الباحث القرآني

﴿كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾ [العلق: ١٩]. يقال في ﴿كَلَّا﴾ ما قيل في الأولى التي قبلها، والخطاب في قوله: ﴿لَا تُطِعْهُ﴾ أي: لا تُطِعْ هذا الذي ينهاك عن الصلاة، بل اسجُدْ ولا تُبالِ به. وإذا كان الله نهى نبيَّه أن يطيع هذا الرجل فهذا يعني أنَّه جل وعلا سيدافع عنه؛ يعني: افعلْ ما تُؤمَر، ولا يُهِمَّنَّك هذا الرجل، واسجُدْ لله عز وجل. والمراد بالسجود هنا الصلاة، لكنْ عُبِّر بالسجود عن الصلاة لأنَّ السجود ركنٌ في الصلاة لا تصحُّ إلا به، فلهذا عُبِّر به عنها. وقوله: ﴿وَاقْتَرِبْ﴾ أي: اقتربْ من الله عز وجل؛ لأنَّ الساجد أقربُ ما يكون من ربِّه كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث قال: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ»[[أخرجه مسلم (٤٨٢ / ٢١٥) من حديث أبي هريرة.]]، وقال عليه الصلاة والسلام: «أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَأَكْثِرُوا فِيهِ مِنَ الدُّعَاءِ؛ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ»[[أخرجه مسلم (٤٧٩ / ٢٠٧) من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، إلا أنَّه قال: «وأمَّا السجود فاجتهدوا في الدعاء...» الحديث.]]؛ أي: حريٌّ أن يُستجاب لكم. هذه السورة العظيمة -كما سمعناها- سورةٌ عظيمةٌ ابتدأها الله تعالى بما مَنَّ به على رسوله عليه الصلاة والسلام من الوحي، ثم اختتمها بالسجود والاقتراب من الله عز وجل. نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإيَّاكم القيامَ بطاعته والقربَ منه، وأن يجعلنا من أوليائه المتقين، وحزبه المفلحين، وعباده الصالحين.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب