الباحث القرآني

﴿إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى﴾ [النجم: ١٦] السدرة ما هي؟ أي سدرة هي؟ سدرة المنتهى؛ لأنه قال في الأول: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى﴾ [النجم ١٣، ١٤] ثم قال: ﴿إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ﴾ [النجم ١٦] و (أل) في مثل هذه العبارة تسمى عند النحويين أل للعهد الذكري، كقوله تعالى: ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (١٥) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ﴾ [المزمل ١٥، ١٦]. ﴿إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ﴾ [النجم ١٦] يعني: سدرة المنتهى، ﴿مَا يَغْشَى﴾ [النجم ١٦] أبهم الله ذلك للتفخيم والتعظيم؛ يعني: غشيها شيءٌ عظيم، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إنه غشيها من الحسن والبهاء ما لا يستطيع أحدٌ أن يصفه»[[أخرج مسلم (١٦٢/ ٢٥٩) عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «أتيت بالبراق، وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار، ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه»، وفيه: «فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت، فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها» الحديث.]] سبحان الله العظيم ﴿إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى﴾ نظير ذلك في الإبهام للتعظيم قول الله تبارك وتعالى: ﴿فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ﴾ [طه ٧٨] أي: غطاهم من ماء البحر ما غطاهم، وهو شيء عظيم، هذا أيضًا: ﴿إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى﴾ أي: غشيها شيء عظيم بأمر الله عز وجل، بلحظة كن فيكون.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب