ثم قال تعالى: ﴿أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ﴾ [القمر ٤٣] الخطاب هنا لقريش، يعني: هل كفاركم خيرٌ من هذه الأمم السابقة التي أهلكها الله، ﴿أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ﴾ [القمر ٤٣] يعني: أم لكم براءة في الكتب أن الله تعالى مبرئكم من عاقبة أفعالكم؟ ما الجواب؟ لا هذا ولا هذا.
إما أن يكون كفاركم خيرًا من الكفار السابقين، وإما أن يكون لكم براءة من الله عز وجل كتبها الله لكم ألا يعاقبكم، وكل هذا لم يكن، فليس كفارهم خيرًا من الكفار السابقين وليس لهم براءة في الزبر.
لهم دعوة ثالثة: ﴿أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ﴾ [القمر ٤٤]، و(أم) هنا بمعنى (بل) الإضرابية، وهي إضراب الانتقام، يعني: بل يقولون نحن. والضمير لقريش ﴿جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ﴾ جميعٌ هنا بمعنى جمع، ولهذا قال: منتصر، ولم يقل: منتصرون، يعني: جمع كثير منتصر على محمدٍ وقومه، هذا معنى كلامه، فأعجبوا بأنفسهم وظنوا أنهم قادرون على القضاء على محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ورسالته.
فماذا كان جوابهم من الله؟
{"ayahs_start":43,"ayahs":["أَكُفَّارُكُمۡ خَیۡرࣱ مِّنۡ أُو۟لَـٰۤىِٕكُمۡ أَمۡ لَكُم بَرَاۤءَةࣱ فِی ٱلزُّبُرِ","أَمۡ یَقُولُونَ نَحۡنُ جَمِیعࣱ مُّنتَصِرࣱ"],"ayah":"أَكُفَّارُكُمۡ خَیۡرࣱ مِّنۡ أُو۟لَـٰۤىِٕكُمۡ أَمۡ لَكُم بَرَاۤءَةࣱ فِی ٱلزُّبُرِ"}