الباحث القرآني

يقول الله عز وجل: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ [التين ١ - ٣] إلى آخِر السورة. فقوله تعالى: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ إقسامٌ بهذه الأشياء الأربعة؛ أَقْسَمَ الله تعالى بالتين، والزيتون، وبطور سينين، وهذا البلد الأمين -يعني مكَّة- لأنَّ السورة مكِّيَّة، فالمشار إليه قريبٌ وهو مكة، والتِّين هو الثَّمَر المعروف، وكذلك الزيتون، وأَقْسَمَ الله بهما لأنهما يَكْثران في فلسطين. ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ أَقْسَمَ الله به لأنَّه الجبل الذي كلَّمَ الله عنده موسى صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ﴿وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ أَقْسَمَ الله به -أعني مكة- لأنَّها أحبُّ البقاع إلى الله وأشرفُ البقاع عند الله عز وجل. قال بعض أهل العلم: أَقْسَمَ الله بهذه الثلاثة لأنَّ الأول ﴿التِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ أرضُ فلسطين التي فيها الأنبياء، وآخِرُ أنبياء بني إسرائيل هو عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، وبطور سينين لأنه الجبل الذي أوحى الله تعالى إلى موسى حوله، وأمَّا البلدُ الأمينُ فهو مكة الذي بعث الله منه محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم. قال العلماء: ومعنى قوله: ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ أي: طور البَرَكة؛ لأن الله تعالى وَصَفَه أو وَصَفَ ما حوله بالوادي المقدَّس.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب