الباحث القرآني
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ﴾ [الأنعام ٥٠]، الخطاب هنا للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو أمر من الله إليه، أي: إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهذا أمر لإبلاغ خاص، وإلا فكل القرآن قد أُمِرَ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يبلغه، لكن تأتي بعض الأحكام مصدَّرة بـ (قل)، إشارة إلى أهميتها، كقوله تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ [النور ٣٠]، ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ﴾ [النور ٣١]، ﴿قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾ [إبراهيم ٣١]، والأمثلة على هذا كثيرة.
فيكون في هذا الحكم المذكور يكون وصية خاصة لإبلاغهم، وإلا فكل القرآن قد أُمِرَ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يبلغه، كما قال تعالى: ﴿لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل ٤٤].
﴿قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ﴾، الخطاب في قوله: ﴿لَكُمْ﴾ للمشركين المكذِّبين للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
﴿عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ﴾ هذه مقول القول، أي: لا أقول: عندي خزائن الله، أي: خزائن رزقه فأرزقكم، وأحرم من أشاء.
﴿وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾ [الأنعام ٥٠] يعني: ولا أقول لكم: إني أعلم الغيب، والغيب: ما غاب، وهو نوعان:
غيب نسبي؛ وهذا قد يُعلَم، فمثلًا الشارع الآن فيه أناس أنا لا أعلمهم، والذي يشاهدهم يعلمهم، هذا غيب نسبي.
وغيب مطلق حقيقي؛ وهو ما غاب عن الناس كلهم، فهذا لا يعلمه أحد، كالعلم بما سيحدث في المستقبل، هذا لا يمكن أن يعلمه أحد، لا الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا غيره، ﴿وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾.
إذن الغيب كل ما غاب، وهو نوعان: نسبي، وحقيقي؛ فالنسبي ما غاب عن بعض الناس دون بعض، والحقيقي ما غاب عن جميع الناس، والنبي ﷺ لا يعلم الغيب؛ لا النسبي، ولا الحقيقي، لكن في النسبي من شاهده عَلِم به.
ولذلك لما انخنس منه أبو هريرة رضي الله عنه، وكان أبو هريرة جُنُبًا، قال له: «أَيْنَ كُنْتَ؟»[[متفق عليه؛ البخاري (٢٨٣)، ومسلم (٣٧١) من حديث أبي هريرة. ]]، فهو لا يعلم، كذلك لما دخل بيته وطلب الطعام وأتوا إليه بتمر، وطلب اللحم قال: «أَلَمْ أَرَ الْبُرْمَةَ عَلَى النَّارِ»[[متفق عليه؛ البخاري (٥٠٩٧) ومسلم (١٥٠٤ / ١٤) من حديث عائشة.]]، وهنا لم يجزم بأن فيها لحمًا، مع أنها عنده في البيت؛ لأنه ﷺ لا يعلم الغيب.
﴿وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ﴾ [الأنعام ٥٠]، خاطبهم مخاطبة غير الأولى، يعني كرَّر المخاطبة؛ لأن المقام هنا -وهو نفي أن يكون ملَكًا- أبلغ وأشد، ﴿وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ﴾، والإتيان بكاف الخطاب يدل على شدة توجيه الخطاب إلى المخاطَب، ولهذا اقرؤوا في سورة الكهف قول الخضر لموسى؛ في الأول قال: ﴿قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا﴾ [الكهف ٧٢]، وفي الثاني قال: ﴿قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا﴾ [الكهف ٧٥].
﴿وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ﴾ واحد الملائكة، إذن هو بشر من بني آدم، ثم ذكر الله تعالى وظيفته التي يقولها، قال: ﴿إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾ [الأنعام ٥٠]، (إن) بمعنى (ما)، فهي نافية، و(إن) في اللغة العربية لها معانٍ حسب السياق، فتأتي نافية، وتأتي شرطية، مثالها: إن اجتهدت نجحت، وتأتي مخففة من الثقيلة مثل: ﴿وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [آل عمران ١٦٤]، أي إنهم كانوا، وتأتي زائدة لا معنى لها إلا التوكيد، كقول الشاعر:
؎بَنِي غُدَانَةَ مَا إِنْ أَنْتُمُ ذَهَبٌ ∗∗∗ وَلَا صَرِيفٌ وَلَكِنْ أَنْتُمُ الْخَزَفُ
الصريف: الفضة، الشاهد في قوله: (ما إن أنتم ذهب)، فإن (إن) زائدة، ولهذا لو قال الشاعر: ما أنتم ذهبًا، صح، ما الذي يُعَيِّن هذه المعاني؟ الذي يُعَيِّنها السياق، فدل ذلك على أن الألفاظ يتعين معناها بالسياق، وهو مما يؤيد قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن لا مجاز في اللغة؛ لأن الكلمة يتعين معناها بسياقها، حتى وإن استُعْمِلت بمعنى آخر في غير هذا السياق، إذن الذي يعيِّن السياقُ، كذلك يعيِّن المعنى القرينةُ الحالية؛ لأن السياق قرينة لفظية، القرينة الحالية أن يدل حال المتحدَّث عنهم على المعنى، مثل قوله:
؎........................ ∗∗∗ وَإِنْ مَالِكٌ كَانَتْ كِرَامَالْمَعَادِنِ
هنا ما يمكن أن تكون نافية؛ لأنه كان يفتخر بقومه، فيتعين أن تكون مخفَّفة من الثقيلة.
﴿إِنْ أَتَّبِعُ﴾ أي: ما أتبع، ﴿إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيّ﴾، يعني: إلا ما أوحاه الله إليَّ، والوحي هو إعلام الله تبارك وتعالى لأحد أنبيائه بالشرع، هذا الوحي، وسُمِّيَ ذلك من الإيحاء، وهو السر والإخفاء؛ لأن الوحي يقع خفيًّا، ما كل أحد يدري عنه.
وقوله: ﴿إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيّ﴾ لم يبيِّن الْمُوحِي، وذلك للعلم به، كما قال عز وجل: ﴿وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي﴾ [سبأ ٥٠]، الْمُوحِي هو الله عز وجل.
﴿إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيّ﴾ هذه وظيفة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهذه لا يختص بها ولا تقع منه.
﴿قُلْ﴾ يعني: يا محمد، بعد أن تبيَّن هذا.
﴿هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ﴾، ﴿هَلْ﴾ بمعنى (ما)، وجاءت أداة الاستفهام بمعنى النفي؛ لأنها مُشْرَبة معنى التحدي، يعني: لا يستوي الأعمى والبصير، وإن كنتم صادقين فبيِّنُوا لي.
﴿الْأَعْمَى﴾ صفة مشبهة، ﴿وَالْبَصِيرُ﴾: من يُبْصِر، ومن المعلوم أنه لا أحد يقول: إن الأعمى والبصير سواء، فما المراد بالأعمى هنا، وما المراد بالبصير؟ المراد بالأعمى الكافر، كما قال تعالى: ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ﴾ [البقرة ١٨]، والمراد بالبصير المؤمن؛ بصير من البصيرة، وبصير من البصر.
﴿أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ﴾ [الأنعام ٥٠] الاستفهام هنا للتوبيخ، يعني: أَبَعْدَ هذا تُعرِضون فلا تتفكرون؟!
* في هذه الآية فوائد عظيمة، منها: أنه يجب على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يعلِن للأمة ما أمره الله به؛ ﴿لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾.
* ومنها: أن ما صُدِّر بـ (قُلْ) بالنسبة للرسول ﷺ كان ذلك دليلًا على أهميته، وأن الله تعالى أوصى نبيه أن يُبَلِّغه خاصة، مما يدل على العناية به.
* ومن فوائد هذه الآية: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يملك خزائن الله عز وجل، أي: خزائن الرزق، ولذلك يعيش ﷺ الشهرين والثلاثة لا يُوقَد في بيته نار[[أخرجه أحمد (٩٢٤٩) من حديث أبي هريرة.]]، ولو كان عنده خزائن الله لأدركها، مع أنه لو شاء لدعا ربه أن يحقِّق له ما يريد، لكنه ﷺ خُيِّرَ بين أن يكون عبدًا نبيًّا، أو ملَكًا نَبِيًّا، فاختار أن يكون عبدًا نَبِيًّا[[أخرجه النسائي في السنن الكبرى (٦٧١٠) من حديث عبد الله بن عباس.]].
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنه إذا كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يملك خزائن الله فإنه لا يجوز أن يُطْلَب الرزق من الرسول مباشرة؛ لأنه لو طُلِب الرزق من الرسول مباشرة لكان هذا شركًا وتجاوزًا لما هو عليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أما السؤال في حياته فله تفاصيل ليس هذا موضع ذكرها، وقد يُعْطِي وقد لا يُعْطِي، كما منع الأشعريين حين طلبوا رواحل يجاهدون عليها، قال: «لا أجد ما أحملهم عليه»[[متفق عليه؛ البخاري (٣١٣٣)، ومسلم (١٦٤٩ / ٩) من حديث أبي موسى الأشعري بلفظ: «وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ، وَمَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ».]].
* ومن فوائد هذه الآية: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يعلم الغيب؛ لقوله: ﴿وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾.
فإن قال قائل: أليس النبي ﷺ يحدِّث عن أشياء مستقبَلة؟
فالجواب: بلى، ولكن بوحي من الله عز وجل، والله تبارك وتعالى يعلم الغيب، ولهذا نقول: كل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أمور المستقبل فهي بوحي خاص من الله عز وجل، وحينئذ لا ينافي ما أخبر به من أمور الغيب ما ذكره الله تعالى في هذه الآية: ﴿وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾؛ لأن علمه بالمستقبل بما أوحى الله إليه ليس علمًا ذاتيًّا أدركه بنفسه، ولكنه علم من عند الله عز وجل، كما أن الإنسان يرى الرؤيا الصالحة في المنام وينتفع بها في المستقبل، و«الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ»[[متفق عليه، البخاري (٦٩٨٩) ومسلم (٢٢٦٣ / ٨) من حديث أبي هريرة.]].
* ومن فوائد هذه الآية: الرد الصريح على من قالوا: إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعلم الغيب، ثم لَبَّسوا وشَبَّهُوا بما أخبر به من المغيَّبَات التي أوحى الله إليه بها، فيقال: الأصل أنه لا يعلم الغيب، وإذا جاء شيء تحدث به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن المستقبل فإننا نعلم أن ذلك بوحي خاص من الله تبارك وتعالى.
* من فوائد هذه الآية: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بشر كغيره، لا يعلم الغيب، وينسى كما ننسى، ويلحقه الجوع والظمأ، والبرد والحر، كل الخصائص البشرية تلحق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
* ومن فوائد هذه الِآية: أن الملَك قد يتصور بصورة إنسان؛ لقوله: ﴿وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ﴾؛ لأنه لولا أنه يمكن تصوره بصورة إنسان ما احتيج إلى النفي؛ إذ إنه معلوم بدون نفي، وهذا هو الواقع، وقد جاء جبريل عليه السلام بصورة البشر.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: الرد على الذين قالوا: ﴿لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ﴾ [الأنعام ٨]، وقالوا: لولا نزل عليه الملائكة، فإن الملائكة لا يمكن أن ينزلوا ليكونوا رسلًا إلى البشر، كما قال عز وجل: ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ﴾ [الأنعام ٩].
* ومن فوائد الآية: كمال عبودية النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لله عز وجل؛ لقوله: ﴿إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾، لا يزيد ولا ينقص، حتى لو كان الذي نزل إليه على شخصيته عليه الصلاة والسلام، فإنه لا يمكن أن يدعه، وانظر إلى قول الله تعالى: ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾ [الأحزاب ٣٧]، كلمات عظيمة، يوجِّهها الله عز وجل إلى نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولو كان كاتمًا شيئًا مما أوحاه الله إليه لكتم هذا؛ لأنه شيء عظيم، أو كقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ﴾ [الأحزاب ١].
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الشرائع توقيفية لا يجوز لأحد أن يبتدع منها شيئًا، كقوله: ﴿إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾، ولهذا قرَّر أهل العلم أن الأصل في العبادات المنع والحظر، وأنه لا يجوز للإنسان أن يتعبد لله تعالى بشيء إلا ما أذن الله فيه شرعًا، وهذا حق مستنِد إلى آيات متعددة، وإلى قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»[[متفق عليه؛ البخاري (٢٦٩٧)، ومسلم (١٧١٨ / ١٧) من حديث عائشة.]].
هل مثلًا لو أن أحدًا استحسن شيئًا يتعبد لله به هل يكون حسنًا؟ لا يكون حسنًا أبدًا، وبذلك يبطل تقسيم من قسم البدعة إلى نوعين: ضلالة، وحسنى، أو إلى خمسة أنواع، فإن هذا باطل لا شك فيه؛ لأن أعلم الخلق بشريعة الله، وأفصح الخلق، وأنصح الخلق محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ»[[أخرجه مسلم (٨٦٧ / ٤٣) من حديث جابر بن عبد الله.]]، (كل) بصيغة العموم التي هي أعم الألفاظ، أعم صيغ العموم (كل)، «كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ»، وهذا العموم الْمُحْكَم لا يخرج منه شيء.
ولا يرد على هذا ما ثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جمع الناس في رمضان على أبي بن كعب وتميم الداري، وكان الناس بعد أن امتنع النبي ﷺ من إقامة قيام رمضان بهم جماعة صاروا يقومون أفرادًا، أو الرجل مع الثاني، أو الرجل مع اثنين، وما أشبه ذلك، ويحصل التشويش، خرج عمر ذات ليلة وهم على هذا، فأمر أُبَيَّ بن كعب وتميمًا الداري أن يقومَا للناس بإحدى عشرة ركعة، ففعلَا، وقامَا بالناس بإحدى عشرة ركعة، ثم خرج مرة أخرى ورآهم على هذه الحال فقال: «نِعْمَتِ الْبِدْعَةُ هَذِهِ»[[أخرجه البخاري (٢٠١٠)، ومالك في الموطأ (٣٠١)، واللفظ له من حديث عمر بن الخطاب.]]، فسمَّاها بدعة وأثنى عليها، أفهمتم؟ هذا الأثر استدل به جميع أهل البدع على استساغة بدعهم، ونحن نجيبهم بأمرين:
الأمر الأول: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الخلفاء الراشدين الذين بدعتهم إن صارت بدعة أيش هي؟ سُنَّة، فهل أنتم أيها الخلَف المتخلِّف هل أنتم كعمر؟ لا، إذن لو صح أنها بدعة شرعية لكان عمر ممن يُقْتَدَى به، وسُنَّتُه مُتَّبَعة بأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ثانيًا: أنها بدعة نسبِيَّة باعتبار هَجْرِها من عهد الرسول عليه الصلاة والسلام إلى أن أقامها عمر، فهذه بدعة نسبيَّة، ولا يصح أن نقول: إنها بدعة لغوية؛ لأن البدعة اللغوية لا بد ألَّا تكون مسبوقة، لكن نقول: هي بدعة نسبية، باعتبار أنها هُجِرَت من عهد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم مارًّا بعهد أبي بكر، ثم أول خلافة عمر.
ثالثًا: هذه البدعة لها أصل، أصل وسنة، وهو أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى بأصحابه في قيام رمضان ثلاث ليال، وتخلَّف في الرابعة، «وقال: «إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ فَتَعْجِزُوا عَنْهَا»[[متفق عليه؛ البخاري (٢٠١٢)، ومسلم (٧٦١ / ١٧٨) من حديث عائشة.]]، هذه العلة التي تأخَّر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن إقامتها جماعة هل هي باقية في عهد عمر؟ الجواب: لا، فالحكم يدور مع علَّته، وهذه العلة في عهد عمر لا يمكن أن تكون، فبطل تشبُّث أهل البدع بمثل هذه الكلمة من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
فإن قال قائل: ابتُدِعَت أشياء أقرَّها المسلمون، كجمع القرآن على مصحف واحد، وكتبويب الأحاديث، وكبناء المدارس، وأشياء كثيرة، ما تقول في هذا؟
أقول: هذه ليست مقصودة بذاتها، بل هي مقصودة لغيرها، فجمع الناس على مصحف واحد لئلَّا تتفرق الأمة، لو كان الناس يقرؤون بالمصاحف التي بعد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لتمزقت الأمة تمزقًا عظيمًا، ولقالت النصارى: إذا كان عندنا أربعة أناجيل أو خمسة فعندكم عشرات، فلهذا كان توحيد المصحف مقصودًا لغيره، وهو جمع كلمة المسلمين وعدم تنازعهم.
كذلك أيضًا تبويب الأحاديث أو جمعها على المسانيد، هو أيضًا مقصود لغيره، حتى يتيسر على المسلمين أصول السنة، أرأيتم لو أنه لم تُبَوَّب على الأبواب، ولا على المسانيد، لكان الإنسان يجب إذا أراد مسألة أن يقرأ كل حديث ورد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا يخفى ما في هذا من التعب العظيم، وما في هذا أيضًا من تعطل الشريعة، فكان هذا مقصودًا لغيره.
أتى أناس وقالوا: المحاريب، هذه محاريب المساجد هذه بدعة لا بد أن تهدمها، ولو أن الإنسان أوصى أن يُبْنَى له مسجد فيه محراب بطلت الوصية، ليش؟ قال: لأن المحاريب نهى عنها الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله محذِّرًا: «إِيَّاكُمْ وَمَذَابِحَ النَّصَارَى»[[أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٤٧٣٢) من حديث موسى الجهني.]]، أو كلمة نحوها، فما الجواب؟
الجواب أن نقول: أولًا: إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قيَّد فقال: كمذابح النصارى، فإذا كان المحراب على غير الشكل النصراني فلا بأس به، هذا إن صح الحديث، مع أن الحديث فيه مقال.
ثانيًا: أن نقول: إذا انتفى أن تكون هذه المحاريب كمحاريب النصارى، بقي أن يقال: هل فيها مصلحة أو لا؟
الجواب: فيها مصلحة، فيها أنها تُغْنِي عن صف كامل، إذا كان المسجد ضيقًا ثم دخل الإمام في المحراب أغنى عن صف كامل؛ لأن مكانه الذي يفترض أن يقوم فيه لولا المحراب صف كامل، هذه واحدة.
ثانيًا: الدلالة على القبلة، ولهذا قال العلماء رحمهم الله: يُسْتَدَلّ على القبلة بالمحاريب الإسلامية، وهذا أمر مشاهَد، لو كانت المساجد كحجرة مقفَلة ليس فيها إلا الزوايا الأربع ما عرف الناس القبلة، أليس هذا واضحًا؟ إذن فيها مصلحة، فإذا كان فيها مصلحة فكيف نقول: إنها بدعة محرَّمة يجب هدمها.
فإذا قال قائل: يمكن أن يُستَعَاض عنها بالتلوين، أو بوضع بلاط يخالف بلاط المسجد، قلنا: ما الذي يُحْوِجنا إلى هذا؟ ونحن نقول: فيها غير هذه الفائدة وهي التوسعة على المصلين إذا ضاق المسجد.
بقي أن يقال: إن بعض الناس يكتب على المحراب ﴿كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ﴾ [آل عمران ٣٧]، شوف؟! أعوذ بالله، ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ﴾ [النساء ٤٦]، هل هذا المحراب اللي دخل عليها زكريا فيه؟ لا، ثم المحراب في اللغة القديمة مكان العبادة، هذا المحراب مكان العبادة، سواء محراب، أو حجرة، أو أي شيء، فأخطأ هؤلاء من وجهين:
الوجه الأول: أنه ليس المراد بالمحراب في الآية محراب القبلة، والثاني: أن زكريا ما دخل عليها المحراب، ما دخل على مريم، لكن الجهل الفاضح، فمثل هذا يجب على وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن تتتبع المساجد التي كُتِب بها هذا وتطمسه، كيف يُحَرَّف كلام الله في قبلة المسلمين، والحمد لله.
هل يلزمنا أن كل ما حدث لا بد أن يكون له شاهد من القرآن؟ أبدًا لا يلزمنا، المهم أن الآية الكريمة أُمِرَ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يقول: ﴿إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾.
* الطالب: أحسن الله إليك، بالنسبة لتعليلكم في مسألة المحراب قد يُفتَح باب عريض لأهل البدع.
* الشيخ: وهو؟
* الطالب: وهو مسألة المصالح، أغلب أهل البدع الآن يفعلون بعض البدع يقولون: فيها مصالح، مثل القرآن مثلًا، يجتمعون على قراءة القرآن جماعة، ويقول لك: أنا ما أستطيع أقرأ لوحدي، مثل الذِّكْر، يقول: أنا لا أستطيع أن أذكر الله لوحدي، فمسألة المصالح قد تفتح بابًا عريضًا.
* الشيخ: يُنْظَر، إذا كانت المصلحة حقيقة فلتُتَّبَع، لكن كونك تُحْدِث عبادة ما أحدثها الرسول وتتقرب إلى الله بها! نحن مثلًا نضع المحاريب لا للقربة بها لذاتها، ولكن لأنها علامة على شيء مقصود شرعي.
* الطالب: شيخنا، حفظك الله، كثير من المساجد، خصوصًا يعني في ديارنا، ما تجد المحراب إلا وهو فوقها على اليمين (الله)، وعلى اليسار (محمد ﷺ)، يجي سؤال عن هذا، أنا سمعت أنها شرك، سمعت منك يا شيخ، والإخوان هناك قالوا: نريد فتوى مكتوبة حتى نستند إليها.
* الشيخ: الفتوى الآن مكتوبة عند الأخ.
* طالب: ما وصلت إلينا يا شيخ.
* الشيخ: تصل إن شاء الله.
* الطالب: طيب الآن يا شيخ بالنسبة لـ..
* الشيخ: لو فرضنا الإنسان ما يعرف الله ولا محمد، يعرف أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وكُتِبَ أمامه على خط مستوٍ: الله محمد، وأيش يفهم؟ أنهما متساويان، هذا غلط، هذا مع أن الأصل أنها بدعة، ما كان السلف يفعلون هذا، هي أصلًا بدعة.
* الطالب: أعطيناها للوزارة، ولا قامت بهذا العمل، تهاونوا بهذا الأمر، فهل نغيره نحن؟
* الشيخ: لا، ما تغيروه، هذه الأمور متعلقة بالمسؤولين، حتى أنا ما أفتي بها، يعني لو جاءني واحد مثلًا من العسكر يشكو من شيء مفعول على سبيل العموم، ما أستطيع أني أفتيه؛ لأنه يُحْدِث باب شر وفتن، أقول: هات كتابًا رسميًّا من مسؤول يمكنه أن يغيِّر، وإذا جاءنا وجب على الإنسان أن يُفْتِي بما يرى.
وهذه مسألة أرجو أن تنتبهوا لها أنتم، أنتم طلاب علم، وإن شاء الله نرجو لكم مستقبلًا حافلًا بالمنافع، الشيء اللي يجيك من واحد من أفراد تحت مظلة إدارة، أو وزارة، أو ما أشبه ذلك، لا تفتي به؛ لأنك إذا أفتيت به ماذا يصنع؟ فتنة، هو نفسه مثلًا يترك هذا الشيء، فيكون عليه علامة استفهام، أو يجمع حوله ناسًا، ثم يُحْدِثُون فتنة، لكن تقول -الحمد لله-: اطلب من المسؤول اللي فوقك أن يكتب إليَّ كتابة رسميَّة، وحينئذ يجب عليَّ أن أفعل.
* طالب: بارك الله فيكم، الذي يدَّعي علم الغيب النسبي هل نُكَفِّره، اللي يستعين بالجن هل يُكَفَّر كفرًا أكبر؟
* الشيخ: لا، لا ما يُكَفَّر كفرًا أكبر، يعني مثلًا عنده جن يخبرونه بشيء بعيد، ما يُكَفَّر، وكيف يُكفَّر، وأيش سَوَّى حتى يُكَفَّر؟
* الطالب: لكن ما موه منه كتاب زي نجم غاسق، ويتمتم.
* الشيخ: أحسنت، هذا شيء عارض، يمكن نمنعه؛ لأنه عارض، لكن ما نقول: هذا شرك، لو راجعتم كلام شيخ الإسلام رحمه الله بالفتاوى في إيضاح الدلالة على عموم الرسالة، وفي كتاب النبوات، وفتوى أيضًا خاصة، عرفتم الموضوع، الجن ربما يُنْتَفَع بهم على وجه مباح في أشياء مباحة.
* * *
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله عز وجل: ﴿قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾، ما المراد بخزائن الله؟
* طالب: الرزق.
* الشيخ: خزائن الرزق، قوله: ﴿وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾ معطوفة على أيش؟
* طالب: قُلْ.
* الشيخ: (...) والمعنى: ولا أقول: إني أعلم الغيب، ما المراد بالغيب هنا؟
* طالب: الغيب الحقيقي.
* الشيخ: وأيش معنى الحقيقي؟
* الطالب: هو المستقبل، وكذلك ما غاب عنا.
* الشيخ: لعلك نسيت.
* طالب: الذي لا يعرفه إلا الله.
* الشيخ: تمام الذي لا يعلمه أحد، ما هو الغيب النسبي؟
* طالب: بعض.
* الشيخ: يعلمه بعض دون بعض، أحسنت، تمام، هل النفي هنا للمعنيين جميعًا أو للأول؟
* طالب: (...).
* الشيخ: لهما، يعني ما غاب عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولو كان مشاهَدًا لغيره لا يعلمه، وفي هذا رد على طائفة غَلَت في رسول الله ﷺ، يعلم الغيب.
* طالب: (...).
* الشيخ: أحسنت، ومنه قول البوصيري:
؎......................... ∗∗∗ وَمِنْ عُلُومِكَ ...............
* طالب: اللوح والقلم.
* الشيخ: تمام، ﴿وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ﴾، الملَك أيش؟
* طالب: واحد الملائكة.
* الشيخ: ومَن الملائكة؟
* الطالب: عالم غيبي لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
* الشيخ: خلقهم الله لعبادته، ما معنى قوله: ﴿إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾، هل المراد: من العبادات أو من المعلومات؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: يعني علم الغيب لا أعلمه، ولا أتبع إلا ما أوحاه الله إليَّ، وكذلك لا أتعبد له إلا بما أوحى إليَّ.
* من فوائد هذه الآية الكريمة: كمال تعبُّد النبي ﷺ لله؛ لقوله: ﴿إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾.
* ومنها: إثبات وحي الله له؛ لقوله: ﴿إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾، وأنواع الوحي مذكورة في قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ﴾ [الشورى ٥١].
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنه لا يستوي الأعمى والبصير، ولا يمكن أن يستويَا؛ لقوله: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي﴾، ووجهه أن الاستفهام هنا بمعنى النفي، والاستفهام بمعنى النفي مُضَمَّن أو مُشْرَب معنى التحدي.
* ومنها: أنه كما أنه لا يستوي الأعمى والبصير حِسًّا، فلا يستوي الأعمى والبصير معنًى، أليس كذلك؟ الأعمى والبصير معنًى لا يستويان، فالجاهل أعمى والعالِم بصير.
* ومن فوائد الآية الكريمة: الحث على التفكر؛ لقوله: ﴿أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ﴾.
* ومنها: ذم مَن لم يتفكر؛ لأن الاستفهام هنا للتوبيخ، ولكن التفكر في أيش؟ التفكر في الأمور على حسب الواقع، لا يتخيل أشياء لا تمت للواقع بصلة، ولا يتفكر في أشياء لا يمكنه الوصول إليها، فلو أراد أحد أن يتفكر في ذات الله عز وجل فإنه لا يجوز، ممنوع؛ لأنه لا يمكن الوصول إليه، ولو أراد أن يتفكر في كيفية النزول إلى السماء الدنيا فلا يجوز؛ لأن ذلك لا يمكن الوصول إليه، والله عز وجل قال: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ﴾ [الأنعام ١٠٣]، فإذا كان البصر الذي يدرك الأشياء إدراكًا حسيًّا لا يمكن أن يدرك الله عز وجل، فالفكر من باب أولى.
إذن بماذا نتفكر؟ نتفكر في الأمور الواقعة، في آيات الله عز وجل الكونية والشرعية؛ فالآيات الكونية هي المخلوقات، وما أبدع الله فيها من الحِكم والأسرار العظيمة، والآيات الشرعية هي الأحكام الشرعية التي شرعها الله للعباد، وجعلها صالحة لكل زمان ومكان، يعني إذا طُبِّقَت الشريعة فهي صالحة لكل زمان ومكان، لا يمكن أن تُدَمِّر.
وهنا نقف لنذكر من توسل بهذه العبارة إلى تكييف الشريعة حسب الواقع، فإن هذا غلط عظيم، والواجب تكييف الواقع حسب الشريعة، وإذا كُيِّفَ الواقع حسب الشريعة صلحت الأمور، أما أن يكيِّف الشريعة على الواقع ويكون لنا في كل زمان شريعة، أو في كل مكان شريعة، أو في كل أمة شريعة، فهذا يعني أن الشريعة تُبَدَّل، وتُعَدَّل، وتدخلها الأهواء، وهذا شيء ممتنع، فإذن التفكر في آيات الله عز وجل الكونية والشرعية.
كذلك أيضًا تفكر في أسمائه وصفاته، تفكر في الاسم ماذا يدل عليه من الصفة، سواء كانت الدلالة دلالة تضُّمن، أو دلالة مطابقة، أو دلالة التزام.
{"ayah":"قُل لَّاۤ أَقُولُ لَكُمۡ عِندِی خَزَاۤىِٕنُ ٱللَّهِ وَلَاۤ أَعۡلَمُ ٱلۡغَیۡبَ وَلَاۤ أَقُولُ لَكُمۡ إِنِّی مَلَكٌۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا یُوحَىٰۤ إِلَیَّۚ قُلۡ هَلۡ یَسۡتَوِی ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِیرُۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق