الباحث القرآني

﴿فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ﴾ ﴾ [الواقعة: ٨٣] ﴿فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ﴾ أي: الروح، والذي يُعَيِّن المرجع هنا السياق، كما في قول الله تبارك وتعالى: ﴿إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ﴾ [ص ٣٢] ﴿تَوَارَتْ﴾ أي: الشمس، ولم يسبق لها ذكر لكن السياق يدل على ذلك، فمرجع الضمير تارةً يكون مذكورًا، وتارة يكون معلومًا إما بالسياق وإما بشيء آخر، و(الحلقوم) هو مجرى النفس، وفي أسفل الرقبة، أو في جانب الرقبة الأسفل مجريان: مجرى النفس، ومجرى الطعام والشراب، مجرى الطعام والشراب يسمى المريء، ومجرى النفس الحلقوم، وهو عبارة عن خرزات دائرية لينة منفتحة، أما المريء فإنه بالعكس، فإنه كواحد من الأمعاء؛ لأن وجه ذلك أن مجرى النَّفَس لا بد أن يكون مفتوحًا؛ لأن النفس لو كان مجراه مُغلقًا لكان شديدًا؛ أي: لكان التنفس شديدًا، ولكن برحمة الله جعل الله هذا مثل الماسورة لكنه ليِّن خرزات مستديرة حتى يهون على المرء رفع رأسه وتنزيل رأسه، أما المريء فهو مثل الأمعاء العادية، والطعام والشراب قوي يفتحه عند النزول إليه. وذكر الله الحلقوم دون المريء؛ لأن الحلقوم مجرى النفس وبانقطاعه يموت الإنسان، يعني: إذا بلغت الروح الحلقوم وهي صاعدة من أسفل البدن إلى هذا الموضع، وحينئذٍ تنقطع العلائق من الدنيا، ويعرف الإنسان أنه أقْبل على الآخرة وانتهى من الدنيا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب