﴿وما مَنَعَ النّاسَ أنْ يُؤْمِنُوا﴾ مفعول ثان، أي: ما منعهم الإيمان بعد، ﴿إذْ جاءَهمُ الهُدى﴾ بعد نزول القرآن الذي هو معجزة، ﴿إلا أن قالُوا﴾ فاعل منع، ﴿أبَعَثَ اللهُ بَشَرًا﴾ أي: إلا قولهم هذا أي لم يبق لهم شبهة تمنعهم عن الإيمان إلا إنكارهم أن يرسل الله بشرًا، ﴿رسُولًا قُل﴾ جوابًا لشبهتهم، ﴿لوْ كانَ في الأرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ﴾ كما تمشون، ﴿مُطْمَئِنِّينَ﴾: ساكنين في الأرض، ﴿لَنَزَّلْنا عَلَيْهِم مِّنَ السَّماءِ مَلَكًا رَسُولًا﴾ أي: من جنسهم يهديهم، لأن انتفاع الجنس من الجنس أكثر فرحمتنا دعتنا إلى أن أرسلنا إليكم بشرًا من جنسكم وبشرًا وملكًا منصوبان على الحال من رسولًا أو موصوفان برسولًا، ﴿قُلْ كَفى بِاللهِ﴾ أي: كفى الله، ﴿شَهِيدًا﴾ حال أو تمييز، ﴿بَيْنِي وبَيْنَكُمْ﴾ على أني بلغت ما أرسلت به إليكم وأنتم عاندتم أو على أني رسول إليكم وأظهرت المعجزات، ﴿إنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا﴾ فيعلم إبلاغي وعنادكم فيجازي كلاًّ ما يستحقه من الإنعام والهداية والانتقام والإزاغة، ﴿ومَن يَهْدِ اللهُ فَهو المُهْتَدِ ومَن يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهم أوْلِياءَ مِن دُونِهِ﴾، يهدونهم وينصرونهم، ﴿ونَحْشُرُهمْ يَوْمَ القِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ﴾ يمشون بها وعن أنس يقول: قيل يا رسول الله: ”كيف يحشر الناس على وجوههم؟ قال: الذي أمشاهم على أرجلهم قادر أن يمشيهم على وجوههم“ أو يسحبهم الملائكة إلى النار، ﴿عُمْيًا وبُكْمًا وصُمًّا﴾ هذا في حال دون حال فيكون هذا بعد الحساب أو عميًا عما يقرأ عينهم بكمًا عن حجة وعذر يقبل منهم صمًا عما يُلِذّ مسامعهم، ﴿مَأْواهم جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ﴾: سكن لهبها، ﴿زِدْناهم سَعِيرًا﴾ توقدًا بأن نبدل لحومهم وجلودهم فتعود متلهبة بهم، قيل ونعم ما قيل كأنهم لما كذبوا الإعادة بعد الإفناء جازاهم الله بدوام الإعادة بعد الإفناء، ﴿ذَلِكَ جَزاؤُهم بِأنَّهم كَفَرُوا بِآياتِنا وقالُوا أإذا كُنّا عِظامًا ورُفاتًا﴾: ترابًا، ﴿أئِنّا﴾ الهمزة لتأكيد الإنكار والعامل في إذا ما دل عليه قوله: ﴿لَمَبْعوثون﴾ فإن ما بعد إن لا يعمل فيما قبله، ﴿خَلْقًا جَدِيدًا﴾: مصدر أو حال، ﴿أوَلَمْ يَرَوْا﴾: ألم يعلموا، ﴿أنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ قادِرٌ عَلى أنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ﴾ فإن خلقهم ليس بأشد من خلق السماوات والأرض، ﴿وجَعَلَ لَهم أجَلًا﴾، أي: القيامة عطف على أولم يروا، ﴿لا رَيْبَ فِيهِ﴾ أو معناه أولم يعلموا أن من قدر على خلق هذه الأجسام قادر على أن يخلقهم مثل ما كانوا أي: يعيدهم ويجعل لإعادتهم أجلًا [مضروبًا] ومدةً مقدرةً لابد من انقضائها، ﴿فَأبى الظّالِمُونَ﴾: بعد قيام الحجة، ﴿إلّا كُفُورًا﴾ جحودًا بذلك الأجل أو بذلك الخلق، ﴿قُل لوْ أنتُم تَمْلِكُون﴾، أنتم مرفوع بفعل يفسره ما بعده، ﴿خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي﴾ خزائن رزقه ونعمه، ﴿إذًا لَأمْسَكْتُمْ﴾ لبخلتم، ﴿خَشْيَةَ الإنفاقِ﴾ أي: مخافة النفاد يقال: أنفق التاجرُ ذهبَ مالهُ، ﴿وكانَ الإنسانُ قَتورًا﴾: بخيلًا.
{"ayahs_start":94,"ayahs":["وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن یُؤۡمِنُوۤا۟ إِذۡ جَاۤءَهُمُ ٱلۡهُدَىٰۤ إِلَّاۤ أَن قَالُوۤا۟ أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَرࣰا رَّسُولࣰا","قُل لَّوۡ كَانَ فِی ٱلۡأَرۡضِ مَلَـٰۤىِٕكَةࣱ یَمۡشُونَ مُطۡمَىِٕنِّینَ لَنَزَّلۡنَا عَلَیۡهِم مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَلَكࣰا رَّسُولࣰا","قُلۡ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِیدَۢا بَیۡنِی وَبَیۡنَكُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ بِعِبَادِهِۦ خَبِیرَۢا بَصِیرࣰا","وَمَن یَهۡدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلۡمُهۡتَدِۖ وَمَن یُضۡلِلۡ فَلَن تَجِدَ لَهُمۡ أَوۡلِیَاۤءَ مِن دُونِهِۦۖ وَنَحۡشُرُهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمۡ عُمۡیࣰا وَبُكۡمࣰا وَصُمࣰّاۖ مَّأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ كُلَّمَا خَبَتۡ زِدۡنَـٰهُمۡ سَعِیرࣰا","ذَ ٰلِكَ جَزَاۤؤُهُم بِأَنَّهُمۡ كَفَرُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا وَقَالُوۤا۟ أَءِذَا كُنَّا عِظَـٰمࣰا وَرُفَـٰتًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقࣰا جَدِیدًا","۞ أَوَلَمۡ یَرَوۡا۟ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ قَادِرٌ عَلَىٰۤ أَن یَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۡ وَجَعَلَ لَهُمۡ أَجَلࣰا لَّا رَیۡبَ فِیهِ فَأَبَى ٱلظَّـٰلِمُونَ إِلَّا كُفُورࣰا","قُل لَّوۡ أَنتُمۡ تَمۡلِكُونَ خَزَاۤىِٕنَ رَحۡمَةِ رَبِّیۤ إِذࣰا لَّأَمۡسَكۡتُمۡ خَشۡیَةَ ٱلۡإِنفَاقِۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَـٰنُ قَتُورࣰا"],"ayah":"وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن یُؤۡمِنُوۤا۟ إِذۡ جَاۤءَهُمُ ٱلۡهُدَىٰۤ إِلَّاۤ أَن قَالُوۤا۟ أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَرࣰا رَّسُولࣰا"}