الباحث القرآني

﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: ٧٨] لما ختم السورة بهذه الجملة العظيمة، يعني: ما أعظم بركة الله عز وجل، وما أعظم البركة باسمه، حتى إن اسم الله يُحَلِّل الذبيحة أو يحرمها، لو ذبح إنسان ذبيحة ولم يقل: باسم الله، ماذا تكون؟ تكون ميتة حرامًا نجسة، مُضرَّة على البدن، حتى لو نسي، ذبحها ونسي أن يقول: باسم الله فهي حرام، نجسة، تفسد البدن، فيجب أن يسحبها للكلاب؛ لأنها نجسة، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ﴾ [الأنعام ١٢١] فانظر البركة، الإنسان إذا توضأ ولم يُسمِّ فوضوءه عند بعض العلماء وضوء فاسد، لازم يعيد؛ لأن البسملة واجبة عند بعض أهل العلم. الصيد، يرى الإنسان الصيد الزاحف أو الطائر فيرميه ولم يُسمِّ، ماذا يكون هذا الصيد؟ يكون حرامًا، ميتة، نجسًا، مضرًّا على البدن، فانظر إلى البركة. الإنسان إذا أتى أهله -يعني: جامَعَ زوجته- وقال: باسم الله، اللهم جنِّبنا الشيطان وجنِّب الشيطان ما رزقتنا كان هذا حماية لهذا الولد الذي ينشأ من هذا الجماع حماية له من الشيطان، قال النبي ﷺ: «لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ أَبَدًا»[[متفق عليه؛ البخاري (١٤١)، ومسلم (١٤٣٤ / ١١٦) من حديث عبد الله بن عباس.]]. الإنسان يسعى يمينًا وشمالًا لحماية ولده، ويخسر الدراهم الكثيرة، وهنا هذا الدواء من الرسول عليه الصلاة والسلام، غالٍ ولَّا رخيص؟ رخيص من ناحية العمل سهل، هذا يحميه من الشيطان أبدًا، كل هذا دليل على بركة اسم الله عز وجل؛ ولهذا قال: ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾؛ أي: ذي العظمة ﴿وَالْإِكْرَامِ﴾، هل الإكرام يعني هو يُكْرَم ولَّا هو يُكْرِم؟ كلها؛ فهو يُكْرَم ويُحترم ويُعظَّم عز وجل، وهو -أيضًا- يُكْرِم، قال الله تعالى في أصحاب الجنة -اللهم اجعلنا منهم- قال: ﴿أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ﴾ [المعارج ٣٥] فهو ذو الجلال والإكرام، يكرم من يستحق الإكرام، وهو يكرمه عز وجل عباده الصالحون، جعلنا الله وإياكم منهم بِمَنِّه وكرَمِه. وإلى هنا تنتهي قراءتنا في سورة الرحمن.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب