وأمَّا قوله: ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ فقيل: إن المراد به كلُّ الخلق، كلُّ الخلق إما شَفْع وإما وتْر، والله عز وجل يقول: ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾ [الذاريات ٤٩]. العبادات إما شَفْع وإما وتَر، فيكون المراد بالشفع والوتر كلُّ ما كان مخلوقًا من شفْعٍ ووتْر، وكلُّ ما كان مشروعًا من شفْعٍ ووتْر.
وقيل: المراد بالشفع الخلقُ كلهم، والمراد بالوترِ اللهُ عز وجل. واعلموا أن قوله: ﴿وَالْوَتْرِ﴾ فيها قراءتان صحيحتان: ﴿﴿وَالْوِتْرِ﴾ ﴾ و﴿وَالْوَتْرِ﴾؛ يعني لو قلت: ﴿﴿وَالشَّفْعِ وَالْوِتْرِ﴾ ﴾ صح، ولو قلت: ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ صح أيضًا، فقالوا: إن الشفع هو الخلق؛ لأن المخلوقات كلها مكونة من شيئين ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾، والوَتْر أو الوِتْر هو الله؛ لقول النبي ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ»[[أخرجه مسلم (٢٦٧٧ / ٥) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.]]، وإذا كانت الآية تحتمل معنيين ولا منافاة بينهما فلتكُنْ لكل المعاني التي تحتملها الآية، هذه قاعدة في علم التفسير: أن الآية إذا كانت تحتمل معنيين وأحدُهما لا ينافي الآخَر فهي محمولةٌ على المعنيين جميعًا.
{"ayah":"وَٱلشَّفۡعِ وَٱلۡوَتۡرِ"}