﴿أرَأيْتَ﴾ الاستفهام للتعجب ﴿الذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ﴾: بالجزاء والبعث ﴿فَذَلِكَ﴾ يعني: التكذيب بالدين، هو الذي يحمله على تلك المساوئ ﴿الذِي يَدُعُّ﴾: يدفع دفعًا عنيفًا ﴿اليَتيمَ﴾ عن ابن عباس: هو بعض المنافقين ﴿ولا يَحُضُّ﴾: لا يرغب ﴿عَلى طَعامِ المِسْكِينِ﴾ أي: على إطعامه فضلًا عن أن يطعمه هو ﴿فَوَيْلٌ للْمُصَلِّينَ﴾ أى: لهم، وضع موضِع الضمير، للدلالة على معاملتهم مع الخلق والخالق ﴿الذينَ هم عَن صَلاتهمْ ساهُون﴾ أي: التزموا بالصلاة علانية، ويتركونها بالسر ﴿الذِينَ هُم يُراءُونَ﴾: يصلون في العلانية، لأجل أن يظن فيهم الإسلام ﴿ويَمْنَعُونَ الماعُونَ﴾: ولا يعطون الزكاة، أو يمنعون عارية القدر، والفأس، والدلو، والملح، والنار، وأمثال ذلك سيما زكاة المال، وعن بعض: المراد من الذي يدع اليتيم، رجل خاص من قريش، فعلى هذا ليس المراد من قوله: ”فويل للمصلين“ هو الذي يدع لأنه ليس من أهل الصلاة، بل لما عرف المكذب بمن هو يدفع اليتيم زجرًا لأن يحترز عنه، وعن فعله ذكر استطرادًا ما هو أقبح، يعني: إذا كان عنف اليتيم، وترك إطعام الطعام بهذه المثابة، فما بال المصلي الذي هو ساه عن صلاته، فالاحتراز عنه وعن فعله أولى وأولى.
والحَمْدُ لله رَبِّ العالَمِينَ.
{"ayahs_start":1,"ayahs":["أَرَءَیۡتَ ٱلَّذِی یُكَذِّبُ بِٱلدِّینِ","فَذَ ٰلِكَ ٱلَّذِی یَدُعُّ ٱلۡیَتِیمَ","وَلَا یَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِینِ","فَوَیۡلࣱ لِّلۡمُصَلِّینَ","ٱلَّذِینَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ","ٱلَّذِینَ هُمۡ یُرَاۤءُونَ","وَیَمۡنَعُونَ ٱلۡمَاعُونَ"],"ayah":"أَرَءَیۡتَ ٱلَّذِی یُكَذِّبُ بِٱلدِّینِ"}