡرِبَ مَثَلࣰا مَّا بَعُوضَةࣰ فَمَا فَوۡقَهَاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ فَیَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۖ وَأَمَّا ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ فَیَقُولُونَ مَاذَاۤ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَـٰذَا مَثَلࣰاۘ یُضِلُّ بِهِۦ كَثِیرࣰا وَیَهۡدِی بِهِۦ كَثِیرࣰاۚ وَمَا یُضِلُّ بِهِۦۤ إِلَّا ٱلۡفَـٰسِقِینَ","ٱلَّذِینَ یَنقُضُونَ عَهۡدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مِیثَـٰقِهِۦ وَیَقۡطَعُونَ مَاۤ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦۤ أَن یُوصَلَ وَیُفۡسِدُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ","كَیۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنتُمۡ أَمۡوَ ٰتࣰا فَأَحۡیَـٰكُمۡۖ ثُمَّ یُمِیتُكُمۡ ثُمَّ یُحۡیِیكُمۡ ثُمَّ إِلَیۡهِ تُرۡجَعُونَ","هُوَ ٱلَّذِی خَلَقَ لَكُم مَّا فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰۤ إِلَى ٱلسَّمَاۤءِ فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَـٰوَ ٰتࣲۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣱ"],"ayah":"ٱلَّذِی جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَ ٰشࣰا وَٱلسَّمَاۤءَ بِنَاۤءࣰ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَ ٰتِ رِزۡقࣰا لَّكُمۡۖ فَلَا تَجۡعَلُوا۟ لِلَّهِ أَندَادࣰا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق