الباحث القرآني
الطالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (١) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (٢) وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ﴾ [الأنعام ١ - ٣].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، سبق في الدرس الماضي أن شرعنا في الكلام على البسملة، أليس كذلك؟
* طلبة: بلى.
* الشيخ: انتهينا إلى قوله تبارك وتعالى: ﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾ [الفاتحة ١] وذكرنا أن هذا الاسم العظيم هو أصل الأسماء، ولا يسمى به سوى الله عز وجل.
أما قوله: ﴿الرَّحْمَنِ﴾ فالرحمن مشتق من (الرحمة)، ولكنه على صيغة (فَعْلان)، وهذه الصيغة تدل على السعة والامتلاء فيكون معناه أنه ذو رحمة واسعة؛ ولهذا فسرها بعضهم بأن الرحمن ذو الرحمة العامة، ولكن الصواب أنه ذو الرحمة الواسعة يرحم من شاء عز وجل؛ فهي أدل على الوصف منها على الفعل، أدل على وصف الله منها على الفعل، أما الرحيم فهي صيغة مبالغة من الرحمة أيضًا، لكنها أدل على الفعل منها على الوصف فسبقت الرحمن؛ لأنها وصف، وأتت الرحيم؛ لأنها فعل؛ فهو رحمن يرحم عز وجل.
وقد ذكر الله تبارك وتعالى أنه بالمؤمنين رحيم، والمراد الرحمة الخاصة.
إذن الرحمن تدل على أيش؟ الوصف، والرحيم على الفعل؛ يعني أنه يرحم.
قسم العلماء -رحمهم الله- الرحمة إلى قسمين: عامة وخاصة؛ فأما العامة فهي الشاملة لجميع الخلق؛ المؤمن والكافر، والبر والفاجر، والصغير والكبير، والبهيم والعاقل، كل الخلق تحت رحمة الله عز وجل، لا يشذ أحد عن هذه الرحمة العامة، الرحمة الخاصة هي التي تختص بالمؤمنين؛ فهي رحمة خاصة؛ والفرق بينهما أن الرحمة الخاصة تتصل برحمة الآخرة، فيكون لله عز وجل على المؤمنين رحمة في الدنيا ورحمة في الآخرة، أما الرحمة العامة فلا أثر لها إلا في الدنيا.
ولذلك نقول: الكفار في الآخرة يعاملون بالعدل لا يعاملون بالرحمة، البهائم وغير العاقل كذلك يعاملون بالعدل؛ لأن الله يقضي بينهم بين البهائم، ثم يأمرهن أن يكن ترابًا فيكن ترابًا، ولا نعي فالرحمة إذن كم؟
* طالب: نوعان.
* الشيخ: نوعان أو قسمان؛ عامة تشمل جميع الخلق، وخاصة تختص بالمؤمنين، الفرق بينهما أن العامة إنما تكون في الدنيا فقط، والخاصة تكون في الدنيا والآخرة، اللهم ارحمنا برحمتك.
وذِكر هذين الاسمين الكريمين عند البسملة التي تتقدم فعلَ العبد وقوله إشارة إلى أن الله إذا لم يرحمك فلن تستفيد من هذا الفعل، ولا من هذا القول؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لَنْ يَدْخُلَ أَحَدٌ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ». قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ»[[متفق عليه؛ البخاري (٥٦٧٣)، ومسلم (٢٨١٦ / ٧١) من حديث أبي هريرة.]].
قال: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ (أل) هنا للاستغراق؛ أي: جميع الحمد من كل وجه ثابت لله عز وجل، واللام في قوله: ﴿لِلَّهِ﴾ إما للاختصاص، وإما للاستحقاق، ولا تنافي بين المعنيين، وعلى هذا فتكون للاستحقاق والاختصاص؛ لأن (أل) في قوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ للعموم، ولا أحد يستحق الحمد على العموم إلا الله عز وجل، فتكون اللام للاستحقاق وللاختصاص أيضًا.
ولكن ما هو الحمد؟ الحمد كثير من الناس يفسره بالثناء على الجميل الاختياري، ولكن هذا ليس بصحيح؛ لأن الثناء يكون تكرار الحمد؛ والدليل على هذا قوله تبارك وتعالى في الحديث القدسي: «إِذَا قَالَ الْعَبْدُ:» ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ «قَالَ اللَّهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ:» ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ «قَالَ: أَثْنَى عَلَيَّ»[[أخرجه مسلم (٣٩٥ / ٣٨) من حديث أبي هريرة.]]. وهذا يدل على أن الثناء هو تكرار الوصف الكامل، والاشتقاق يدل عليه؛ لأن الثناء من الثَّنْي، وهو إعادة الشيء، أو رد الشيء بعضه إلى بعض، وأما قولهم: على الجميل الاختياري فهو أيضًا بالنسبة لله عز وجل غير صحيح؛ لأن الله يُحمد على ما يفعله عز وجل، وهو يختار ما يشاء، ويُحمد على كمال صفاته اللازمة التي لا تتعدى إلى أحد؛ فهو محمود على كمال حياته، ومحمود على كمال قيوميته؛ الأول: وصف لازم، والثاني: وصف متعدٍّ ولازم أيضًا كما سبق تفسيره.
إذن الصواب أن حمد الله يكون على أفعاله التي يختارها، وعلى صفاته الكاملة اللازمة له، فبماذا نعرّفه؟ نقول: الحمد وصف المحمود بالكمال حبًّا وتعظيمًا؛ لأن الوصف بالكمال قد تصف شخصًا ما بالكمال لا محبة له، لكن رجاءً لما سيجازيك به، وقد تمدحه لا على سبيل المحبة والتعظيم، ولكن خوفًا من شره، فالحمد إذن لا بد أن يقيد بأنه على وجه المحبة والتعظيم، فإن لم يكن على وجه المحبة والتعظيم فهو مدح.
وانظر إلى عمق اللغة العربية كيف فرّقت بين حمد ومدح مع تساويهما في الحروف نوعًا وعددًا؟ الحروف ثلاث، هذا العدد، النوع نفس الحرف (حاء، ميم، دال)، لكن اختلف الترتيب في الحروف (حمد ومدح) باختلاف هذا الترتيب اختلف معناهما، والنسبة بينهما الخصوص والعموم، فكل حمد مدح، وليس كل مدح حمدًا؛ لأن الحمد -كما قلنا- لا بد أن يكون على وجه المحبة والتعظيم، والمدح بخلاف ذلك؛ قد يمدح الرجل سلطانًا أو وزيرًا، أو ما أشبه ذلك لا محبة له، ولا تعظيمًا له، ولكن يرجو نواله أو يخاف منه، أما الحمد فلا.
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله الفروق بينهما في كتابه بدائع الفوائد الذي حثّنا شيخنا عليه حين الطلب وقال: إنه كتاب عظيم، وهو كذلك يشبهه من بعض الوجوه صيد الخاطر لابن الجوزي، لكن من حيث العمق والمعنى والفائدة لا سواء ولا مقارنة؛ فهو رحمه الله بيَّن بيانًا واضحًا الفروق بين (الحمد والمدح)، وبحث هذا المبحث حتى أنضجه طبخًا.
وقال: إن شيخنا -يعني ابن تيمية رحمه الله- كان إذا بحث في مثل هذه الأمور أتى بالعجب العجاب رحمه الله، ولكنه كما قيل:
؎تَأَلَّقَ الْبَرْقُ نَجْدِيًّا فَقُلْـــــتُلَـــــــــــــــــهُ ∗∗∗ إِلَيْكَ عَنِّي فَإِنِّي عَنْكَ مَشْغُولُ
لأن شيخ الإسلام ما عنده تفرغ إلى أن يتكلم في مثل هذه الأمور، يتكلم بما هو أعظم، وقد جمع أخونا وزميلكم فريد بن عبد العزيز الزامل المباحث النحوية التي تكلم عليها شيخ الإسلام ابن تيمية، جمعها في رسالة، ولكنها لم تُطبع بعد، وهذا طيب، ومر علينا من هذا النوع في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لما تكلم على قول الله تعالى: ﴿وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا﴾ [التوبة ٦٩] بحث بحثًا ما تجده في أي كتاب رحمه الله.
المهم نرجع إلى ما نحن بصدده، الحمد: هو وصف المحمود أيش بالكمال على وجه المحبة والتعظيم.
﴿لِلَّهِ﴾ قلنا: (اللام) للاستحقاق والاختصاص، لا أحد يستحق الحمد كله من كل وجه إلا الله عز وجل.
وهذا الحمد المذكور خاص بالله عز وجل، فهو جل وعلا مستحق لأن يحمد، والحمد الكامل مختص به.
أما (الله) فهي علَم على الله عز وجل، والتعبير بها أحسن من التعبير بغيرها، بعض الناس الآن يعبّر فيقول: قال الحق كذا وكذا، قال الحق كذا وكذا، هذا صحيح أن الله هو الحق المبين، لكن اجعل عبارتك على عبارة السلف فهم يقولون: قال الله، أو يقولون: قال ربنا.
أما (قال الحق) فهذه يأتي بها الإنسان لأجل يفتح الأذهان بحيث يقول السامع: من هذا الحق؟
لكن نقول: قال الله، التي بُنيت عليها الألوهية والعبادة أحسن، ولكن لا بأس أن تقول: قال ربنا، أو قال ربكم، كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول لأصحابه أحيانًا: «أَتَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟»[[متفق عليه؛ البخاري (٨٤٦)، ومسلم (٧١ / ١٢٥) من حديث زيد بن خالد.]].
﴿اللَّهِ﴾: مشتقة من الألوهية، و(أَلِه) بمعنى: تعبّد، وليست بمعنى: تحيّر كما زعمه بعضهم؛ لأن الإنسان إذا قال: الله، ما يجد تحيرًا، يجد ربًّا معروفًا عز وجل، لا حيرة فيه، يقولون: أصلها (الإله)، لكن حُذفت الهمزة لكثرة الاستعمال.
وقالوا: إن نظيرها (الناس)، وأصلها: (الأُناس)، وكلمة (خير)، و(شرّ)، وأصلها: (أخير)، و(أشر).
إذن ﴿اللَّهِ﴾ أصلها (الإله)، وهي من (ألِه)؛ ألهِه أي: تعبّد له، وهل هو مشتق أو جامد؟
الصواب: أنه مشتق، وأنه لا يوجد اسم من أسماء الله، ولا من أسماء الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا من أسماء القرآن يكون جامدًا أبدًا؛ لأن الجامد معناه أنه لا معنى له إلا الدلالة على المعين فقط؛ لأن العلم كما قال ابن مالك:
؎اسْمٌ يُعَيِّنُ الْمُسَمَّىمُطْلَقَــــــــــــــــــــــــا ∗∗∗ عَلَمُـــــــــــــــــهُ كَجَعْفَـــــــــــــرٍوَخِرْنِقَــــــــــــــــا
فلو قلنا: إن أسماء الله، أو أسماء الرسول، أو أسماء الكتاب العزيز إنها جامدة؛ معناها أنها لا تدل إلا على تعيين المسمى فقط، ولكن نقول: هي مشتقة، تدل على تعيين المسمى، وعلى المعنى الذي اشتُقت منه، لا بد.
إذن ﴿اللَّهِ﴾ مشتقة من (الإله)، أو (الألوهية)، وهي التعبُّد لله عز وجل.
﴿الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ ﴿الَّذِي﴾ وصف للفظ الجلالة.
﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾. ﴿خَلَقَ﴾ أي: أوجدها على تقدير مُحكم؛ لأن الأصل في الخلق في اللغة هو التقدير، كما قال الشاعر:
؎وَلَأَنْتَ تَفْرِي مَا خَلَقْتَ وَبَعْ ∗∗∗ ضُ النَّاسِ يَخْلُقُ ثُمَّ لَايَفْـــــــــرِي
(يفري) يعني: يفعل.
(تَفْرِي مَا خَلَقْتَ) يعني: ما قدرته، ولا يمنعك أحد؛ فالخلق إذن هو الإيجاد على وجه التقدير المحكَم.
وقوله: ﴿السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ ﴿السَّمَاوَاتِ﴾ مفعول ﴿خَلَقَ﴾، ولا مانع من أن نقول: إنها مفعول خلافًا لمن قال: إنه لا يصح أن تكون مفعولًا؛ لأن المفعول لا بد أن يرد الفعل عليه، وهو موجود، وخلق السماوات والأرض ورد عليها قبل أن تُخلق، ولكن نقول: هذا تكلُّف، والصواب -الذي عليه أكثر المعربين-: أن ﴿السَّمَاوَاتِ﴾ مفعول به.
﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ ﴿السَّمَاوَاتِ﴾ من (سما يسمو) إذا علا، وقد بيَّن الله تعالى أنها سبع، وأنها طِباق، وأنها شِداد، وأنها مبنيّة بأيدٍ؛ أي: بقوة.
وقوله: ﴿وَالْأَرْضَ﴾ معطوفة على ﴿السَّمَاوَاتِ﴾ وهي لفظ مفرد، لكنه لا يمنع التعدد إذا ثبت أنها متعددة.
انتبه لهذا القيد: لا يمنع التعدُّد إذا ثبت أنها أيش؟ متعددة، ولو لم يثبت أنها متعددة لقلنا: إنها واحدة؛ لأن هذا مقتضى اللفظ، لكن نقول: إن المراد بها الجنس وحينئذٍ لا ينافي التعدد، وهي متعددة بدلالة ظاهر القرآن وصريح السنة؛ أما ظاهر القرآن فقد قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ [الطلاق ١٢] أي: في العدد، ولا يمكن أن يقول قائل: ﴿وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ في الكيفية والصفة، هذا ما أحد يقوله؛ لأن الفرق بين السماء والأرض واضح، فيتعين أن يكون المراد العدد، وهو كذلك.
أما السنة فصريحة: قال النبي ﷺ: «مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ ظُلْمًا طَوَّقَهُ اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ»[[أخرجه مسلم (١٦١٠ / ١٣٧) من حديث سعيد بن زيد.]]. فصار المراد بالأرض الجنس، فلا ينافي التعدد، وقد ثبت تعدُّد الأرَضين بظاهر القرآن وصريح السنة أنها سبع.
﴿وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾ ﴿جَعَلَ﴾ بمعنى: (خلق)، ولكن إذا كانت بمعنى (خلق)، فما هي الحكمة في أن عُبّر عن الخلق بالجعل؟
قيل: إن الحكمة هي التفنن في العبارة؛ يعني تغيير اللفظ مع اتحاد المعنى أحيانًا يكون من البلاغة.
وقيل: إن الحكمة من ذلك أن النور لا يمكن أن يقوم إلا بغيره؛ مثلًا نور الشمس الآن لا يمكن أن يتبين إلا إذا كان هناك جسم قابل له؛ ولذلك ما بيننا وبين الشمس ظلمة ما فيه نور؛ لأن النور لا يمكن أن يظهر أثره إلا أن يكون مقابَلًا بجسم.
تجدون الآن الفرق بين أن تقابل الشمس جسمًا قابلًا للحرارة وجسمًا غير قابل، وقسمًا قابلًا لنصاعة البياض، وقسمًا غير قابل؛ لأن النور لا يمكن أن يكون قائمًا بنفسه، ولا يتبيّن إلا إذا كان منعكسًا على جسم، فهذا هو الحكمة من قوله: ﴿وَجَعَلَ﴾.
حكمة أخرى: أن الظلمات والنور تكون حسية ومعنوية، أليس كذلك؟ ظلمة الليل ما هي؟
* طالب: حسية.
* الشيخ: حسية، ظلمة الجهل؟
* الطلبة: معنوية.
* الشيخ: ظلمة الجهل معنوية، كذلك النور، نور النهار؟ حسي، نور العلم والإيمان؟ معنوي، ومن نور العلم والإيمان استنارة القلب بكلام الله عز وجل، وكلام الله تعالى غير مخلوق مع أن القرآن يسمى نورًا كما قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا﴾ [النساء ١٧٤] واضح؟ فلذلك عبّر الله عز وجل بالجعل؛ لأنه يتعلق بالمخلوق وغير المخلوق.
﴿وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ [الأنعام ١] ﴿ثُمَّ﴾ حرف عطف معروف، ويفيد العطف والتراخي، وإن شئت قل: يفيد الترتيب والتراخي؛ فيكون معنى الآية: ثم مع ظهور هذا الأمر؛ وهو خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور مع هذا الذين كفروا بربهم يعدلون مع ظهور الآيات، ولا شك أن كفر الكافرين مع ظهور الآيات أشد في اللوم والتوبيخ ممن ليسوا كذلك.
وقوله: ﴿كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ﴾، ﴿بِرَبِّهِمْ﴾ هل نجعلها متعلقة بـ﴿كَفَرُوا﴾ أو متعلقة بـ﴿يَعْدِلُونَ﴾؟
التركيب محتمل أن تكون ﴿كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ﴾ ﴿يَعْدِلُونَ﴾ أي: يعدلون به غيره، ويحتمل أن تكون الذين كفروا منفصلة عن قوله: ﴿بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ ويكون الذين كفروا يعدلون بربهم؛ أي: يجعلون غير الله معادلًا لله تبارك وتعالى.
* * *
* طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (١) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (٢) وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ﴾ [الأنعام ١ - ٣].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تبارك وتعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ سبق تفسير هذه الجملة كلها. ﴿وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾ إلى هنا وقفنا.
قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ أي: ثم بعد هذه الآيات العظيمة الظاهرة البينة الذين كفروا يعدلون بربهم أي: يعدلون به غيره؛ أي: يجعلونه عديلًا له، ندًّا له.
وفي قوله: ﴿كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ هل الجار والمجرور ﴿بِرَبِّهِمْ﴾ متعلق بـ﴿كَفَرُوا﴾ أو بـ﴿يَعْدِلُونَ﴾؟
الأَوْلَى أن يكون متعلقًا بـ﴿يَعْدِلُونَ﴾؛ لأن هذا هو المعنى المطابِق، أما ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ فمعروف أن المراد كفروا بربهم، وإنما قُدِّم على عامله مراعاةً لفواصل الآيات؛ لأن الفواصل إذا جاءت متناسقة فإن ذلك يكون ألذّ على السمع وأقبل للنفس، وأتى بـ﴿ثُمَّ﴾ الدالة على التراخي؛ يعني أنه بعد أن تأملوا ونظروا وعلموا كفروا والعياذ بالله، وعدلوا به غيره فجعلوا له أندادًا.
* في هذه الآية الكريمة من الفوائد: أولًا: ثناء الله على نفسه، بل حمد الله تعالى نفسه أن خلق السماوات والأرض، وهذا حمد عند ابتداء الخلق؛ أي: خلق السماوات والأرض، هناك حمد آخر عند انتهاء الحمد، كما في آخر سورة (الزمر) حيث قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الزمر ٧٥] (قيل): أي قاله كل العالم، الحمد لله رب العالمين.
وحمد نفسه تبارك وتعالى على تنزهه من كل عيب ونقص وكبريائه وعظمته، فقال تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾ [الإسراء١١١]، وحمد نفسه تبارك وتعالى على إنزال القرآن الكريم فقال: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (١) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ﴾ [الكهف ١، ٢] فالله تعالى يحمد نفسه عند الأمور العظيمة؛ لأن هذه الأمور العظيمة تُوجِب للعبد المتأمل أن يحمد الله عز وجل على كمال صفاته، وعلى كمال إفضاله وإنعامه.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن خالق السماوات والأرض هو الله عز وجل خلق السماوات والأرض، ولا أحد ادعى أنه يخلق السماوات والأرض حتى المشركون لو سُئلوا: من خلق السماوات والأرض؟ لقالوا: الله.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن السماوات مخلوقة وليست أزليّة؛ لقوله: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ فيكون في ذلك رد على الفلاسفة الذين قالوا بقِدَم هذا العالم، وأنه أزلي، فإن قولهم هذا مردود بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن السماوات جمع؛ لأنها جُمعت، وكم عددها؟ سبع سماوات بنص القرآن.
* ومن فوائد الآية الكريمة: التفريق بين ذكر السماوات والأرض حيث تُذكر السماوات جمعًا والأرض مفردة؛ وذلك لأن السماوات أعظم من الأرض بكثير لا من جهة ارتفاعها ولا سعتها ولا شيء، كل ما في السماوات فهو أعظم مما في الأرض؛ قال الله تعالى: ﴿أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (٢٧) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا﴾ إلى آخره [النازعات: ٢٧، ٢٨].
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنه قد يُعبَّر بالمفرد ويُراد به الجنس، فيعُم ما كان زائدًا على المفرد؛ لقوله: ﴿وَالْأَرْضَ﴾.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: ما قد يُؤخذ منها أن من ملك ظاهر الأرض فقد ملك أسفلها حتى لا يُقال: إنه ليس لك إلا أرض واحدة، فلا تملك الأرض إلى تخومها، وقد قرّر هذا العلماء -رحمهم الله- فقالوا: إن مالك الأرض يملكها إلى الأرض السابعة، وعلى هذا دل الحديث أن النبي ﷺ قال: «مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ ظُلْمًا طَوَّقَهُ اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ»[[متفق عليه؛ البخاري (٣١٩٨)، ومسلم (١٦١٠ / ١٣٧)، واللفظ له من حديث سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.]].
* ومن فوائد الآية الكريمة: التعبير المختلف بين خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور، فإن لقائل أن يقول: لماذا اختلف التعبير؟ هل هو مجرد اختلاف لفظ أو هناك فرق؟
لننظر (جعل) تأتي بمعنى (خلق) لا شك، ويدل لهذا قول الله تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ [النساء ١]، وقال تعالى في آية أخرى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا﴾ [الأعراف ١٨٩] فدل ذلك على أن (خلق) و(جعل) معناهما واحد، وعلى هذا فيكون التفريق هنا لمجرد اختلاف اللفظ فقط.
وقيل: بينهما فرق؛ فالخلق إنشاء لذات المخلوق، وأصل المخلوق، والظلمات وصف في المخلوق، وكذلك النور؛ ولهذا لا تجد للنور جسمًا يُشاهَد أبدًا، انظر إلى النور لا يظهر إلا على سطح، أما في الفضاء فلا يظهر النور، وما نشاهده أحيانًا من السهم الأبيض إذا ضربنا بشيء له قوة نفوذ على الضوء، ليس هذا النور، لكنه انعكاس لذرات صغيرة في الفضاء، وليس هو النور بل هو انعكاس لهذا، فلما كان النور والظلمة ليسا شيئًا محسوسًا، وإنما يظهران في غيرهما عبَّر عنهما بكلمة (جعل)، وهذا لا شك أنه أبلغ من أن نقول: إنه ليس بينهما فرق، وإنما اختلف اللفظ فقط.
* من فوائد هذه الآية الكريمة: ما يحصل من جمع الظلمات وإفراد النور، بعضهم قال: إن النور أفرد؛ لأنه شيء واحد، النور نور، والظلمات جمعت؛ لأنها تختلف باختلاف الجرم، الجرم الذي حصلت به الظلمة؛ فمثلًا لو كان معك زجاجة مشمّعة وجعلتها بين اللمبة وبين الأرض صار هناك ظلمة أو لا؟
* الطلبة: نعم.
* الشيخ: لكنها خفيفة، وإذا جعلت شيئًا ثخينًا صار ظلمة سوداء بينة؛ فلذلك جُمعت الظلمات من أجل أن الظلمة تختلف بحسب الجسم الذي أوجدها أو الذي وُجدت به فجمعت.
وبعضهم قال: لأن الظلمات هي الأصل والنور طارئ عليها، والظلمات معروفة أنها تختلف؛ فمثلًا الظلمات في وقت تكون السماء فيه ملبّدة بالغيوم ليس كما إذا كانت السماء صحوًا، الظلمات في قاع البحر ليست كالظلمات في سطح البحر، وهلم جرًّا، هذا إذا قلنا: إن المراد بالظلمات والنور ما كان حسيًّا منهما، أما إذا قلنا -وهو الصحيح كما قررناه-: إنه يشمل الظلمات الحسية والمعنوية، وكذلك النور الحسي والمعنوي فالأمر ظاهر؛ لأن شعب الكفر كثيرة، والإيمان شيء واحد، وفروعه مجرد فروع، وإلا أصله ثابت، فإن صراط الله تعالى أيش؟ واحد، والطرق الأخرى متعددة، قال الله تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام ١٥٣].
* من فوائد هذه الآية: سفه الكفار، وأنه لا عقول لهم، وجهه أنه بعد ظهور هذه الآيات العظيمة، عدلوا بالله عز وجل، جعلوا له عديلًا وندًّا، وهذا يدل على سفههم وإن كانوا أذكياء، ويؤيد هذا قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ﴾ [البقرة ١٣٠]؛ وبأن الله تعالى دائمًا ينعى على الكفار فقدهم العقل أكثرهم لا يعقلون، والآيات في هذا كثيرة، وهذا هو الحق أن الكفار ليسوا عقلاء، والمراد بنفي العقل هنا نفي عقل التصرف، ما هو عقل الإدراك؟ هم عقلاء من جهة الإدراك، ولهذا تلزمهم الطاعات ويلزمهم الإسلام، لكنهم ليسوا عقلاء من حيث التصرف، بل هم سفهاء؟ وما أحسن ما قال شيخ الإسلام رحمه الله عن المتكلمين قال: إنهم أوتوا فهومًا ولم يُؤتوا علومًا، وأوتوا ذكاءً ولم يؤتوا زكاءً، هم عندهم فهم، لكن ما عندهم عِلم، عِلم يعني بالشريعة، وعندهم إدراك، لكن ما عندهم عقل.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن ربوبية الله تعالى عامة للمؤمن والكافر كذا؛ لقوله: ﴿ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ فجعل نفسه ربًّا لهؤلاء، ولا إشكال فيه، لكن هذه الربوبية العامة، هناك ربوبية خاصة بالمؤمنين تقتضي الكلاءة، والعناية، والحفظ، والتربية، وقد اجتمع النوعان في قول سحرة فرعون: ﴿آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (١٢١) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ﴾ [الأعراف ١٢١، ١٢٢] فالأولى عامة، والثانية خاصة.
{"ayah":"ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَـٰتِ وَٱلنُّورَۖ ثُمَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِرَبِّهِمۡ یَعۡدِلُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق