الباحث القرآني

﴿وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ﴾ [القمر: ٣٧] يعني أن قومه راودوه عن ضيفه الذي جاء إليه من الملائكة، وكان الله تعالى قد بعث إليه الملائكة على صورة شبابٍ مُرْدٍ ذوي جمال وهيئة امتحانًا من الله عز وجل، فلما سمع قوم لوط بهؤلاء الضيف أتوا يُهرَعون إليه، يسرعون يريدون هؤلاء الضيف ليفعلوا بهم الفاحشة والعياذ بالله، فراودوه عن ضيفه، فطمس الله أعينهم. أما كيف طمس أعينهم هل جبريل ضربهم بجناحه أو غير ذلك الله أعلم، إنما علينا أن نؤمن بأن الله تعالى طمس أعينهم حتى أصبحوا لا يبصرون. ﴿فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ﴾ [القمر ٣٧] والأمر هنا للامتهان، أو إنه أمرٌ كوني، يعني أن الله أمرهم أمر إهانة، أو أمرًا كونيًّا أن يذوقوا العذاب، ومثل هذا قول الله تبارك وتعالى عن صاحب الجحيم: ﴿ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ﴾ [الدخان ٤٩]؛ فإن هذا الأمر أمر إهانة بلا شك، وليس أمر إكرام، ولا أمر إباحة.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب