الباحث القرآني

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تَبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. أمَّا بعد، فهذا هو اللقاء الرابع والسبعون من اللقاءات التي تتمُّ في كلِّ يوم خميس، وهذا هو الخميس الرابع والعشرون من شهر ربيع الثاني عام خمسة عشر وأربع مئة وألف، في هذا اللقاء نُكمل تفسير سورة (والشمس وضحاها) حيث وصلْنا إلى قول الله تبارك وتعالى: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (١١) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا﴾ [الشمس ١١، ١٢]. ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ﴾ ثمود اسم قبيلة، ونبيُّهم صالِحٌ عليه الصلاة والسلام، وديارهم في الحِجْر معروفةٌ في طريق الناس، هؤلاء كذَّبوا نبيَّهم صالحًا، ونبيُّهم صالحٌ عليه الصلاة والسلام كغيره من الأنبياء يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له؛ كما قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء ٢٥]، دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأعطاه الله سبحانه وتعالى آيةً تدلُّ على نُبُوَّته، وهي الناقةُ العظيمةُ التي تشربُ من البئر يومًا وتسقيهم لبنًا في اليوم الثاني. وقد قال بعض العلماء: إنه كلَّما جاء إنسانٌ وأعطاها من الماء بقدرٍ أعطتْه من اللبن بقَدْره. ولكن اللي يظهر من القرآن خلافُ ذلك؛ لقوله تعالى: ﴿لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ﴾ [الشعراء ١٥٥]، فالناقة تشربُ من البئر يومًا ثم تدرُّ اللبنَ في اليوم الثاني، ولكن هل نفعتْهم هذه الآية؟ استمع إلى قول الله تعالى: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا﴾ [الشمس١١] أي: بطُغيانها وعُتُوِّها، والباء هنا للسببيَّة أي: بسبب كونها طاغيةً كذَّبت الرسول. ﴿إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا﴾ [الشمس ١٢] هذا بيانٌ للطغيان الذي ذكره الله عز وجل، وذلك حين انبعث أشقاها، ﴿انْبَعَثَ﴾ يعني: انطلقَ بسرعة، و﴿أَشْقَاهَا﴾ أي: أشقى ثمود؛ يعني: أعلاهم في الشقاءِ -والعياذُ بالله- يريد أنْ يقضي على هذه الناقة، فقال لهم صالح: ﴿نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا﴾ [الشمس ١٣]، قال لهم: ﴿نَاقَةَ﴾ أي: ذَرُوا ناقةَ الله؛ لقوله تعالى في آية أخرى: ﴿فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ﴾ [الأعراف ٧٣] يعني: اتركوا الناقةَ، لا تقتلوها، لا تتعرَّضوا لها بسوءٍ، ولكن كانت النتيجة بالعكس.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب