الباحث القرآني

﴿فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ﴾ [الفجر: ١٢] الفساد هل هو الفساد الحسِّي أو المعنوي؟ الجواب: هو الفساد المعنوي، والفساد المعنوي يتبعه الفساد الحسِّي، ودليل ذلك قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [الأعراف ٩٦]، ولهذا قال بعض العلماء في قوله تعالى: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾ [الأعراف ٥٦] قالوا: لا تُفسدوها بالمعاصي، وعلى هذا فيكون قوله: ﴿أَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ﴾ أي: الفساد المعنوي، لكن الفساد المعنوي يتبعه الفساد الحسِّي، وكان فيما سبق من الأُمَم أن الله تعالى يدمِّر هؤلاء المكَذِّبين عن آخِرهم، لكن هذه الأمَّة رفعَ الله عنها هذا النوع من العقوبة وجعل عقوبتها أن يكون بأسُهم بينهم، هم فيما بينهم يدمِّر بعضهم بعضًا، وعلى هذا فما حصل من المسلمين من قتال بعضهم بعضًا ومن تدمير بعضهم بعضًا إنما هو بسبب أيش؟ إنما سببه المعاصي والذنوب، يُسَلِّط الله بعضَهم على بعضٍ ويكون هذا عقوبةً من الله سبحانه وتعالى، ولهذا قال: ﴿فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (١٢) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ﴾ [الفجر ١٢، ١٣].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب