الباحث القرآني

ثم قال الله عز وجل: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾. * من فوائدها: أن الكفر والتكذيب بآيات الله من أسباب دخول النار والخلود فيها؛ لقوله: ﴿أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾. * ومن فوائدها: بيان هذا القرآن الكريم، وأنه مثاني تُثَنَّى فيه المعاني والأحوال، حتى لا يَمَلَّ القارئ، وحتى يكون سير الإنسان إلى ربه بين الخوف والرجاء، قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ﴾ [الزمر ٢٣]. * ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنه ينبغي للإنسان الواعظ للناس أن لا تكون موعظته بالترغيب دائمًا، أو بالترهيب دائمًا؛ لأنه إن أدام الترغيب أوقعهم في الأمن من مكر الله، وإن أدام الترهيب أوقعهم في القنوط من رحمة الله، فالواعظ في الحقيقة كالطبيب، إن أعطى جرعة زائدة هلك المريض، وإن نقص لم يبرأ المريض، لا بد أن يكون الإنسان يراعي الأحوال، لا يقتصر على الترغيب دائمًا، ولا على الترهيب دائمًا، وإذا قلنا بهذه القاعدة تبيَّن لنا أن من الناس مَن الأَوْلَى بحقه الترغيب، ومن الناس مَن الأَوْلَى بحقه الترهيب، إذا رأيت شخصًا مقبلًا على طاعة الله حريصًا عليها، فهنا ماذا نقول؟ الأَوْلَى الترغيب، حتى نَحُثَّه على الطاعة وتقدمها، ونؤمله القبول، وإذا رأيت أحدًا بالعكس متهاونًا بالطاعة، مُصِرًّا على المعصية، فهنا جانب الترهيب أولى، ومع ذلك نأمره بالتوبة ونُرَغِّبُه في قبولها. * ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات هذا الاسم للنار، وهو الجحيم، ولها أسماء متعددة، وأسماؤها تعتبر أوصافًا لها، فجهنم، والنار، والحريق، وما أشبه ذلك، هذه كلها أسماء تعتبر أوصافًا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب