الباحث القرآني

ثم قال الله عز وجل: ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ [الأنعام ١٥]، أيضًا أَعْلِن أنك إن عصيت الله فإنك ستُعَذَّب. ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾، ﴿عَذَابَ﴾ مفعول أيش؟ مفعول ﴿أَخَافُ﴾، ولّا ﴿عَصَيْتُ﴾؟ ﴿أَخَافُ﴾، يعني: إني أخاف عذاب يوم عظيم إن عصيت ربي، فما هو اليوم العظيم؟ اليوم العظيم يوم القيامة، كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾ [الحج ١]. * من فوائد هذه الآية الكريمة: أنه يجب على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يعلن الجزاء يوم القيامة، وأنه يخافه إن عصى ربه. * ومن فوائدها: أن المعصية سبب للعذاب، ولكن المعاصي على نوعين: معاصٍ لا يغفرها الله؛ وهي الشرك، ومعاصٍ تدخل تحت مشيئة الله؛ وهي الكبائر، وهناك معاصٍ أخرى تُكَفِّرها الأعمال الصالحة؛ وهي الصغائر، هذا فيما يتعلق بينك وبين الله عز وجل. أما حقوق الآدميين فلا بد من إيصالهم حقَّهم؛ إما باستحلالٍ منه في الدنيا، وإما بأعمال صالحة تؤخَذ من أعمال هذا الظالم، وسبق لنا أن الإنسان إذا تاب من ذنب فيه جناية على غيره هل يسقط حق الغير أو لا، وذكرنا أن ظاهر النصوص أنه يسقط إذا كان غير مالٍ، كالذي يزني بامرأة كرهًا ثم يتوب، فإن الله يتوب عليه، ويُرضِي التي أُكْرِهت على الزنا، قال: ﴿مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ﴾ [الأنعام ١٦]. قال الله تبارك وتعالى: ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ [الأنعام ١٥]، ﴿قُلْ﴾ أي: لهؤلاء وغيرهم، مُعْلِنًا هذا الكلام المهم. وفي قوله ﴿إِنِّي﴾ قراءتان: ﴿إِنِّيَ﴾ ، و﴿إِنِّي﴾، وهما سبعيتان. وقوله ﴿عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ مفعول ﴿أَخَافُ﴾، يعني: أخاف من عذاب هذا اليوم العظيم، وأظن أننا شرحنا هذا وفوائده.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب