الباحث القرآني

﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (١٠) كِرَامًا كَاتِبِينَ (١١) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الانفطار: ١٠-١٢]، تأكيد بِمُؤَكِّدَيْن (إنّ) واللام، ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ﴾ الإنسان عليه حافظ يحفظه، ويكتب كل ما عمل، قال الله تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق ١٨]. فعلى كل إنسان حَفَظَة يكتبون كل ما قال، كل ما فعل، وهؤلاء الحفظة كرام ليسوا لئامًا، بل عندهم من الكرم ما ينافي أن يَظْلِمُوا أحدًا فيكتبوا عليه ما لم يعمل، أو يُهْدِرُوا ما عمل؛ لأنهم موصوفون بالكرم. ﴿يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾، إما بالمشاهدة إن كان فعلًا، وإما بالسماع إن كان قولًا، بل إن عمل القلب يُطْلِعُهُم الله عليه فيكتبونه، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «مَنْ هَمَّ بِالْحَسَنَةِ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ حَسَنَةً، وَمَنْ هَمَّ بِالسَّيِّئَةِ وَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ حَسَنَةً كَامِلَةً»[[متفق عليه، البخاري (٦٤٩١)، ومسلم (١٣١/٢٠٧)، عن ابن عباس رضي الله عنهما.]]؛ لأنه تركها لله عز وجل، والأول يثاب على مُجَرَّد الهمّ بالحسنة.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب