الباحث القرآني

وقوله تعالى: ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ قيل: المراد بالليالي العشر عشرُ ذي الحجة، وأُطلِقَ على الأيام ليالٍ لأن اللغة العربية واسعة؛ قد تُطلق الليالي ويُراد بها الأيام، والأيامُ ويُراد بها الليالي. وقيل: المراد بالليالي العشر ليالي العشر الأخيرة من رمضان. أمَّا على الأول -الذين يقولون: المراد بالليالي العشر عشرُ ذي الحجة- فلأن عشر ذي الحجة أيامٌ فاضلةٌ قال فيها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ». قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ»[[أخرجه أبو داود (٢٤٣٨) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.]]. وأما الذين قالوا: إن المراد بالليالي العشر هي ليالي عشر رمضان الأخيرة، فقالوا: إن الأصل في الليالي أنها الليالي ما هي الأيام، وقالوا: إن ليالي العشر الأخيرة من رمضان فيها ليلة القَدْر التي قال الله عنها: إنها ﴿خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ [القدر ٣]، وقال: إنها مباركة، وقال: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان ٤]، وهذا القول أرجحُ من القول الأول، وإن كان القول الأول هو قول الجمهور، لكن اللفظ لا يُسعف قول الجمهور، وإنما يرجِّح القولَ الثاني أنها الليالي العشر الأواخر من رمضان، وأقسمَ اللهُ بها لشرفها، ولأن فيها ليلة القدر، ولأن المسلمين يختمون بها شهر رمضان الذي هو وقت فريضةٍ من فرائض الإسلام وأركان الإسلام، فلذلك أقسم الله بهذه الليالي.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب