الباحث القرآني

كُنَّا نقدِّم في هذا اللقاء تفسيرًا لكتاب الله العزيز الذي ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت ٤٢]، والذي يجب على كل مسلمٍ أن يتعلم من معانيه ما يحتاج إليه في أمور دينه ودنياه؛ لأن الله إنما نزَّل القرآن للتلاوة والتدبُّر والاتعاظ؛ يعني: ليس المقصود من إنزال القرآن أن نتعبَّد لله بتلاوته فحسْب، بل أنْ نتعبَّد بتلاوته ومعرفة معانيه والعمل به، والدليل لذلك قول الله تبارك وتعالى: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ﴾ [ص ٢٩]، ولم يقُل: ليتلوه تلاوةً لفظية، قال: ﴿لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [ص ٢٩] يتدبَّرونها: يتفهَّمون معناها، ويتذكَّرون بها: يعملون بها. وقد وصلْنا في هذا التفسير المبتدأ من سورة النبأ إلى سورة الانشراح؛ انتهينا إلى قوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (٢) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (٣) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ [الشرح ١ - ٤]، فرفْع ذِكْر الرسول عليه الصلاة والسلام لا أحد يشكُّ فيه؛ لأنه يُرفع ذِكْره عند كلِّ صلاة في أعلى مكان، وذلك في أيش؟ في الأذان: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله. ثانيًا: يُرفع ذِكْره في كلِّ صلاة فرضًا في التشهد؛ فإنَّ التشهد مفروضٌ، وفيه: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. ثالثا: يُرفع ذِكْره عند كلِّ عبادة، كلُّ عبادة مرفوعٌ فيها ذِكْر الرسول عليه الصلاة والسلام، كيف ذلك؟ لأن كل عبادة لا بدَّ فيها من شرطين أساسيَّين هما: الإخلاص لله، والمتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام. ومن المعلوم أن المتابعَ للرسول سوف يستحضر عند العبادة أنه متَّبعٌ فيها رسولَ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فهذا من رفْع ذِكْره.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب