الباحث القرآني

﴿ولَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِن قَبْلِكَ فَأمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾: أطلت لهم المدة، ﴿ثُمَّ أخَذْتُهم فَكَيْفَ كانَ عِقابِ﴾ أي: عقابي إياهم وهذا تسلية لنبينا عليه السلام، ﴿أفَمَن هو قائِمٌ﴾: رقيب، ﴿عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ﴾: من خير وشر فيحفظها ويجازيها والخبر محذوف، أي: كمن لا يكون كذلك والهمزة لإنكار المساواة، ﴿وجَعَلُوا لله شُرَكاءَ﴾ عطف على كسبت أو استئناف، وقيل: نقدر الخبر المحذوف لم يوحدوه فقوله وجعلوا عطف عليه، وقيل تقديره أفمن هو قائم على كل نفسٍ) موجود وقد جعلوا لله شركاء فعلى هذا الواو للحال، ﴿قُلْ سَمُّوَهُمْ﴾ بأسماء من القادر أو الرازق، أو الخالق، أو القاهر أو غيرها من مثل أسماء الله الحسنى حتي تعرفوا أنهم غير مستحقين للعبادة، ﴿أمْ﴾، أي: بل، ﴿تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ﴾، أي: تخبرون الله تعالى - بشركاء لا يعلمهم، ﴿في الأرْضِ﴾ وهو العالم بكل شىء، ﴿أمْ بِظاهِرٍ مِنَ القَوْلِ﴾ أي: أم تسمونهم شركاء بظاهر من القول لا حقيقة له أصلًا، ﴿بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ﴾: كيدهم وما هم عليه من الضلال، ﴿وصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ﴾: عن طريق الهدى، ﴿ومَن يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِن هادٍ (٣٣) لَهم عَذابٌ في الحَياةِ الدُّنْيا﴾: بالقتل والأسر وغيرهما، ﴿ولَعَذابُ الآخِرَةِ أشَقُّ وما لَهم مِنَ اللهِ مِن واقٍ﴾: يقيهم ويمنعهم منه، ﴿مَثَلُ الجَنَّةِ﴾ أي: صفتها التي هي مثل في الغرابة، ﴿الَّتِي وُعِدَ المُتَّقُونَ﴾ من الشركَ وهو مبتدأ خبره مقدر أي: فيما قصصنا عليكم مثل الجنة وقوله ﴿تَجْرِي مِن تَحْتِها الأنْهارُ﴾ حال من العائد المحذوف من الصلة أو هو خبر مثل الجنة كقولك: صفة زيد أسمر أو تقديره مثل الجنة جنة تجرى، ﴿أُكُلُها دائِمٌ﴾: لا ينقطع نعيمها، ﴿وظِلُّها﴾: كذلك، ﴿تِلْكَ﴾ أي: هذه الجنة، ﴿عُقْبى﴾: مآل، ﴿الَّذِينَ اتَّقَوْا وعُقْبى الكافِرِينَ النّارُ (٣٥) والَّذِينَ آتَيْناهُمُ الكِتابَ﴾ المراد مسلموا أهل الكتاب من اليهود والنصارى، ﴿يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إلَيْكَ﴾: من القرآن لما في كتبهم من الشواهد على صدقه، ﴿ومِنَ الأحْزابِ﴾ أي: ومن أحزاب اليهود والنصارى، ﴿مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ﴾ أي: ما يخالف كتبهم أو رأيهم، قال بعضهم: هذا في مؤمني أهل الكتاب حزنوا بقلة ذكر لفظ الرحمن في القرآن مع كثرة ذكره في التوراة فلما نزل ”قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن“ [الإسراء: ١١٠]، فرحوا وكفر المشركون به، فقالوا: وما الرحمن، ﴿قل﴾: لهم، ﴿إنما أمرت أن أعبد الله﴾: وحده، ﴿ولا أشرك به إليه أدعو﴾: لا إلى غيره، ﴿وإليه﴾: لا إلى غيره، ﴿مئاب﴾: مرجعي للجزاء، يعني قل لهم: هذا شغلي وأمري حتى يعلموا أن إنكارهم إنكار عبادة الله مع ادعائهم واتفاقهم وجوبها، ﴿وكذلك﴾ أي: كما أنزلنا على قلبك الكتاب بلغاتهم، ﴿أنزلناه﴾ أي: القرآن حال كونه، ﴿حكمًا عربيًا﴾: حكمه مترجمة بلسان العرب، قال بعضهم: سماه حكمًا، لأنه منه يحكم في الوقائع، أو لأن الله تعالى حكم على الخلق بقبوله، ﴿ولَئِنِ اتَّبَعْتَ أهْواءَهم بَعْدَما جاءَكَ مِنَ العِلْمِ﴾: بحقيقة ما معك وبطلان ما معهم، ﴿ما لَكَ مِنَ اللهِ مِن ولِيٍّ﴾: ينصرك، ﴿ولا واقٍ﴾: يمنع العقاب عنك وهذا في الحقيقة وعيد لأهل العلم أن يتبعوا سبل أهل الضلالة.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب