الباحث القرآني

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. أمَّا بعدُ، فهذا هو اللقاء الخامس والستون من اللقاء الأسبوعي الذي يتمُّ في كل يوم خميس، وهذا هو يوم الخميس الثالث عشر من شهر صفر عام خمسة عشر وأربع مئة وألف. لقاؤنا هذا اليوم سيكون في تفسير آياتٍ من سورة الفجر، حيث وقفْنا على قول الله تبارك وتعالى: ﴿فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ﴾ [الفجر ١٣]. قال الله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ [الفجر ١٤] الخطاب هنا للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أو لكلِّ من يتوجَّه إليه الخطاب، يبيِّن الله عز وجل أنه بالمرصاد لكلِّ مَن طغى واعتدى وتكبَّر، فإنه له بالمرصاد، سوف يُعاقبه ويُؤاخذه، وهذا المعنى له نظائر في القرآن الكريم؛ منها قوله تبارك وتعالى: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا﴾ [محمد ١٠]، وكقول شعيب لقومه: ﴿أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ﴾ [هود ٨٩]، فسُنَّة الله سبحانه وتعالى واحدةٌ في المكذِّبين لرسله، المستكبرين عن عبادته، هو لهم بالمرصاد، وهذه الآية تفيد التهديد والوعيد لمن استكبر عن عبادة الله أو كذَّبَ خبره.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب