الباحث القرآني
ثم قال الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة ٨].
أولًا: في الآية قراءتان في ﴿شَنَآنُ﴾؛ قراءة بالسكون ﴿شَنْآنُ﴾ ، وقراءة بالفتح ﴿شَنَآنُ﴾، والظاهر -والله أعلم- أن سبب قراءة السكون هو التخفيف؛ لأن ﴿شَنَآنُ﴾ فيها شيءٌ من الثقل؛ لتوالي الحركتين، فإذا قيل: ﴿شَنْآنُ﴾ صار ذلك أخف.
على كل حال التعليل هذا تعليل لما وقع، لا لما سيوقَع، بمعنى أنه ليس لنا أن نتصرف ونختار اللفظ الأسهل على اللسان، لكن نعلِّل ما وقع من القراءات؛ لأن القراءة أيش؟ توقيفية، فعلى هذا نقول: فيها ﴿شَنْآنُ﴾ و﴿شَنَآنُ﴾.
يقول عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾، وسبق لنا مرارًا مثل هذه الصيغة، وبيان ما يترتب عليها.
﴿كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ﴾، ﴿كُونُوا﴾ أمر بأن نكون، شرعي أو كوني؟ شرعي.
﴿قَوَّامِينَ﴾ أي: ذوي قيام، وإنما قلت ذلك؛ لئلا يقال: إن الأمر في كثرة القيام، وليس في القيام أصله، فنقول: ﴿قَوَّامِينَ﴾ هنا التشديد فيها للنسبة وليست للكثرة، ويحتمل أن نجعلها للكثرة باعتبار كثرة المخاطَبين، فإذا كانوا أمة فقام واحد بهذا، وواحد بهذا، وواحد بهذا، صار المجموع كثيرًا، فصار قوَّامًا، على كل حال إن جعلت (فَعَّالًا) للكثرة فهي باعتبار المجموع، إذا كان كل واحد قائمًا بالقسط وهم أمة صح أن يقال: (قوَّامين)، وإن جعلتها غير مبالغة، فهي للنسبة، أي: كونوا ذوي قيام.
﴿قَوَّامِينَ لِلَّهِ﴾ اللام هنا إشارة إلى الإخلاص، أي: اجعلوا قيامكم بالقسط، أي بالعدل لله عز وجل، لا تخشَوْا بذلك أحدًا، ولا تحابوا بذلك أحدًا.
﴿شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ﴾، ﴿شُهَدَاءَ﴾ نقول في إعرابها: يجوز أن تكون حالًا من فاعل ﴿قَوَّامِينَ﴾: قوامين حال كونكم شهداء، ويجوز أن تكون خبرًا ثانيًا لـ (كان)؛ لأن تعدد الخبر جائز، قال الله عز وجل: ﴿وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (١٤) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ﴾ [البروج ١٤، ١٥]، كم من خبر؟ الغفور، الودود، ذو العرش، المجيد؛ أربعة.
﴿شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ﴾، ﴿شُهَدَاءَ﴾ جمع (شهيد)، أو جمع (شاهد)، المعنى: أنكم إذا شهدتم فاشهدوا بالعدل.
﴿بِالْقِسْطِ﴾ أي: بالعدل، وقد جاء في الحديث: «الْمُقْسِطُونَ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَلَى يَمِينِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»[[أخرجه مسلم (1827 / 18) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص. ]].﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا﴾، ﴿لَا يَجْرِمَنَّكُمْ﴾ أي: لا يحملنكم.
﴿شَنَآنُ﴾ أي: بُغْض.
﴿قَوْمٍ﴾ هم الجماعة من الناس، فإذا قيل: قومٌ، وذُكِر معها النساء، فالقوم للرجال، والنساء للإناث، كقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ﴾ [الحجرات ١١]، وإذا ذُكِر (قوم) وحدها صار شاملًا للرجال والنساء، ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ﴾ [الأعراف ٥٩] يعني الذكور والإناث.
﴿شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا﴾، من يعرب ﴿أَلَّا تَعْدِلُوا﴾؟
* طالب: (على) حرف جر.
* الشيخ: (على) حرف جر.
* الطالب: (...).
* الشيخ: ناهية؟ (لا) ناهية.
* الطالب: لا، نافية.
* الشيخ: نافية؟
* الطالب: لا، ناهية، جزمت الفعل.
* الشيخ: ناهية، جزمت الفعل، أو زائدة؟ ابدأ من (لا).
* طالب: (لا) نافية.
* الشيخ: نافية أو ناهية؟
* الطالب: نافية.
* الشيخ: نافية.
* الطالب: ﴿تَعْدِلُوا﴾ فعل مضارع منصوب بـ(أن) وعلامة نصبه حذف النون، والواو فاعل، والمصدر في محل جر اسم مجرور.
* الشيخ: (أن) وما دخلت عليه في محل..؟
* الطالب: جر.
* الشيخ: التقدير؟
* الطالب: على عدم عدلكم.
* الشيخ: على عدم عدلكم، توافقون على هذا؟
* الطلبة: نعم.
* الشيخ: صح.
﴿عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا﴾، يعني: لا يحملكم بغضهم على عدم العدل، وهو الْجَور.
ثم قال: ﴿اعْدِلُوا﴾ حتى فيمن تبغض؟ حتى فيمن تبغض، نعم، ﴿اعْدِلُوا﴾ أي: قولوا بالعدل، فما هو العدل؟ العدل إعطاء كل ذي حق حقه، هذا العدل.
﴿هُوَ﴾ أي: العدل، توافقون على هذا؟ ما سبق ذكر العدل، نقول: العدل مفهوم من الفعل الذي هو ﴿اعْدِلُوا﴾؛ لأن مرجع الضمير قد يكون منصوصًا عليه بلفظه، وقد يكون بلفظ دالٍّ عليه، هنا ﴿اعْدِلُوا﴾ دالٌّ على أن الفعل مشتق من العدل، فيكون ﴿هُوَ﴾ أي العدل الذي أُمِرْتُم به.
﴿أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾، ولم يقل: هو التقوى، بل قال: ﴿أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾؛ وذلك لأن العدل قد يحمل عليه مخافة الله فيكون تقوى، وقد تحمل عليه محبة الثناء عند الناس، فلا يكون تقوى؛ ولهذا جاءت الآية الكريمة: ﴿أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾.
﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾، بعد أن أمر بأن نكون قوَّامين، ونهى أن يحملنا البغض على ترك العدل، ثم أَمَر بالعدل قال: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾، وهذه كالطابع على ما سبق.
﴿إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾، الجملة هذه نقول فيها مثل قولنا فيما سبق ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾، يعني: إنها جملة تتضمن التهديد بمخالفة التقوى.
وقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ﴾، قالوا: إن الخبير أدق من العليم؛ لأنها -أي الخبير- من الخُبْر؛ وهو العلم ببواطن الأمر، ولذلك سُمِّي الزَّرَّاع خَبِيرًا، وسُمِّيَت المزارعة مُخابَرَة؛ لأنه يدُسّ الحب في الأرض فيختفي، فالخبير هو العليم بخفايا الأمور.
﴿بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ أي: بالذي تعملونه من قول أو فعل، وفائدة ذكر الله هذا هو أن نستقيم على أمره؛ لأننا لو خالفنا أمره لكان عالمًا بنا سبحانه وتعالى.
* في هذه الآية فوائد، أولًا: وجوب الإخلاص لله عز وجل في الشهادة؛ لقوله: ﴿كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ﴾، وقال في آية أخرى: ﴿وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ﴾ [الطلاق ٢].
واعلم أنك إذا كنت مخلصًا لله في الشهادة فإنك لن تُحابِيَ قريبًا ولا صديقًا، ولن يحملك بغضك لشخص على ألا تشهد له ما دمت مخلصًا لله تعالى في الشهادة.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الواجب على الإنسان أن يشهد بالقسط، بالعدل، طيب، وإذا كان المشهود عليه قريبك، أباك، أخاك، عمك، ولو؛ لقوله تعالى في سورة النساء: ﴿كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ﴾، ولا يُعَدُّ شهادة الإنسان على أبيه وأمه لا يُعَدُّ هذا عقوقًا، بل هو بِرٌّ؛ لأنك إذا شهدت عليهما منعتَهما من الظلم، وقد جعل النبي ﷺ منْع الظالم من ظلمه نصرًا للظالم، فقال: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا». قالوا: يا رسول الله، هذا المظلوم، فكيف نصر الظالم؟ قال: «تَمْنَعُهُ مِنْ ظُّلْمِهِ»[[أخرجه البخاري (٦٩٥٢) من حديث أنس. ]].
* ومن فوائد هذه الآية: وجوب الشهادة بالقسط ولو كنتَ كارهًا؛ لأن بعض الناس قد يحمله كراهة الشخص، أو كراهة أن يتضرر الشخص على كتمان الشهادة، فتجده مع نفسه في صُداع؛ هل يشهد أو لا يشهد، فالواجب ألا يحملك قُرْب قريب أو بغض بعيد على ألا تشهد، اشهد بالعدل.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن أساليب القرآن الكريم، إن صح هذا التعبير (أساليب)، وإن شئت فقل -وهو أولى-: أن تعبير القرآن الكريم بالعدل يدل على بطلان قول من يقول: إن الدين الإسلامي دين المساواة، هذا على إطلاقه فيه نظر؛ لأنهم يريدون بهذا أَلَّا يفرِّقوا بين الرجل والمرأة، ويريدون بهذا أيضًا ألَّا يفرقوا بين المسلم والكافر، ويريدون بهذا ألَّا يفرقوا بين البَرِّ والفاجر، والله تعالى قد أنكر هذا إنكارًا عظيمًا، ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ﴾ [القلم ٣٥]؟ ويش بعدها يا جماعة؟ ﴿مَا لَكُمْ﴾ قل: ما هذا الحكم؟ ما الذي حملكم عليه؟ كيف تحكمون هذا الحكم؟ ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر ٩]؟
وإذا تدبرت القرآن وجدت نفي المساواة فيه أكثر، أكثر من إثباتها، وأن الذي في القرآن هو العدل، وهو إعطاء كل ذي حق ما يستحق؛ لذلك العبارة السليمة أن تقول: الدين الإسلامي دين العدل، وهو الذي أمر الله به في قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى﴾ [النحل ٩٠].
نعم إذا اتفق الناس في الحقوق صحَّ أن نقول: إنه دين مساواة، إذا اجتمعوا في سبب الحكم وغاياته حينئذ نقول: هو دين المساواة، يعني: إذا سرق الشريف وسرق الوضيع، هنا نقول: لا بأس أنه لا يُفرِّق بين الشريف والوضيع، وأنه يسوِّي بينهما؛ لأن التسوية هنا أيش؟ عدل.
وعلى هذا فنقول: إذا كانت المساواة هي العدل فَنَعَمْ، أما المساواة التي يرمي إليها هؤلاء فهذا ليس بصحيح، فالدين يفرق تمامًا في كل موطن تكون الحكمة فيه هي التفريق؛ لهذا يجب عليكم أنتم يا طلبة العلم إذا رأيتم بعض كتب الْمُحْدَثِين المعاصرين يقولون: الدين الإسلامي دين مساواة، تقول: قف، من قال هذا؟ هات لي آية واحدة في إثبات التسوية، وأنا آتي لك بآيات كثيرة في نفي التسوية، لكن بدلًا من أن تقول هكذا هات الكلمة الحبيبة التي تَرِدُ على القلب وُرُودَ الماء البارد على كبد العطشان، وهي العدل.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن العدل أقرب للتقوى، وهو صريح.
* من فوائدها: أن الأعمال الصالحة منها ما يُبْعِد عن التقوى، ومنها ما يُقَرِّب، وينبني على ذلك تفاضل الأعمال، وتفاضل الأعمال قد دلَّ عليه الكتاب والسنة والعقل، وأن الأعمال تتفاوت، والعُمَّال يتفاوتون أيضًا، ﴿لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى﴾ [الحديد ١٠]، مع أنهم كلهم صحابة، لكن لا يستوون.
من فوائدها: أن الأعمال الصالحة منها ما يبعد عن التقوى ومنها ما يقرّب، وينبني على ذلك تفاضل الأعمال، وتفاضل الأعمال قد دلَّ عليه الكتاب والسنة والعقل، وأن الأعمال تتفاوت، والعُمَّال يتفاوتون أيضًا؛ ﴿لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ﴾ اقرأ الآية ﴿أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى﴾ [الحديد ١٠] مع أنهم كلهم صحابة، لكن لا يستوون حتى قال النبي عليه الصلاة والسلام لخالد بن الوليد حين حصل بينه وبين عبد الرحمن بن عوف ما حصل قال: «لَا تَسُبُّوا أصْحَابِي؛ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ»[[متفق عليه؛ البخاري (٣٦٧٣) ومسلم (٢٥٤١ / ٢٢٢) من حديث أبي سعيد الخدري.]] هذا يكون بين مَن؟ صحابيٍّ وآخر، كيف عاد من بعدهم؟! إذن هذا اختلاف العُمَّال، كذلك أيضًا اختلاف الأعمال؛ ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ﴾ [النساء ٩٥] وهلم جرًّا، فالأعمال تتفاضل، وأقول: يلزم من تفاضل العمل تفاضل العامل، وهذا هو الذي عليه أهل السنة والجماعة أن الأعمال تتفاضل، والعمال يتفاضلون، وأن الإيمان يزيد وكذلك ينقص.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: فضيلة التقوى، انظر كيف يكرر الله عز وجل التقوى في آيات كثيرة؛ لأنها في الحقيقة عليها مدار الإسلام، إذا اتقى الإنسان ربه فسوف يقوم بدين الله تعالى على ما يريد الله.
* ومن فوائد الآية الكريمة: تهديد من خالف تقوى الله؛ لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: سعة علم الله، وأنه سبحانه وتعالى عالم ببواطن الأمور، وقد قال الله عن نفسه: ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ﴾ [الحديد ٣] وفسر النبي ﷺ الباطن بأنه الذي ليس دونه شيء[[أخرجه مسلم (٢٧١٣ / ٦١) من حديث أبي هريرة.]]، ما دون الله شيء، كل شيء يراه، كل شيء يعلمه، كل شيء يقدر عليه، كل شيء في قبضته، ليس دونه شيء، وهذا قريب من قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن خبرة الله شاملة للعمل، واعلم بأنه إذا قيل: (عَمَلٌ) فإنه يشمل القول والفعل، انتبه، إذا قيل: (عَمَلٌ) فهو للقول والفعل. القول عمل أيش؟ عمل اللسان، والفعل عمل الجوارح، لكن الفعل يطلق غالبًا على عمل الجوارح فقط، أما العمل فيطلق على هذا وهذا؛ حتى إن شيخ الإسلام رحمه الله في العقيدة الواسطية تلك العقيدة المباركة قال: إن الدين والإيمان قول وعمل؛ قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح. فجعل للقلب عملًا وله قولًا، وهو كذلك؛ فقول القلب هو إقراره وتصديقه وإيمانه، وفعله: رجاؤه وخوفه وتوكُّله وما أشبه ذلك، فهو فيه نوع حركة قلبية، وأما القول فهو إقرار وتصديق.
{"ayah":"یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُونُوا۟ قَوَّ ٰمِینَ لِلَّهِ شُهَدَاۤءَ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَلَا یَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ عَلَىٰۤ أَلَّا تَعۡدِلُوا۟ۚ ٱعۡدِلُوا۟ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِیرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق