الباحث القرآني

ثم قال الله تعالى في بيان ما لهم من النعيم: ﴿يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ﴾ [المطففين ٢٥] إلى آخره. ونتكلَّم عليه إن شاء الله في الجلسة القادمة. * * * (...) ونُكمل سورة المطففين، حيث وقفنا على قول الله تبارك وتعالى: ﴿يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (٢٥) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ [المطففين ٢٥، ٢٦] الضمير في قوله: ﴿يُسْقَوْنَ﴾ يعني الأبرار، يسقيهم الله عز وجل بأيدي الخدم الذين وَصَفهم الله بقوله: ﴿يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (١٨) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ﴾ [الواقعة ١٧ - ١٩]. ﴿يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ﴾ أي: من شرابٍ خالصٍ لا شَوْب فيه، ولا ضرر فيه على العقل، ولا ألَمَ فيه في الرأس، بخلاف شراب الدنيا فإنَّه يغتال العقل ويصدع الرأس، أمَّا هذا فإنه رحيقٌ خالصٌ ليس فيه أيُّ أذًى. ﴿مَخْتُومٍ (٢٥) خِتَامُهُ مِسْكٌ﴾ أي: بقيَّته وآخره مِسْك؛ أي: طيِّب الريح، بخلاف خمر الدنيا فإنَّه خبيث الرائحة، فهؤلاء القوم الأبرار لَمَّا حبسوا أنفسَهم عن الملاذِّ التي حرَّمها الله عليهم في الدنيا أُعطوها يوم القيامة. ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ [المطففين ٢٦] أي: وفي هذا الثواب والجزاء ﴿فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ أي: فليتسابق المتسابقون سباقًا يَصِل بهم إلى حدِّ النفَس، وهو كنايةٌ عن السرعة في المسابقة؛ يقال: نافَسْتُه، أي: سابَقْتُه سِباقًا بلغ بي النفس. والمنافَسة في الخير هي المسابقة إلى طاعة الله عز وجل وإلى ما يُرضي الله سبحانه وتعالى، والبُعد عمَّا يُسخط الله.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب