الباحث القرآني
ثم قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ﴾ هؤلاء طائفة أخرى من النصارى، النصارى الذي تحدث عنهم الآية الأولى ماذا قالوا؟ قالوا: ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ﴾ يعني أن المسيح والله رب العالمين واحد، هؤلاء غيرهم، قالوا: ﴿إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ﴾ ثالث ثلاثة، من هؤلاء الثلاثة؟ ذكرهم الله تعالى في هذه السورة: ﴿وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ [المائدة ١١٦]، إذا كانا إلهين من دون الله والله صاروا ثلاثة، إذن ثالث ثلاثة هم: الله، والمسيح، وأمه، هؤلاء هم الثلاثة، فسر ذلك القرآن، والقرآن يفسر بعضه بعضًا، وأما ما قيل: إنه الابن والأب وروح القدس، ففيه نظر، يعني لا نفسر بالقرآن، وإن كان قد يكون منهم أو من المتأخرين منهم من يقول: إن هؤلاء هم الثلاثة ﴿ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ﴾.
قال الله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ الوقوف على ﴿ثَالِثُ ثَلَاثَةٍْ﴾ متعين؛ لأنه لو وصل لفهم المخاطب أن قوله: ﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ من قول هؤلاء الكفار.
﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ هذه بمعنى (لا إله إلا الله)، لكن تختلف عنها في الإعراب، مثلًا نقول: (ما) نافية، ويكمل الإعراب العربي منكم.
* طالب: وما من إله إلا الله..
* الشيخ: (ما) نافية.
* الطالب: (ما) نافية، و(من) حرف جر زائدة.
* الشيخ: ليش زائدة؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: يعني: زائد إعرابًا مفيد معنًى.
* الطالب: (إله) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحرف الجر الزائد، و(إلا) أداة الاستثناء، و(إله) خبر.
* الشيخ: نقول: أداة استثناء ولّا نقول: أداة حصر؟
* الطالب: تفيد الحصر.
* الشيخ: نعم أداة حصر.
* الطالب: أداة حصر، و(إله) خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، و(واحد) صفة.
* الشيخ: بارك الله فيك.
أبطل الله هذا القول؛ قولهم: ﴿إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ﴾ بقوله: ﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾، وهذا خبر من أصدق المخبرين، خبر مؤكد بماذا؟ بحرف الجر الزائد وبالحصر.
﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ ولا يمكن أن يكون أكثر من إله؛ ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾ [الأنبياء ٢٢]، أليس الله قال هكذا؟
* طلبة: بلى.
* الشيخ: وكذلك أيضًا بيّن في آية أخرى في قوله: ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا﴾ يعني لو كان كذلك ﴿لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ﴾ وانفرد بمخلوقاته ﴿وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ [المؤمنون ٩١]، يعني إذا انفرد كل إله بما خلق، وكل إله يريد أن تكون الألوهية له؛ لا بد أن يقع بينهم قتال، وإذا وقع بينهم قتال علا بعضهم على بعض، أحيانًا يعلو هذا وأحيانًا يعلوا هذا، ومن المعلوم أن العالي هو المستحق أن يكون إلهًا وحده، وأن المعلو عليه لا يستحق أن يكون إلهًا. وانظر الآن لو خرجتم لسفر وأمّرتم زيدًا وعمرًا، كلاهما أمير، ويش يكون؟
* طالب: فوضى.
* طالب آخر: واضطراب.
* الشيخ: فوضى واضطراب، ولا يمكن أبدًا أن تكون الآلهة متعددة، لو تعددت لفسدت الدنيا كلها، ولهذا قال: ﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ مؤكد، أكد ذلك -الوحدانية- بقوله: ﴿وَاحِدٌ﴾، من هو؟ الله عز وجل.
﴿وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾: ﴿وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ﴾ هذه فيها إشكال في الإعراب.
* طالب: شيخ بارك الله فيك، قلنا في أصحاب الأعراف: إنهم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فيحبسون في مكان بين الجنة والنار، هل معنى هذا يا شيخ أن من زادت له سيئاته واحدة أنه لا بد أن يدخل النار؟
* الشيخ: لا، الناس أقسام: من له سيئات بلا حسنات، هذا إلى النار ولا إشكال فيه، ومن له سيئات زائدة على الحسنات، له سيئات وحسنات والسيئات زائدة، فهذا مستحق لدخول النار، مستحق ولا نجزم، وقد ينجو من النار بشفاعة؛ لأن من أصول أهل السنة والجماعة قسم الشفاعة فيمن استحق النار ألا يدخلها، وقسم ثالث: تساوت حسناتهم وسيئاتهم، هؤلاء هم أصحاب الأعراف، لا يدخلون النار ولا يدخلون الجنة، والقسم الرابع: من ترجحت حسناته على سيئاته، هذا لا يدخل النار ويكون من أهل الجنة، فهذه أربعة أقسام، لا يخرج الناس عنها.
هل يمكن أن نقول: وقسم عنده حسنات بلا سيئات؟
* الطالب: إي نعم.
* الشيخ: من؟
* طلبة: الأنبياء.
* الشيخ: يمكن أن نقول: رسول الله عليه الصلاة والسلام أخبر الله أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وحينئذ يلاقي الله عز وجل يوم القيامة بأيش؟ بحسنات ولا سيئات، فتكون الأقسام خمسة.
* طالب: شيخ، بارك الله فيك، ذكرنا أن أصحاب الأعراف ينظرون إلى أهل الجنة وإلى أهل النار، وذكرنا في الآخر أن مآلهم إلى الجنة، فهل نقول بهذا النظر إلى النار كنوع من العذاب أو كيف (...)؟
* الشيخ: إي معلوم، ولهذا قال: ﴿وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ﴾ [الأعراف ٤٧] بما يدل على أنهم لا يريدون النظر إليهم، لكن تصرف الأبصار صرفًا قهريًّا، إذا صرفت ﴿قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأعراف ٤٧].
* الطالب: من غير اختيار يكونون؟
* الشيخ: هذا ظاهر القرآن ﴿إِذَا صُرِفَتْ﴾.
* طالب: جزاك الله خيرًا، فسرنا الآية قوله جل وعلا: ﴿قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ﴾ بما جاء في آخر السورة ﴿وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾، فإن قال قائل: الآية الثانية فيها اتخاذ عيسى وأمه من دون الله، وليس مع الله؟
* الشيخ: لا، إلهين من دون الله، يعني مع الله؛ لأن النصارى يقرون بالله عز وجل ويقولون: الآلهة ثلاثة.
* طالب: في قوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا﴾ معروف في اللغة أن (كفر) تأتي بمعنى غطَّى، فهل يعتبر هذا تأويلًا يمنع من أن نقول: إن من قال: الكفر دون كفر مخرج من الملة، كأنه تأويل، لكن يمنع من تكفيره.
* الشيخ: كيف؟
* الطالب: يعني بعض الناس يقول: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ﴾ بمعنى أنه غطى الحق، لا بمعنى أنه كفر الكفر المخرج..
* الشيخ: لا، ما يكون، هذا غير مقبول.
أقول: لا يقبل هذا الكلام، الكفر شرعي ولغوي، فأصل الكفر في اللغة: من الستر.
* الطالب: هل يكون المسوغ لعدم تكفيره مثلًا فقال: إنه لا يكفر..
* الشيخ: الذي يقول: إن من قال: إن الله ثالث ثلاثة غير كافر، هو الكافر، أيش هذا أنت ما عندك عقل ولا عندك علم؟ سبحان الله!
* الطالب: لا، هل هنا تأويل يا شيخ؟
* الشيخ: ما فيه تأويل، وإذا أول الإنسان إذا قال واحد: ﴿لَا تَقْرَبُوا الزِّنَا﴾ [الإسراء ٣٢]، قال: المراد لا تقربوا النكاح بعقد صحيح، نطيعه؟
* الطالب: لا.
* الشيخ: اترك هذه الاحتمالات هذه.
* طالب: لا عندنا حتى إشكالية..
* الشيخ: كيف؟
* الطالب: فيه مشكلة واقعة بسبب هذا الشيء، بسبب هذه النقطة.
* الشيخ: المشكلة واقعة، حتى الكفار قالوا للرسول: ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ [ص ٥].
* طالب: رضي الله عنك يا شيخ، هل العلم بس هو الشرك إلى شرك أكبر وشرك أصغر، ودلائل القرآن تدل على أن الشركين قسم واحد، هل قسم الشرك يا شيخ أنه بمعنى (...) الشرك الأصغر يخرجون من النار بعد عذاب ولّا يضاعفهم فوق بعض بالعذاب؟
* الشيخ: الشرك الأصغر -بارك الله فيك- لا يوجب الخلود في النار، لكن هل هو داخل تحت المشيئة، يعني إن شاء الله غفر له -أي لصاحبه- أو لا؟ فيها احتمالان؛ فقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾ [النساء ٤٨] يحتمل أن المراد الشرك الأصغر هو الأكبر، وأن يكون الشرك الأصغر لا بد له من توبة، ويحتمل أن المراد ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾ يعني الشرك الأكبر الذي قال الله فيه: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾.
* * *
* طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٧٣) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٧٤) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (٧٥) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٧٦) قُلْ يَا أَهْلَ لْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ﴾ [المائدة ٧٣ - ٧٧].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ﴾ وظني أننا تكلمنا على الآية، ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا﴾ فيها تأكيد؟
* طالب: ثلاثة توكيدات..
* الشيخ: ثلاثة توكيدات.
* الطالب: الأول: القسم المقدر، اللام، و(قد).
* الشيخ: بارك الله فيك، لماذا يؤكد الله تعالى كلامه بالمؤكدات مع أنه عز وجل أصدق القائلين؟
* طالب: (...) أن هذا خبر، والخبر يفيد..
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الله سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئًا وأنه لا يعاقب أحدًا بعقوبة إلا بذنب؛ لقوله ﴿ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا﴾ [البقرة ٦١].
* ومن فوائد الآية التي بعدها: إحجام بني إسرائيل عن النهي عن المنكر؛ لقوله: ﴿كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ﴾ [المائدة ٧٩].
* ومن فوائدها: أن ترك التناهي عن المنكر سبب للعنة الله وطرده وإبعاده، والعياذ بالله، واعلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحتاج إلى شروط:
الشرط الأول: العلم بأن هذا معروف يُؤمَر به وهذا منكر يُنْهَى عنه، فلا يجوز الأمر بما لا يعلم أنه مأمور به ولا النهي عما لا يعلم أنه منهي عنه؛ لما في ذلك من الافتراء على الله، وصد عباد الله عما أحل الله لهم، أو منعهم عما أحل الله لهم.
الشرط الثاني: أن يعلم وقوع هذا المنكر من الشخص المعين؛ لأن الشيء قد يكون منكرًا عند شخص وغير منكر عند آخر؛ فالمسافر يأكل سرًّا وجهرًا في نهار رمضان والمقيم لا يأكل؛ فالأكل منكر في رمضان منكر عند المقيم غير منكر عند المسافر، فلا بد أن يعلم الآمر والناهي أن هذا الشخص بعينه وقع في المخالفة، مع الاحتمال يجب الاستفسار؛ دليله أن النبي ﷺ رأى رجلًا دخل المسجد وجلس وهو يخطب الناس - عليه الصلاة والسلام - فقال له: «أَصَلَّيْتَ؟» قال: لا، قال: «قُمْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا»[[متفق عليه؛ البخاري (٩٣٠)، ومسلم (٨٧٥ / ٥٩) واللفظ له من حديث جابر بن عبد الله.]] فلم ينهه عن المنكر الذي هو الجلوس قبل الصلاة حتى علم أنه لم يصلِّ.
ومن الشروط أيضًا: ألّا يتحول المنكر إلى ما هو أنكر منه؛ فإن تحول إلى ما هو أنكر منه وجب الكف عن النهي؛ لأنك إذا نهيت وأنت تعلم أنه سيتحول إلى ما هو أنكر فمعنى ذلك أنك دعوت إلى فعل الزائد عن المنكر الأول، والزائد عن المنكر الأول منكر، يؤخذ هذا من قوله تعالى: ﴿وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [الأنعام ١٠٨] فتركُ سبِّ آلهة المشركين منكر؛ لأن الواجب سَبُّ الآلهة والتحذير منها والتنفير عنها، لكن إذا لزم منه ما هو أشد نكرًا وجب الكف؛ لقوله: ﴿لَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ﴾؛ فلو رأينا شخصًا يشرب الدخان أمامنا لكن نعلم أننا لو نهيناه عن شرب الدخان لذهب يسرق أموال الناس ويؤذي الناس ويُضايِقُهم فهل ننكر عليه شرب الدخان أو لا؟ لا ننكر.
وكذلك لو علمنا أو غلب على ظننا أننا لو نهيناه عن الدخان لذهب إلى رفقة يشربون الخمر فإننا لا ننهاه دفعًا لأعلى المفسدتين بأدناهما.
كم هذا من شرط؟ ثلاثة شروط، اختلف العلماء في شرطٍ رابع وهو هل يلزم أن يكون الآمر فاعلًا لما يأمر به؟ أو الناهي تاركًا لما ينهى عنه؟
والصواب أن هذا ليس بشرط؛ لأننا لو قلنا لمن يفعل المنكر: لا تنه عنه، لزم من ذلك أن نأمره بمنكرين: ترك الإنكار، وفعل المنكر الذي هو يُمارَس، فنحن نقول: مُرْ بالمعروف وانْهَ عن المنكر وإن كنت تفعل ما تنهى عنه أو تترك ما تأمر به، وربما يكون أمره ونهيه سببًا لالتزامه واستقامته؛ حيث إنه يُوَبِّخ نفسه ويقول: سبحان الله، أنهى الناس عن المنكر وأفعله؟ فيستقيم، وأما قول الشاعر:
؎لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ ∗∗∗ عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ
فمراده أن تجمع بين الأمرين؛ (لا تنه وتأتيَ مثله)، وحتى لو فرضنا إنه غير مُسَلَّم، الإنسان الذي يفعل المنكر ويرى المنكر يجب عليه شيئان؛ الأول ترك المنكر، والثاني النهي عنه؛ فإذا تعذر الأمر الأول نقول: يتعذر الثاني؟ لا، الصواب أنه يجب على الإنسان أن يأمر بالمعروف وإن كان لا يفعله وأن ينهى عن المنكر وإن كان يفعله.
ولكن هذا سيكون يوم القيامة أشدَّ عذابًا؛ لأن حاله كحال المستهزئ بالله عز وجل وأحكام الشريعة، كيف تأمر بشيء لا تفعله؟ كيف تنهى عن شيء وأنت تفعله؟ ما هذا إلا نوع من الاستهزاء والسخرية؛ ولذلك كان أشدَّ عذابًا؛ حيث أخبر النبي عيه الصلاة والسلام «أنه يُؤْتَى بالرجل يوم القيامة فيُلْقَى في النار حتى تَنْدَلِقَ أقتابُ بَطْنِه » -والأقتاب هي الأمعاء- «فيدور عليها كما يدور الحِمار على رَحَاه، فيجتمع عليه أهل النار ويقولون: يا فلان، ما لك؟ أَلَسْتَ تَأْمُرُنَا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: بلى، ولكنِّي آمركم بالمعروف ولا آتِيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه »[[متفق عليه؛ البخاري (٣٢٦٧)، ومسلم (٢٩٨٩ / ٥١) من حديث أسامة بن زيد.]] فيُفْضَح هذه الفضيحة، والعياذ بالله.
وليعلَمْ أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير تغيير المنكر؛ ولهذا جاءت النصوص مطلقة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجاء التغيير مقيدًا بالاستطاعة؛ حيث قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ»[[أخرجه مسلم (٤٩ / ٧٨) من حديث أبي سعيد الخدري.]]؛ لأن هذا -أعني التغيير- لا بد أن يكون من ذي سلطة، كولي الأمر مثلًا ونوَّابه، وكذلك الرجل في أهله يستطيع أن يغير المنكر بيده.
* * *
* طالب: ﴿تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (٨٠) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (٨١) لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ [المائدة ٨٠ - ٨٢].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تبارك وتعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ [المائدة ٧٨] إلى آخره، ذكرنا في هذه الآية بحثًا مهمًا فيما يتعلق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبَيَّنَّا أن المعروف؟
* طالب: المعروف ما أمر به الشرع.
* الشيخ: ما أمر به الشرع؛ إمَّا إيجابًا أو استحبابًا.
طيب، المنكر، يعني أنكره الشارع يعني أيش؟
* طالب: (...).
* الشيخ: نهى عنه إما تحريمًا أو كراهة، ولكن إذا كان كراهة فإنه لا يأثم من لم ينكره، وإذا كان استحبابًا فإنه لا يأثم من لم يأمر به.
اشترطنا لوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شروطًا، الأول منها؟
* طالب: الأول: أن يكون عالمًا بالذي يأمر وينهى.
* الشيخ: عالمًا بالذي يأمر وينهى يعني؟
* طالب: (...).
* الشيخ: يعني أن يعلم أن ما أمر به معروفٌ وأن ما نهى عنه منكر، هذا من ناحية أيش؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: من ناحية الشرع، ولَّا من ناحية الواقع؟
* الطالب: من ناحية الشرع.
* الشيخ: من ناحية الشرع، يعني أن يعلم أن هذا معروف أو أن هذا منكر، الثاني؟
* الطالب: ألَّا يتحول المنكر إلى منكر أكبر منه.
* الشيخ: لا، ودنا نخلص من العلم.
* طالب: شيخ أن يكون المنْكَر فاعلُه منْكَرًا عليه؛ فمن كان مثلًا أفطر في رمضان وهو مسافر فلا ينبغي الإنكار عليه، فينبغي أن نعلم أنه ليس بمسافر بحيث أنه أفطر ولا عذر له.
* الشيخ: يعني بأن يعلم وقوع المنكَر من هذا الشخص بعينه؛ لأن المنكر قد يكون منكرًا عمومًا لكن بالنسبة لهذا الشخص ليس بمنكَر، تمام. الثالث؟
* طالب: ألَّا يتحول المنكر إلى ما هو أنكر منه.
* الشيخ: ألا يتحول إلى ما هو أنكر منه، مثاله؟
* طالب: لو كان إنسان يدخن ونهيناه عن التدخين فشرب الخمر.
* الشيخ: ونحن نعلم أنه إذا ترك التدخين سوف يتحول إلى شرب الخمر فهنا لا ننهاه؛ هل لنا دليل على هذا؟ نعم، الدليل قوله تعالى؟
* طالب: الدليل قول الله تعالى: ﴿وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [الأنعام ١٠٨]
* الشيخ: فنهى عن سبِّ آلهتهم..
* طالب: لأنه يؤدي إلى سَبِّ الله سبحانه.
* الشيخ: إلى سَبِّ الله وهذا أشد من ترك الإنكار عليهم.
مثال آخر لتحول المنكر إلى ما هو أنكر منه غير اللي ذكره من التدخين وشرب الخمر؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: يعني مثل أن نرى جماعة لصوصًا على شرب الخمر، ولو أننا نهيناهم أو منعناهم منه لذهبوا يسرقون أموال الناس ويعتدون على أعراضهم، فهنا نقول: نَدَعُهم على شُربهم الخمر حتى لا يتحولوا إلى ما هو أنكر. الشرط الرابع ما هو؟
* طالب: (...).
* الشيخ: يعني هل يشترط أن يكون الآمر بالمعروف يفعل ما أَمَر به؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: أنه لا يُشْتَرط. هب لنا دليلًا على أنه يجب أن نعلم أن المنكر عليه قد ارتكب المنكر؛ بمعنى أنه إذا كان فيه احتمال ما ننهاه لا ننهاه عن فعله.
* طالب: أن الرسول ﷺ كان يُخْطُب فدخل رجل وجلس فقال: «أَصَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ؟» قال: لا. قال: «قُمْ، وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ»[[متفق عليه؛ البخاري (٩٣٠)، ومسلم (٨٧٥ / ٥٩) من حديث جابر.]].
* الشيخ: أحسنت، هذا واضح جدًّا. هل يجب عليَّ أن أُنْكِر على شخص رأيته يمشي إلى جانب امرأة؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: يعني لا أنكر حتى أعلم أن المرأة أجنبيةٌ منه؛ وكيف الوصول إلى العلم؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: إي نعم، سؤاله، كل إنسان بتسأله ولو كان من أفسق العباد يقول: هذه أختي ولّا أمي ولّا زوجتي، لكن هناك قرائن تدل على أنه مرتكب محرمًا؛ وهل يجوز العمل بالقرائن يجوز؟ ويش الدليل؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: يعني أن الرسول عمل بالقياس، هنا ثلاث قصص، قصة ليوسف، وقصة لسليمان، وقصة للنبي ﷺ غير مسألة القيام.
* طالب: قول الله عز وجل: ﴿إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٢٦) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٧) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَ كُنَّ عَظِيمٌ﴾ [يوسف ٢٦ - ٢٨]
* الشيخ: ويش القرينة؟ ما هي القرينة أنه إذا كان من دبر فهي الكاذبة.
* الطالب: هي التي جذبته إذن..
* الشيخ: جذبته، إذن تمام وإذا كان من قُبُل؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: أن تدافع عن نفسها فانشق قميصه، بارك الله فيك.
طيب، سليمان بن داود؟
* طالب: (...).
* الشيخ: (...) حتى يثبت، الصغرى ولّا الكبرى؟
* طالب: إحداهما.
* الشيخ: إحداهما نعم؟
* الشيخ: الصغرى؛ لأن داود عليه الصلاة والسلام حكم به للكبرى، وسليمان عمل بالقرينة ما وجه القرينة هنا؟
* الطالب: (...) ووجه ذلك أن بقاءه عند غيرها أولى من أن (...).
* طالب: هذا من الرحمة (...).
* الشيخ: أحسنت؛ لأن الصغرى رَحِمَتْه، قالت: لا تَشُقُّهُ هو لها، وهذيك قد أكل ولدها الذئب، اقض عليه ما يهمها، أفهمت.
للرسول عليه الصلاة والسلام؟
* الطالب: (...).
* الشيخ: أسمعتم كلامه؟ «قصة خيبر لما طلب النبي عليه الصلاة والسلام مال حُيَيِّ بن أخطب؛ قالوا: إنه أفنته الحرب، قال: كيف؟ المال كثير والعهد قريب، ثم قال: للزبير بن العوام يعني مسه بعذاب، أمر أن يعذبه حتى أقر»[[أخرجه أبو داود (٣٠٠٦)، وابن حبان (٥١٩٩) والسياق له من حديث عبد الله بن عمر. ]].
فهذا من العمل بالقرائن وهو كثير في السنَّة، وكثير أيضًا في زمن التابعين من القضاة الأذكياء الذين يعملون بالقرائن، وفي كتاب الطرق الحكمية لابن القيم من هذا الباب شيء كثير، انتهى الكلام على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
بقي علينا كيف نأمر وكيف ننهى، هل نأمر بشدة أو نأمر بسهولة؟
نقول: هذا ينبني على حال الشخص؛ فالمعاند ليس كالجاهل الأصلي، الجاهل الأصلي نعامله باللطف واللين والإقناع حتى يَقْبَل الحكم، والمعاند أو المجاهر هذا له حكم آخر؛ يدل لهذا أيضًا وقائع وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ منها قصة الأعرابي الذي بال في المسجد فإن النبي ﷺ كلمه بلطف وقال: «إن هذه المساجد لا يَصْلُح فيها شيء من القَذَر والأذى»[[متفق عليه؛ البخاري (٢١٩)، ومسلم (٢٨٥ / ١٠٠) واللفظ له من حديث أنس بن مالك.]].
ومنها قصة معاوية بن الحكم الذي تكلم في الصلاة مرتين فدعاه النبي صلى الله عليه وعلى وآله وسلم وأخبره «بأن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام الناس»[[أخرجه مسلم (٥٣٧ / ٣٣).]].
«ولما رأى في يد رجل خاتمًا من ذهب أخذه النبي عليه الصلاة والسلام نزعه من يده، ثم رماه ولم يتكلم معه ولما انصرف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قيل: له خذ خاتمك، قال: والله لا آخذ خاتمًا رمى به النبي ﷺ»[[أخرجه مسلم (٢٠٩٠ / ٥٢) من حديث عبد الله بن عباس.]]؛ لأن هذا ليس له عذر؛ فلكل مقام مقال.
هل هناك فرق بين الأمر والنهي والتغيير؟
الجواب: نعم، بينهما فرق، التغيير إنما يكون لمن له سلطة وولاية ولا يُفْتَح لكل أحد من الناس؛ لأنه لو فُتِحَ لكل أحد من الناس لكانت المسألة فوضى ولكان كل إنسان يرى أن هذا منكر ولو كان الفاعل لا يراه منكرًا يقوم ويغيِّر بيده؛ فالتغيير لمن له ولاية وسلطة؛ الأمير في بلده له ولاية وسلطة، والإنسان في بيته له ولاية وسلطة.
لكن في الشارع لا، في الشارع عليه الأمر والنهي فقط، أما الإلزام بمأمور به أو التغيير لمنكر هذا ليس إليه لما يحدث من الفوضى؛ ولهذا قيَّد النبي ﷺ باب التغيير بالاستطاعة قال: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ»[[أخرجه مسلم (٤٩ / ٧٨) من حديث أبي سعيد الخدري.]].
لكن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما قُيِّدَ بالاستطاعة جاء مطلقًا؛ لأنه يكون ممن له ولاية وممن ليس له ولاية.
الدعوة إلى الله هل هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو هي شيء آخر؟
هي شيء آخر، الدعوة واجبة بكل حال سواء رأيت منكرًا أم لم تر، وسواء رأيت تفريطًا في واجب أم لم تر؛ ولهذا قال الله تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ [آل عمران ١٠٤] فبدأ بالدعوة إلى الخير ثم ثَنَّى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فصارت المراتب الآن ثلاثة؛ الأول: الدعوة إلى الخير وبيان المعروف وبيان المنكر، المرتبة الثانية: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، المرتبة الثالثة تغيير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وكثير من الناس لا يَتَفَطَّن لهذا الفرق ويظنُّ أن الدعوة والأمر والنهي والتغيير كلها سواء؛ آخر ما وقفنا عليه؟
{"ayah":"لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِینَ قَالُوۤا۟ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَـٰثَةࣲۘ وَمَا مِنۡ إِلَـٰهٍ إِلَّاۤ إِلَـٰهࣱ وَ ٰحِدࣱۚ وَإِن لَّمۡ یَنتَهُوا۟ عَمَّا یَقُولُونَ لَیَمَسَّنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۡهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمٌ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق