الباحث القرآني

ثم قال تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (٣٣) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (٣٤) أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى﴾ إلى آخره [النجم: ٣٣، ٣٥]، ﴿أَفَرَأَيْتَ﴾ يعني: أخبرني، كلما جاءت أرأيت في القرآن فهي بمعنى أخبرني، ﴿أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى﴾ أخبرني عنه ﴿تَوَلَّى﴾ يعني عن طاعة الله عن الإيمان بالله ورسوله عن إقامة شعائر الإسلام، ﴿وَأَعْطَى قَلِيلًا﴾ أي: أعطى قليلًا من المال ﴿وَأَكْدَى﴾ أي: منع؛ يعني أنه هو ليس مطيعًا لله، وليس نافعًا لعباد الله، فهو متولٍّ عن طاعة الله وهو مانع فضل الله عز وجل، فلذلك يسأل الله عز وجل يقول: أخبرني عن هذا، وهذا الاستخبار ليس لعدم علمه جل وعلا، ولكن لشحذ النفوس والهمم إلى الاستماع لما يلقى فيقول: ﴿أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (٣٣) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (٣٤) أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى﴾ والجواب: لا، ليس عنده علم الغيب، وهو يدعى أنه بتوليه وإعطائه القليل سلم ونجا، ولكنه لم يسلم ولم ينجُ، وليس عنده علم من الغيب اطلع عليه.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب