الباحث القرآني
ثم قال الله عز وجل: ﴿مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ﴾.
﴿مَا عَلَى الرَّسُولِ﴾ (ما) نافية، و﴿عَلَى الرَّسُولِ﴾ خبر مقدم، و﴿الْبَلَاغُ﴾ مبتدأ مؤخر.
وقوله: ﴿مَا عَلَى الرَّسُولِ﴾ (أل) هنا للعهد، أي العهود؟
* طالب: ذهني.
* الشيخ: ذهني، إذن (أل) للعهد الذهني.
فمن المعهود ذهنًا بأنه رسول بالنسبة لهذه الأمة؟ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب عليه الصلاة والسلام.
و﴿الرَّسُولِ﴾ بمعنى المرسَل، وقوله: ﴿إِلَّا الْبَلَاغُ﴾ أي: بلاغ الرسالة، وأما هداية الخلق فليست على الرسول عليه الصلاة والسلام، عليه أن يبلغ، وإذا بلغ انتهت وظيفته؛ ولهذا قال: ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ﴾ أي: ما تظهرون، ﴿وَمَا تَكْتُمُونَ﴾ أي: تخفون؛ يعني المعنى: أن أعمالكم ليست إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وليس مسؤولًا عنها، وإنما الذي يحاسبكم عليها هو الله الذي يعلم ما تبدون وما تكتمون.
* طالب: اتقاء المعاصي في الأشهر الحرم هل لها.. يعني الذنب أعظم؟
* الشيخ: هذا ينبني على قوله تعالى: ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ [التوبة ٣٦]، هل الضمير في (هن) يعود على الأشهر الحرم أو يعود على ﴿اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا﴾؟ وفيها خلاف، لكن لا شك أن الذنوب في الأشهر الحرم أعظم؛ لأن الضمير سواء قلنا: عائد على الجميع أو عليهن يدل على تأكيد النهي عن الظلم في هذه الأشهر الأربعة، وللعلماء قاعدة في هذه المسألة يقولون: إنها تضاعف الحسنات والسيئات في كل زمان ومكان فاضل.
* طالب: بالنسبة للكفار يا شيخ وأهل المعاصي يكونون في الدنيا بعافية والأموال وسعة في الرزق، ولكن في الآخرة يا شيخنا ما (...)؟
* الشيخ: في الآخرة يقول الله عز وجل في الحديث القدسي للجنة: «أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ»[[متفق عليه؛ البخاري (٤٨٥٠)، ومسلم (٢٨٤٦ / ٣٤) من حديث أبي هريرة.]]، وهم ليسوا من أهلها فلا رحمة، حتى إن الله عز وجل يقول لهم: ﴿اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾ [المؤمنون ١٠٨]، لكن تعذيبهم رحمة بالمؤمنين أن يروا أعداءهم وهم يعذبون في النار، إي نعم.
* طالب: بعض الناس -يا شيخ- يستدلون على أهل المعاصي بالأرزاق والصحة والعافية يقولون: لو أن الله سخط عليهم ما أعطاهم الأموال هذه ولا (...)؟
* الشيخ: وبعض العوام بالعكس، أنا أسمع من العوام مثلًا يقول: عطاه ما يدل على رضاه، وهو كذلك، والله تعالى يقول: ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف ١٨٢]، وهذا استدراج من الله تبارك وتعالى، وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام «أَنَّ اللَّهَ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لَا يُحِبُّ، وَلَا يُعْطِي الدِّينَ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ»[[أخرجه أحمد في المسند (٣٦٧٢)، والحاكم في المستدرك (٩٤) من حديث عبد الله بن مسعود.]]، جعلنا الله وإياكم منهم.
* طالب: أحسن الله إليك يا شيخ، المراد بقوله تعالى: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾ [الأنبياء ٢٢]؛ أي: آلهة تصرف وتدبر شؤون الكون أو آلهة تعبد فقط؟
* الشيخ: لا، الأول، أو قال: آلهة حق؛ لأن الآلهة التي تعبد من دون الله وإن سموها آلهة فهي كما قال الله عز وجل عنها: ﴿إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا﴾ [النجم ٢٣] مجرد أسماء على غير مسمى.
* طالب: حفظك الله، في درس الأمس سأل أحد الأخوة أثناء الأذان عن الحيوانات التي تعيش في البر وفي البحر عيشة كاملة لا حركة المذبوح؛ التماسيح، الضفادع، السلاحف، ما أدري يا شيخ هل هذه يغلب جانب البر فيعتبر أنها محرمة؟
* الشيخ: لا؛ لأن التي تعيش كحركة المذبوح، كثير من السمك الكبار ما تموت على طول، تبقى لساعات، لكنها تكون مضطربة ومغمى عليها وتموت بعدين.
* الطالب: لكن التي تعيش عيشة كاملة تبيض في البر وتعيش في البحر؟
* الشيخ: إي نعم، بعض العلماء يقول: المعتبر الأكثر، إذا كانت تعيش في هذا وهذا فالمعتبر الأكثر؛ لأن الوصف الغالب هو الذي يعتبر، وبعضهم يقول: لا، تحرَّم تغليبًا لجانب الحظر.
* الطالب: (...)؟
* الشيخ: واللهِ الاحتياط أن يتركها، لكن لو فرض أنه وجد ميتة من صيد البر أو هذه، فهذه أولى.
* طالب: شيخ -أحسن الله إليك- قلنا: علم، وجهه، ما فهمت وجهه تعلق العلم؛ علم الله بالممكنات أو بالجائز، وجهه؟
* الشيخ: ويش معنى وجهه؟
* الطالب: يعني: تفسيره..
* الشيخ: مثلًا وجود الخلق من الممكنات أو المستحيلات أو الواجبات؟
* الطالب: الممكنات.
* الشيخ: من الممكنات، فالله تعالى يتحدث عن المخلوقات؛ خلق السماوات في ستة أيام، استوى على العرش، وما أشبه هذا، هذا من العلم بالممكنات، كذا؟
* الطالب: نعم.
* الشيخ: طيب، علمه أيضًا بما يكون من عقوبات المذنبين وإثابة الطائعين، هذا علم؟
* الطالب: بالممكنات.
* الشيخ: بالممكنات، علمه بالواجب؛ إذا تحدث سبحانه وتعالى عن كماله، فهذا حديث عن علم بشيء واجب، واضح؟
* الطالب: نعم.
* الشيخ: المستحيل كما سمعت.
* الطالب: بعضهم يقول: الجائز هذا ما عاد ممكن يا شيخ؟
* الشيخ: لا، الجائز والممكن سواء؛ يعني: بعضهم يعبِّر: جائز، وبضعهم يعبِّر: ممكن، ولا فرق.
* طالب: فيه بعض الأنواع من الأسماك تلتقط، ولكن لا تؤكل إلا إذا تغير طعمها، إذا تغيرت وقاربت على أن..
* الشيخ: تنتن يعني؟
* الطالب: تعفن، فيأكلها الناس، فما حكمها؟
* الشيخ: وقبل؟
* الطالب: هي مرغوبة على هذه الكيفية.
* الشيخ: يمكن، بعض الناس يرغب المخنز، بعض الناس يرغب هذا؟
* الطالب: هذا يا شيخ موجود بكثرة.
* الشيخ: والله ما أدري.
* طالب: هذا النوع من الأسماك يوجد بكثرة في بعض البلاد.
* الشيخ: ويش اسمه؟
* الطالب: اسمه سمك البوري الذي..
* الشيخ: البوري؟
* الطالب: البوري هذا يصنع يسمى فسيخًا، يؤخذ ويوضع في الشمس وينشر في الشمس الحار حتى يتعفن وينتفخ، ثم بعد ذلك يوضع في براميل ويوضع عليه ملح، وتغلق البراميل بإحكام لمدة مثلًا ستة أشهر أكثر أو أقل، ثم تباع، و..
* الشيخ: ولذيذة؟
* الطالب: إي، لذيذة.
* طالب آخر: شيخ فيه طريقة أخرى يا شيخ يوضع في ملح دون أن يوضع في الشمس.
* الشيخ: أيش؟
* الطالب: يوضع في ملح وخل ويغطى، دون أن يترك؛ يعني يعفن (...) ويوضع عليه ملح وخل ويغطى حتى يؤثر فيه الملح ينضج.
* طالب: هذه نفس الطريقة يتحلل يعني..
* الشيخ: على كل حال، أنتم أهل البحار ما نعرفه، إلا أن تأتوا إلينا بشيء من ذلك يكون عين اليقين، ثم نأكل منه -إن شاء الله- ويكون حق اليقين.
* * *
* طالب: ﴿مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (٩٩) قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٠٠) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (١٠١) قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ﴾ [المائدة ٩٩ - ١٠٢].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تبارك وتعالى: ﴿مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ﴾ يعني بذلك محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعلى هذا فـ(أل) للعهد الذهني.
وقوله: ﴿إِلَّا الْبَلَاغُ﴾ أي: إلا تبليغ ما أوحي إليه، وهذا الحصر -كما لا يخفى- حصر إضافي؛ لأن النبي ﷺ عليه واجبات أخرى؛ عليه الصلاة، الصدقة، الصيام، الحج، الجهاد، وغير ذلك، لكن ما عليه بالنسبة لكم إلا البلاغ؛ يعني: إلا أن يبلغكم وليس عليه هداكم، فالهدى أو فالهداية بيد الله، إذن هذا الحصر إضافي، ويش معنى إضافي؟ أي بالإضافة لما يجب لكم عليه، ﴿مَا عَلَى الرَّسُولِ﴾ يعني: لكم ﴿إِلَّا الْبَلَاغُ﴾، أما الهداية فهي إلى الله عز وجل.
﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ﴾ هذا الذي يتفرع عليه الإنسان، ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ﴾ أي: ما تظهرونه من الأعمال القولية والفعلية، علمها قبل أن تكون أو بعد أن كانت؟ قبل أن تكون، وبعد أن كانت.
وقوله: ﴿وَمَا تَكْتُمُونَ﴾ أي: ما تخفون في نفوسكم، وذلك الأعمال القلبية، بل أشد من الأعمال القلبية ما يوسوس به القلب، كما قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ﴾ [ق ١٦]، وهذا يعني أن حسابهم على الله عز وجل لا على الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
* فمن فوائد هذه الآية الكريمة: وجوب إبلاغ الوحي على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ لأن (على) ظاهرة في الوجوب، أين (على)؟
* طالب: ﴿مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ﴾.
* الشيخ: ﴿مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ﴾.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنه ليس للنبي ﷺ أن يجبر الناس على أن يهتدوا، ويؤيد هذا آيات كثيرة، منها قوله تعالى: ﴿أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [يونس ٩٩].
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات رسالة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ لقوله: ﴿مَا عَلَى الرَّسُولِ﴾.
* ومن فوائدها: تحذير المبلغين من المخالفة؛ لقوله: ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ﴾، فإن إخباره بعلمه بعد أن قال: ﴿مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ﴾ فيه التهديد والوعيد على من خالف.
* ومنها: سعة علم الله وعمومه؛ لقوله: ﴿مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ﴾، وهذا عام للأمة كلها، و(ما) هنا -كما تعرفون- اسم موصول يشمل القليل والكثير.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن أعمال العباد تنقسم إلى قسمين: قسم يبدو للناس، وقسم لا يبدو؛ لقوله: ﴿مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ﴾.
فإن قال قائل: هل الأفضل للإنسان أن يبدي ما عمل أو أن يكتم ما عمل؟
قلنا: كل ذلك خير؛ لأن الله مدح الذين ينفقون أموالهم سرًّا وعلانية، ولكن أيهما أفضل؟ ينظر للمصالح؛ إن كانت المصلحة في الإعلان أعلن، وذلك كإنسان يُقتدى به ويُتأسى به، فالأفضل أن يعلن حتى يتأسى الناس به ويعرف أن هذا حق، ويكون بذلك إمامًا لمن اتبعه، وإذا كان الإخفاء خيرًا فالإخفاء أفضل، كما لو تصدق إنسان على شخص متعفف لا يحب أن يطلع عليه، فهنا ما الأفضل؟ الإسرار، وإن تساوى الأمران -والغالب أنهما لا يتساويان من كل وجه- لكن على فرض أنهما تساويا من كل وجه فالإسرار أفضل؛ لأنه أدل على الإخلاص، وأقرب إلى الإخلاص.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: الرد على الجبرية الذين يقولون: إن الإنسان ليس له إرادة، وهذا مأخوذ من قوله: ﴿مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ﴾، فالإنسان يريد أن يبدي ويريد أن يكتم، وهذا هو إثبات الإرادة للعبد.
الجبرية قوم يقولون: إن الإنسان غير مخير بل مجبر، ويستدلون بآيات، منها قوله تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [القصص ٦٨]، قالوا: نفى أن يكون للعبد الخيرة، فشبهتهم قوية، ولكنه لا شك أن هذه الشبهة باطلة؛ لأن المراد بقوله تعالى: ﴿مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾ يعني: في فعله عز وجل، يعني مثلًا: ﴿قَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾ [الزخرف ٣١] يريدون أن يختاروا هم من يكون أيش؟ رسولًا، فقال الله: ﴿أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ﴾ [الزخرف ٣٢]، فيكون معنى قوله: ﴿مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾ أي فيما أيش؟ يفعله الله، أما بالنسبة لأفعالهم فلهم الخيار.
والدليل على هذا آيات كثيرة؛ منها: خصال الكفارة مثلًا في كفارة اليمين ثلاثة منها على التخيير: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، وغير ذلك من الأدلة.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن أهل العلم الذي هم ورثة الأنبياء إذا بلغوا برئت ذمتهم.
ولكن هل يجب عليهم التبليغ على كل حال أو إذا كانت الفائدة أو ماذا؟ نقول: الأصل أنه واجب لكل حال التبليغ، هذا هو الأصل؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «بَلِّغُوا عَنِّي» أمر «وَلَوْ آيَةً»[[أخرجه البخاري (٣٤٦١) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.]]، لكن قد لا يجب التبليغ، ويجوز أن يكتم العلم إلى وقت ما إذا رأى في ذلك مصلحة، كما فعل معاذ بن جبل رضي الله عنه حين لم يبلغ قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَلَّا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ» لم يبلغها إلا عند موته تأثمًا[[متفق عليه؛ البخاري (٢٨٥٦)، ومسلم (٣٠ / ٤٩) من حديث معاذ.]]، وإلا فالأصل وجوب الإبلاغ.
أما إذا سئل الإنسان عن العلم؛ فإذا كان السائل مسترشدًا وجب أن يبلغ السائل، هذا إذا كان مسترشدًا، وأما إذا كان ممتحنًا فإن الإنسان بالخيار؛ إن شاء بلغ، وإن شاء منع؛ لأن هذا السائل غير مسترشد، لا يريد العلم، يريد أن يمتحن هذا المسؤول فهو بالخيار.
وهل الأفضل أن يبلغ أو الأفضل ألَّا يبلغ؟ في هذا تفصيل؛ إن كان هذا السائل إذا ترك صار في ذلك إذلالٌ له وخزيٌ فليتركه، وإن كان إذا ترك ازداد شره وطغى طغيانه، فإنه يجب أن يبلغ ويبين له ضلاله، فالمسألة يرجع فيها إلى المصالح.
فإن قلت: ما هو ميزان المصالح؟ قلنا: كل إنسان مسؤول عن نفسه، وكل قضية لها حكم؛ ولهذا يمر بكم أحيانًا في الإجابات عن بعض الأدلة يقال فيها: إنها قضية عين، كل إنسان حسب ما يرى، والله حسيبه.
{"ayah":"مَّا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَـٰغُۗ وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا تَكۡتُمُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











