الباحث القرآني
﴿تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [المائدة: ٨٠] ﴿تَرَى﴾ يحتمل أن تكون رؤية عِلْمِيَّة ويحتمل أن تكون رؤية بصرية؛ لأن تولي الكافرين يُشاهَد بالعين ويُعْلَم بالقلب.
ثم، هل الخطاب للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن كان في زمنه أو لكل إنسان؟
الظاهر للعموم، وهكذا ينبغي أن نسلك طريق العموم في جميع الخطابات القرآنية؛ لأن القرآن نزل للأمة إلى قيام الساعة إلا إذا منع منه مانع فيجب أن نقتصر على ما دل عليه.
﴿تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ﴾ أي: مِنْ هؤلاء الذين لعنوا من بني إسرائيل.
﴿يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ يعني: يتخذونهم أولياء، يوالونهم بالنصرة والمعونة والمساعدة، ومن هؤلاء اليهود حينما ساعدوا قريشًا عام غزوة الأحزاب، عام غزوة الأحزاب فإنهم تولوا الذين كفروا وساعدوهم وعاونوهم.
﴿تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ وقيل: إن المراد بـ(الذين كفروا) هم الذين كفروا بقلوبهم وآمنوا بألسنتهم وهم المنافقون؛ لأن المنافقين مع اليهود في المدينة على خطٍّ واحد يَتَوَلَّونهم ويساعدونهم ويمكرون بالنبي عليه الصلاة والسلام كما يمكر المنافقون.
ولو قيل: إن الآية عامة لكان أولى بناء على القاعدة التي تقررت أنه إذا كانت الآية أو الحديث يدل على معنيين على السواء ولا ينافي أحدهما الآخر، فالواجب حمله على المعنيين توسيعًا للمعاني الشرعية وتبرئةً للذمة؛ لأننا لو اقتصرنا على أحد المعنيين والله ورسوله أراد المعنيين لتعلُّق ذلك (...).
﴿يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ ﴿كَفَرُوا﴾ هل المراد كفروا ظاهرًا وباطنًا أو كفروا باطنًا وآمنوا ظاهرًا أو الأمران؟
* طلبة: الأمران.
* الشيخ: الأمران جميعًا.
﴿لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾ يعني: لبئس الذي قدمت لهم أنفسهم سَخَطُ الله عليهم، يعني أن سَخَطَ الله عليهم بئس ما قدموه لأنفسهم، وإنما قدموا سَخَط الله لأنفسهم؛ لأنهم فعلوا ما يوجب سُخْطه فكأنهم قدموا لأنفسهم سخط الله عليهم.
﴿أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾ والسُّخْط والغضب معناهما متقارب، وهما وصفان ثابتان لله عز وجل على وجه الحقيقة، وهما غير الانتقام وغير إرادة الانتقام بل هما شيء سابق لإرادة الانتقام وسابق للانتقام.
بالنسبة لنا (السَخَط) حال تعتري الإنسان عند وجود ما يثيره من قول أو فعل؛ وتجد الإنسان ينفعل ويختل تفكيرُه حتى إنه يفعل ما لا تُحْمَد عقباه.
والسخط يكون فيه انتقام من الساخط، وقد يعفو الله عز وجل عن المسخوط عليه إذا اقتضت رحمته وحكمته ذلك.
﴿أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ﴾ قوله: ﴿فِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ﴾ فيها نوع من التوكيد؛ وذلك بوجود الضمير، وإلا لو قيل: لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب خالدون، لاستقام الكلام لكن للتوكيد جاءت كلمة (هم).
و(الخالد) هو الماكث مُكْثًا طويلًا، هذا في الأصل وقد يراد به المكث الدائم حسب الأدلة والسياق.
* في هذه الآية فوائد؛ منها: أنَّ بني إسرائيل قد يَتَوَّلْون الكفار ممن كفرُهم صريح أو خَفِيّ فهم يوالون الكفار والمنافقين -والعياذ بالله- على رسول الله ﷺ، وإن كان بعضهم مع بعض، قد لا يكون بعضهم إلى الآخر حبيبًا مستحقًّا للولاية لكن لأنهم ضِدُّ ثالثٍ.
* ومن فوائد هذه الآية: التحذير من موالاة الكافرين، وموالاة الكافرين أنواع كثيرة؛ منها ما يصل إلى الكفر، ومنها ما هو دون ذلك؛ فالتولِّي التامُّ كفر؛ بمعنى أن يكون معهم على الخطأ والصواب، وعلى المسلم وغير المسلم، وعلى دين الإسلام وغيره، هذا لا شك أنه كفر؛ والتولِّي في بعض الأمور كالمعاقدة معهم في أمور اقتصادية مثلًا أو تجارية أو عمل حرث أو زراعة، هذا لا يؤدي إلى الكفر؛ لأنه قد يعامله وقلبه مُنْكِر له مبغض له، بخلاف الذي يقول: إنه معهم على الخطأ والصواب، فهذا لا شك أنه كما قال الله عز وجل: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [المائدة ٥١].
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: الرد على الجبرية، من أين تؤخذ؟ ﴿قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ﴾ و﴿يَتَوَلَّوْنَ﴾ أيضًا.
* ومنها: الاستدلال بالأمور الحسية؛ يعني: أن إقامة الدليل الحسي مما جاء في القرآن الكريم؛ لقوله: ﴿تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ فإن هذا كما قدمنا في التفسير يحتمل الرؤية العلمية والرؤية البصرية.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات سخط الله عز وجل؛ لقوله: ﴿أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾ ومذهب أهل السنة والجماعة المتلقَّى من طريق السلف الصالح الصحابة والتابعين إثبات هذه الصفة لله عز وجل، وأنه يسخط ويغضب ويحب ويكره ويبغض ويمقت إلى غير ذلك مما أثبته الله لنفسه.
فمذهب السلف الصالح أننا نثبت هذا لله حقيقة ولكن في علمنا ويقيننا أن ذلك لا يماثل صفات المخلوقين؛ لأن الله يقول: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء﴾ [الشورى ١١] ولو أننا حرَّفْنا وقلنا: (السُّخْط) هو الانتقام لافترينا على الله كذبًا؛ لأنه يقال لمن فعل ذلك: أين دليلك على أن الله أراد هذا؟ ونحن متعبدون بأيش؟ بظاهر اللفظ، والقرآن عربي ونازل باللغة العربية لو صرفناه عن ظاهره لكنا افترينا على الله كذبا، بأي حجة؟ وما موقف الإنسان من ربه يوم القيامة إذا اعتقد هذا الاعتقاد -أعني اعتقاد أن السخط هو إرادة الانتقام-؟ ما موقف الإنسان؟
فالصواب في هذا المتعين الواجب على المؤمن الذي يريد إنقاذ نفسه أن يُجرِي آيات الصفات وأحاديثها على ظاهرها.
فإذا قال قائل: إن ظاهرها التمثيل؟ قلنا: كذبت، ما يمكن يكون ظاهرها التمثيل؛ لأن التمثيل معنى باطل ولا يمكن أن يكون ظاهر كلام الله ورسوله شيئًا باطلًا بأي حال من الأحوال.
فإذا قال: هذا الظاهر وأَصَرَّ على ذلك؛ قلنا: من أين الدليل لك من أن هذا هو الظاهر؟
إذا قال: إن العقل يمنع أن يقوم السخط بالله أو الغضب بالله أو الكراهة بالله قلنا: عقل مَنْ؟ والعقل لا مجال له في الأمور الغيبية إطلاقًا. وإنما فرض العقل في الأمور السلبية هو التسليم والتصديق؛ لأننا أقل من أن ندرك ما أخفاه الله علينا.
وإذا كان الله عز وجل ينكر على مَنْ يسألنا عن الروح ويقول: ﴿الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء ٨٥] فما كان أعظم من الروح فهو أولى بالخفاء علينا؛ ولهذا ضرب شيخ الإسلام رحمه الله في العقيدة التدمرية ضرب مثلًا بالروح قال: روح الإنسان مجهولة ولَّا معلومة؟ مجهولة، لا يُعْلَم من أي عنصر هي ولا يُعْلَم كيفية الروح إلا ما جاءت به الشريعة فقط من أن الروح تُقْبَض وتجعل في كفن عند الموت وتحنط ويصعد بها إلى السماء وتقبر، ما عدا ذلك ليس لنا منه علم؛ فإذا كان هذا في شيء مخلوق أي أننا لا ندركه مع أنه شيء مخلوق فما بالك بالخالق المخالِف لجميع الأشياء ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء﴾ [الشورى ١١].
فالواجب على من نَصَحَ نفسه أن يقول في كل ما أخبر الله به ورسوله عن نفسه أن يقول: سمعنا وصدقنا وآمنا؛ لكن على أساس أنه ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾.
* الطالب: هل يمكن أن يقال بمعنى ثالث في تولِّي اليهود للذين كفروا وهو ما نشاهده اليوم من تولِّيهم للنصارى في مقابلةِ المسلمين فإنهم ينصرونهم؟
* الشيخ: إي نعم، نعم لا سيما إذا كنا نرى أنها عامة، ما فيه شك؛ لأن النصارى من الذين كفروا؛ ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ [البينة ٦] بيان للذين كفروا.
* طالب: هل هناك فرق بين الموالاة والتولِّي؟
* الشيخ: لا فرق بينهما، تولاه ووالاه لا فرق.
* طالب: (...) سيارة (...) وهو يعرف أنه لو منعها فهو ليس له ولاية على المرأة ولا على الرجل وهو يعلم أنه لو منعها لا تحدث فتنة ولا شيء فهل له أن يمنعهم؟
* الشيخ: والله ما أدري، أتوقف في هذا إذا كان لا يحدث فتنة وهو قادر على المنع فأنا أتوقف فيه؛ لأننا لو فرضنا هذه المسألة وقعت أن رجلًا يمكنه أن يوقف السيارة ويقول: يا فلان، نَزِّل المرأة، مَنْ هذه؟ هذه، وإن حصلت لواحد من الناس قد لا تحصل لآخرين، ثم إن حصلت لواحد من الناس الذين نريد أن نُغَيِّر عليهم قد لا تحصل للآخرين فنتوقف من أجل أن نخشى أن العواقب تكون وخيمة من أناس آخرين.
* طالب: عمل المسلم مع الإذاعات الكفرية، نقل أخبار المسلمين إليهم؟
* الشيخ: إي نعم، الجاسوسية يعني؟
* الطالب: صحافي.
* الشيخ: والصحافي ينقل أخبار المسلمين إلى الكفار؟! هذا جاسوس، ما يجوز، والصحيح أن الجاسوس ولو كان مسلمًا يجب أن يُقْتَل، يعني لو تأكدنا أن هذا الرجل يَجُسُّ بأخبارنا إلى أعدائنا وجب أن نقتله.
* طالب: شيخ، أحسن الله إليك، الصحفيون في بلاد المسلمين، كلهم مسلمون أو أغلبهم مسلمون ويتعاملون مع إذاعات أجنبية فلا بد أَنَّ نَقَلَ الأخبار إلى هذه الأنظمة ما يحتاجون إليه من الأخبار وتكون هذه أخبار المسلمين.
* الشيخ: لكن هل تضر المسلمين وتنفع الكفار؟ قد يكون مجرد أخبار حوادث فقط.
* طالب: إذا كان الجاسوس مسلمًا؟
* الشيخ: إي نعم، يُقْتَل ما فيه شك؛ لأن حاطب بن أبي بَلْتَعَة رضي الله عنه إنما مَنَع قتله أنه من أهل بدر؛ فهذا يدل على أَنَّ غير أهل بدر يُقْتَلون، ولا شك أنه يُقْتَل هذا من أعظم الفساد في الأرض.
* طالب: مساعدة الكفار في القتال ضد المسلمين ليس حبًّا في دين الكفار، ولكن حسدًا للمسلمين حسدًا لهذه البلد؟
* الشيخ: هذا معناه أنه يريد أن يَظْهَر الكفار على المسلمين، هذا لا يجوز، لكن ما رأيكم فيما لو قاتل مع الكفار عدوًّا للمسلمين أشد عداوة من الذين يقاتل معهم، هل يجوز هذا أو لا يجوز؟
* الطلبة: (...).
* الشيخ: هؤلاء قوم من الكفار أعداء للمسلمين لا شك، هناك عدو ثالث للجميع وهو بالنسبة لعداوة المسلمين أشد خطرًا من الآخرين، فهل لنا أن نقاتل مع هؤلاء؟ لأن هذا العدو أخطر علينا من الآخر الذي نقاتل معه، أو نقول: لا نقاتله وليتقاتل الطرفان وليغلب الأشد علينا من الآخر؟ الظاهر أننا نقاتل معهم بشرط أن نخشى من أن يتقوى الجانب الذي نقاتل معهم ثم ينقلبون علينا؛ لأن هذا وارد، ربما يفعل هذا، هذا وارد أنه مثلًا إذا قاتلنا معهم وقضى على عدوه بمساعدتنا أن ينقلب علينا ويكون كما قال الشاعر:
؎.................... ∗∗∗ خَلَا لَكِ الْجَوُّ فَبِيضِي وَاصْفِرِي
* طالب: (...).
* الشيخ: يعني هل لنا أن نبحث ونتجسس عن المنكر قاعدة عامة؛ إذا وجدت قرائن فلا بأس وإن لم توجد قرائن فالأصل البراءة.
* * *
* طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (٨١) لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (٨٢) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (٨٣) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (٨٤) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (٨٥) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ [المائدة ٨١ - ٨٦].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تبارك وتعالى: ﴿تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾ [المائدة ٨٠]. قوله: ﴿تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ﴾ الخطاب لمَن؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: نعم، الأول أولى، العموم أولى.
قوله: ﴿يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ مَن المراد بـ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا﴾؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: لا.
* الطالب: قيل: هم المشركون وقيل: الذين آمنوا باللسان وهم المنافقون.
* الشيخ:يعني المنافقين؛ لأن اليهود يتولون هؤلاء وهؤلاء.
لو قال لك قائل: لعلنا نجعلها عامة من باب استعمال الاسم المشترك في معنيين ماذا تقول؟
* الطالب: هو أولى.
* الشيخ: هو أولى.
في الآية إثبات صفة من صفات الله عارض فيها الأشاعرة وأشباههم صفة السخط أين هي في الآية؟
* الطالب: ﴿أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾.
* الشيخ: وماذا تقول في السخط، هل تثبت أن الله يسخط ويغضب ويكره ويحب؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: أسألك أنت؟ ما هو أهل السنة والجماعة؟ هل تثبت هذا؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: لو قال قائل: المراد بذلك لازمه وهو الانتقام ما تقول؟
* طالب: هذا غير صحيح.
* الشيخ: غير صحيح، لماذا؟
* الطالب: لأن الأصل في ألفاظ الكتاب والسنة تؤخذ على ظاهرها.
* الشيخ: إذن، لا يصح؛ لأنه خلاف الظاهر، هذا واحد.
* الطالب: الثاني أن الانتقام غير السخط.
* الشيخ: الانتقام غير السخط، بل هو نتيجته، ما دليلك على هذا الذي قلت؟
* الطالب: قول الله تعالى: ﴿فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ﴾ [الزخرف ٥٥]
* الشيخ: ﴿فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ﴾ ﴿آسَفُونَا﴾ يعني؟
* الطالب: أغضبونا.
* الشيخ: أغضبونا، طيب هذه اثنان؛ ثالثًا؟
* طالب: (...).
* الشيخ: خطأ.
* طالب: ما دليلكم على (...).
* الشيخ: (...) كثيرة مُؤَوَّلة ﴿إِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ﴾ [النحل ٩٨] أي: إذا أردت أن تقرأ القرآن ﴿فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ﴾ [النحل ٩٨].
* طالب: مخالف لتفسير السلف.
* الشيخ: أحسنت، مخالف لإجماع السلف، وأنا قلت لكم: هذه الكلمة أو هذا الدليل إنه مخالف لإجماع السلف، وإنه لو طالبكم أحد وقال: أين إجماع السلف، فماذا تقولون؟
* طالب: كون الآيات تقرأ على السلف ولا يفسرونها.
* الشيخ: كون السلف يقرؤونها ولا يفسرونها بخلاف ظاهرها يدل على أنهم مجمعون على ما دل عليه ظاهرها، وهذا في الحقيقة طريق جيد لنقل الإجماع؛ لأنك لو أردت أن تطلب من كل إنسان أن يثبت لك قولًا واحدا من أقوال السلف قد لا تستطيع؛ لكن تقول: كونهم يقرؤون القرآن والحديث ولم يرد عنهم تأويله يدل على أنهم أخذوه على ظاهره.
{"ayah":"تَرَىٰ كَثِیرࣰا مِّنۡهُمۡ یَتَوَلَّوۡنَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ۚ لَبِئۡسَ مَا قَدَّمَتۡ لَهُمۡ أَنفُسُهُمۡ أَن سَخِطَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِمۡ وَفِی ٱلۡعَذَابِ هُمۡ خَـٰلِدُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











