الباحث القرآني

﴿تَنْزِعُ النَّاسَ﴾ [القمر: ٢٠] أي: تأخذهم بشدة وقوة وترفعهم إلى السماء -نسأل الله العافية- حتى قال بعضهم: ترفعهم حتى يغيب الإنسان عن الرؤية من علوه ثم تطرحه في الأرض، إذا سقطوا على الأرض سقطوا على أم رؤوسهم، ثم انفصل الرأس من الجسد من شدة الصدمة. ﴿تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ﴾ في حال سقوطهم إلى الأرض ﴿أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ﴾ أعجاز أي: أصول، والنخل معروف، والمنقعر: الساقط من أصله، يعني كأنهم نخل سقط من أصله وبقِيت جثثه، لماذا صاروا كأعواد النخل؟ لأنهم ليس لهم رؤوس على ما قال المفسرون، حيث إن رؤوسهم انفصلت من شدة الصدمة، فسبحان القوي العزيز، هؤلاء القوم الأشداء الأقوياء وصلوا إلى هذه الحال بريح من عند الله عز وجل. ﴿تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (٢٠) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ﴾ [القمر٢٠، ٢١] وهنا أسأل: هنا قال: ﴿كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ﴾، وفي الحاقة: ﴿كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ﴾ [الحاقة ٧] والمعنى متقارب، لكن من بلاغة القرآن أن يجري الكلام فيه على نسق واحد، فهناك: ﴿كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ﴾ مناسب للفواصل التي في الحاقة، أليس كذلك؟ أما هنا: ﴿كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ﴾ فمناسب للفواصل التي في سورة القمر؛ لأن تناسب الكلام واتساقه من كمال بلاغته.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب