الباحث القرآني

ثم قال: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾ [التين ٨] وهذا الاستفهام للتقرير؛ يُقَرِّر الله عز وجل أنَّه أحكمُ الحاكمين، و(أَحْكَم) هنا اسم تفضيل، وهو مأخوذٌ من الحِكْمة ومن الْحُكْم، فالْحُكْم الأكبر الأعظم الذي لا يُعارضه شيءٌ هو حُكْم الله عز وجل، والحِكْمة العُليا البالغة هي حِكْمة الله عز وجل، فهو سبحانه وتعالى أَحْكَمُ الحاكمين قَدَرًا وشرعًا، وله الْحُكْم، وإليه يُرجَع الأمرُ كُلُّه. نحنُ حرصنا على أن يكون التفسير في آخِر أجزاء القرآن لأنه تكثر قراءتُه في الصلوات، والذي ينبغي لكل مؤمنٍ أن يحرص على معرفة معاني كتاب الله عز وجل؛ لأنه لا يستقيم العمل بالقرآن إلا بمعرفة معناه، بل إن الله تعالى وَصَفَ الذين لا يعلمون المعنى بأنهم أُمِّيُّونَ فقال: ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ﴾ [البقرة ٧٨] يعني: إلا قراءةً. وكثيرٌ من الناس اليوم -إنْ لَمْ أقُل: أكثرهم- لا يعرفون من القرآن إلا اللفظ فقط، وحَرِيٌّ بطلبة العلم أن يحرصوا في كلِّ مناسبة إذا اجتمعوا بالعامَّة يأتون بآيةٍ من كتاب الله يفسِّرونها، لا سِيَّما ما يكثر تردادُه على العامَّة مثل الفاتحة، الفاتحةُ لو تأتي بعامِّي بلْ بكثيرٍ مِن الناس تريد أن تسأله عن معناها لم يعرف شيئًا منها. نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإيَّاكم العلم بكتابه وسُنَّة رسوله ﷺ، إنَّه على كلِّ شيءٍ قدير.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب