الباحث القرآني
ثم قال الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.
في الآية هذه كلمتان فيهما قراءتان:
الأولى: (هُزُو) بالواو بضم الزاي لا غير ﴿هُزُوًا﴾، ولا يصلح أن تقول: (هُزْوًا)، بل لا بد أن تضم الزاي فتقول: ﴿هُزُوًا﴾.
وبالهمز قراءتان: ﴿هُزُؤًا﴾ و ﴿هُزْءًا﴾ ، فالجميع ثلاث قراءات.
والكلمة الثانية: ﴿وْالْكُفَّارَ﴾، فيها قراءتان: ﴿وَالْكُفَّارِ﴾ ﴿وْالْكُفَّارَ﴾.
فعلى قراءة الجر تكون معطوفة على أيش؟ على ﴿الَّذِينَ﴾ الثانية ﴿مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾، يعني: ومن الكفار.
وعلى الأولى معطوفة على ﴿الَّذِينَ﴾ الأولى، يعني: لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم، ولا تتخذوا الكفار، أفهمتم الآن؟
قال الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾، تأمَّل الآن كم مرت علينا ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ في صفحة واحدة، مما يدل على الاهتمام التام فيما ذُكِر في هذه الآيات، حيث كرَّر الله عز وجل النداء للمؤمنين.
﴿لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا﴾، وذكر أصنافهم.
﴿تَتَّخِذُوا﴾ بمعنى: تُصَيِّروا، وهي تنصب مفعولين؛ المفعول الأول ﴿الَّذِينَ﴾، والمفعول الثاني ﴿أَوْلِيَاءَ﴾، يعني: لا تتخذوهم أولياء، وهي نظير الآية السابقة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ﴾.
وقوله: ﴿الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ﴾ أي: صيَّروه، والدين بمعنى العمل هنا.
وقد جاء لفظ (الدِّين) في القرآن الكريم يراد به الجزاء، ويراد به العمل الذي يجازَى عليه.
مثال الأول: قول الله تبارك وتعالى: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ [الفاتحة ٤]، يعني: يوم الجزاء.
ومثاله أيضًا قوله تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (١٧) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ﴾ [الانفطار ١٧- ١٨].
ويأتي بمعنى العمل كثيرًا، مثل قوله تعالى: ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ [الكافرون ٦]، ومثل هذه الآية، أي العمل الذي تدينون الله به، وترجون عِوَضه من الله، ومنه الدَّين في المعاملات، الاشتقاق واحد، الدَّين في المعاملات دفع شيء لانتظار عوضه.
يقول: ﴿هُزُوًا وَلَعِبًا﴾، يعني جعلوه محل استهزاء يسخرون به بألسنتهم، واعتقدوا بقلوبهم أنه لعب، واللعب هو الذي ليس له هدف، وليس له فائدة، وقالوا: ويش معنى الإنسان يأتي مثلًا يأتي المسجد يتحرك قائمًا وقاعدًا وساجدًا، وما أشبه ذلك، قالوا: هذا لعب، ليس هذا بدين، ويسخرون به.
وقوله: ﴿مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ يعني بهم اليهود والنصارى.
وقوله: ﴿مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ بيان للواقع، وليس تقييدًا؛ لأنه لم يؤتَ أحد الكتاب معنا، ولا بعدنا، وإنما كل الذين أوتوا الكتاب كانوا قبلنا، ولكن المراد بهم هنا كما هي طريقة القرآن: اليهود والنصارى.
وقوله: ﴿وَالْكُفَّارَ﴾، قلنا: فيها قراءتان، يعني: ولا تتخذوا الكفار أولياء سواء اتخذوا دينكم هزوًا ولعبًا، هذا على قراءة؟
* طلبة: النصب.
* الشيخ: اثبتوا، النصب.
على قراءة الجر، يعني: لا تتخذوا الكفار الذين اتخذوا دينكم هزوًا ولعبًا.
وكل من القراءتين مفيدة جدًّا، فهنا نقول: إذا جعلناها بالجر تفيد أن الكفار سوى الكتابيين ممن اتخذوا ديننا أيش؟ هزوًا ولعبًا.
وعلى قراءة النصب تفيد أن نتجنب الكفار، ولا نتولاهم مطلقًا.
لكن فيها إشارة -على قراءة الجر- إلى أن الكفار غير الكتابيين يتخذون ديننا هزوًا ولعبًا، فيجتمع فيهم السخرية منا، واعتقاد أن ديننا لعب، والكفر.
﴿أَوْلِيَاءَ﴾، جمع (وَلِيّ) أي: منصور، تناصرونهم، وتعينونهم، وتتقربون إليهم، وما أشبه ذلك مما يقتضي أن يكونوا أولياء لنا لا أعداء.
ثم قال: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾، ﴿اتَّقُوا اللَّهَ﴾ أي: اتخذوا وقاية من عذابه، وذلك بامتثال أوامره واجتناب نواهيه تقربًا إليه تبارك وتعالى.
ولهذا قال بعضهم في تعريف التقوى: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله.
فجمع هنا بين العمل، والإخلاص، والعلم؛ أن تعمل بطاعة الله؛ عمل، على نور من الله؛ علم، ترجو ثواب الله؛ إخلاص، ما ترجو الدنيا، وأن تترك ما نهى الله، على نور من الله، تخشى عقاب الله.
ولهذا إذا قلنا: إنها اتخاذ وقاية بفعل الأوامر، فلا بد من ملاحظة الإخلاص؛ لأنه إذا لم يكن إخلاص لم تكن طاعة.
وقوله: ﴿إِنْ﴾ -﴿إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ - هذه شرطية من باب التحدي، يعني: إن كنتم صادقين في إيمانكم فلتتقوا الله؛ لأن الصادق في إيمانه لا بد أن يتقي الله، أن يتجنب محارمه، أن يقوم بأوامره، فإن لم يفعل فإيمانه ناقص ضعيف.
هل الشرطية هنا لها علاقة فيما قبلها بحيث نُقَدِّر جواب الشرط ما قبلها؟ قدِّروها الآن: واتقوا الله إن كنتم مؤمنين فاتقوا الله، يستقيم الكلام أو لا يستقيم؟
* طلبة: يستقيم.
* الشيخ: يستقيم، إذن فهي موصولة بما قبلها.
وأحيانًا تأتي الشرطية غير موصولة بما قبلها، مثل قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الجمعة ٩]، هذه الشرطية ليست متعلقة بما قبلها؛ لأنه ينعكس المعنى، لو قلنا: ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، فإن لم تعلموا فليس خيرًا لكم، يستقيم ولّا لا يستقيم؟ لا يستقيم، ولهذا في الآية الثانية التي قرأتها الآن ينبغي للإنسان أن يقف، ﴿ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ﴾؛ لأنك لو وصلت فُهِمَ منه أنه خير إن كنا نعلم، وإن لم نعلم فليس بخير، مع أنه خير على كل حال، لكن معنى هذا: إن كنتم من ذوي العلم فافهموا هذا، هذا معناها إجمالًا.
على كل حال الآية التي معنا: ﴿اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾، نقول: هذا الشرط متعلِّق لما قبله، أي: إن كنتم مؤمنين حقًّا فاتقوا الله؛ لأن الإيمان حقًّا يحمل على التقوى.
* في هذه الآية الكريمة فوائد:
* منها: النهي عن اتخاذ اليهود والنصارى والكفار أولياء، فتكون هذه أعم من الآية السابقة: ﴿لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ﴾؛ لأنه انضمَّ إليهم في هذه الآية الكفار.
* من فوائد هذه الآية الكريمة: الإغراء التام عن اتخاذهم أولياء، وذلك بإثارة الحميَّة والغيرة في قوله: ﴿الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا﴾، يعني: أي إنسان يشعر بأن شخصًا يهزأ به في دينه، ويقول: هذا الدين لعب لا فائدة منه، لا شك إنه سيثور.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إظهار هؤلاء الكفار من أهل الكتاب والكفار، إظهار عداوتهم للإسلام، وأن عداوتهم ظاهرة، حيث كانوا يسخرون بأهله المتمسكين به.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن العلم قد يكون وبالًا على صاحبه، من أين تؤخذ؟ من قوله: ﴿مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾، فإن هؤلاء أُعطُوا العلم، ووُصِفَ لهم الرسول محمد ﷺ في التوراة والإنجيل وصفًا يجعلهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، ومع ذلك لم ينفعهم هذا العلم.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: الحث على التقوى التي من جملتها البعد عن اتخاذ هؤلاء أولياء؛ لقوله: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾.
* ومن فوائدها: أن الإيمان الحقيقي مقتضٍ لأيش؟ للتقوى؛ لقوله: ﴿اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.
فإن قال قائل: هل التقوى خاصة بالله؟ نقول: أما تقوى العبادة فإنها خاصة بالله، ولا يجوز أن نتقى شيئًا على وجه التعبد إلا الله عز وجل.
وأما تقوى ما يُخشَى منه فهذه تكون لله ولغيره، ﴿اتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ﴾ [البقرة ٢٨١]، ﴿يَوْمًا﴾، ومعلوم أنها ليست هذه تقوى عبادة، يعني: لم يأمر الله عز وجل أن نعبد اليوم بالتقوى، لكن هذا اتقاء ما يُخشَى أيش؟ ما يُخشَى منه.
ويقال: اتقِّ شَرَّ مَن أحسنت إليه، هل تقوى عبادة؟ لا، يعني: احذر، واخش، وليست هذه تقوى عبادة.
* طالب: شيخ، بارك الله فيك، عرفنا ولاية الله وولاية رسوله، فما معنى حرب الله وحرب رسوله؟
* الشيخ: نعم، الحرب معناها: إعلان المخالفة.
* طالب: واحدة أم الثنتين اللي في بعض من الله ورسوله.
* الشيخ: يعني: إعلان المخالفة للرسول نوع من المحاربة.
* طالب: يا شيخ، كيف يكون حارب الله ورسوله، الله يهزمه، لكن الرسول ﷺ؟
* الشيخ: الرسول عليه الصلاة والسلام أليس حارب الكفار وهزمهم؟
* الطالب: بلى، وبعد موته؟
* الشيخ: وبعد موته سُنَّته.
* طالب: شيخ، بارك الله فيك، بعض الناس يكون معه شريك في العمل أو ما شابه ذلك يكون كافر، ونسميه صديق عمل، فهل هذا من اتخاذ للولاية له؟
* الشيخ: تكلمنا على كلمة صديق ورفيق، ولّا لا؟
* طالب: بلى.
* الشيخ: تكلمنا عليها، أتذكرونها؟
* الطالب: بلى.
* الشيخ: تكلمنا عليها، وبعضكم فسَّر، وقال: صديق تقال للجنس من البشر، والرفيق لجنس آخر، ما أدري، كأنها في مجلس آخر، كأنها في غير مجلسكم، ما أدري، لكن بالتأكيد أننا تكلمنا عليها، وقالوا: الصديق (...).
ومعلوم أن الذين لم يظاهروا علينا ولم يقاتلونا ليسوا كالمحاربين لنا، فهم يقولون: نحن نجامل معهم في العبارة، ولكن لا نقصد أن معنى كونهم أصدقاء أننا نصدُقُهم.
* طالب: أحسن الله إليك يا شيخ، عبارة: اتق شر ما أحسنت إليه، صحيحة؟
* الشيخ: لا ما هي بصحيحة، حديث يعني؟
* طالب: أقصد معناها.
* الشيخ: والله في بعض الأحيان نعم، إذا أحسنت إليه ربما يقول: هذا خائف مني، ثم يتوطّاك.
* طالب: بالنسبة لمن له أقارب كفار، هل يؤمر بمدافعة الحب الطبيعي، يعني إذا كان أبوه أو ابنه أو أخوه..؟
* الشيخ: لا، من له أقارب كفار فإن الحب الطبيعي لا يؤثر على دينه؛ لأن هذا أمر لا بد منه، ولا يمكن الفرار منه.
* طالب: عفا الله عنك يا شيخ، لماذا مما علمنا من التجربة يا شيخ أن كل إنسان يريد إعزاز نفسه بأي وسيلة من الدين ولّا من خلف الدين أن المولى صرف قلوب العباد عنه، عن محبته هو، وإن ما يحبه إلا لأنه خائف منه، ومنا من راقب الله سبحانه وتعالى، وخاضع نفسه للأمور الشرعية، عز هو بحب الناس، وعزه الله بشيء بيِّن نخافه يا شيخ، هذه لو الناس اتبعوها المصلحة الدينية ما ضاع لهم من الأمور شيء..
* الشيخ: صحيح.
* الطالب: ولا كان الناس ضيَّعوا أمر الله وضيَّعوا الإسلام.
* الشيخ: هذا صحيح، يُذْكَر عن عمر رضي الله عنه أنه قال: «كنا أذِلَّاء فأعزَّنا الله بالإسلام، فمتى طلبنا العزة بغيره أذلَّنا الله»[[أخرجه الحاكم في المستدرك (٢٠٨) من حديث عمر.]].
* طالب: أحسن الله إليك، قلنا: ﴿هُزُوًا﴾ بألسنتهم، و﴿لَعِبًا﴾..
* الشيخ: فيما يعتقدونه.
* الطالب: هذا هو الفرق بين الهزو واللعب؟
* الشيخ: نعم.
* طالب: شيخ، هل يؤخذ من الآية أن من أدوات حزب الشيطان محاربة حزب الرحمن (...)؟
* الشيخ: من علاماتهم، ما فيه شك من علامة حزب الشيطان أن يكون حربًا لحزب الرحمن.
* الطالب: اعتماده على الهزو واللعب في محاربة حزب الرحمن.
* الشيخ: لا، ذكرنا المقصود بذلك: الإغراء، وإثارة الهمم، والغيرة على البعد عن هؤلاء.
* طالب: بارك الله فيكم، ما زالت المسألة لم تثبت، ما وضحت لي؛ مسألة التولِّي، نحن فسرناها فيما أذكر بأنها النصرة.
* الشيخ: نعم، المناصرة.
* طالب: نعم، المناصرة، فهل هذه المناصرة يجب أن تُقْرَن بالمحبة، أو أنها المناصرة ولو بدون محبة، فإن كان أحد الأمرين فماذا يُحمل فعل النبي عليه الصلاة والسلام حينما والى خزاعة بحلفه في الحديبية، وجزاكم الله خيرًا؟
* الشيخ: ويش الإشكال؟
* طالب: نعم، حيث إن النبي عليه الصلاة والسلام عاهدهم على النصرة منهم ومنهم؟
* الشيخ: لا، هو جعلهم حلفاء يساعدونه ويساعدهم، لكن ما يلزم من هذا المحبة، هو يريد أن ينتصر بهم، وهذا مما يدل على أنه يجوز للمسلمين أن يستعينوا بالنصارى إذا دعت الحاجة.
* * *
* طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ﴿وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (٥٨) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (٥٩) قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ﴾.
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، سبق لنا الكلام على قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا﴾.
فما هي الفائدة من قوله: ﴿الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا﴾؟
* طالب: الإغراء والتحذير للمؤمنين بعدم اتخاذهم أولياء.
* الشيخ: إغراء المسلمين بالبعد عنهم وعدم اتخاذهم أولياء؛ لأنهم يستهزئون بدينهم.
﴿الْكُفَّارَ﴾ فيها قراءتان.
* طالب: النصب والجر.
* الشيخ: وجِّهْهُما.
* طالب: ﴿الْكُفَّارِ﴾ (...) فيه عطف على ﴿الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾، والمراد أن اتخاذ الكفار أولياء.
* الشيخ: المهم هذا توجيهها، وعلى النصب؟
* طالب: على (...) الأول، ﴿لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا﴾..
* الشيخ: على الموصول الأول، توجيههما: على قراءة الجر معطوفة على الموصول الثاني، وعلى قراءة النصب معطوفة على الموصول الأول.
قوله: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾، ماذا يفيد قوله: ﴿إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾؟
* طالب: الحث على الإيمان، حتى يحملهم إيمانهم على تقوى الله.
* الشيخ: يعني كالتحدي لهم، يعني: إن كانوا مؤمنين حقيقة فليتقوا الله.
أحيانًا يكون الشرط ليس قيدًا فيما سبق، مثل؟
* طالب: قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الجمعة ٩]
* الشيخ: أحسنت، مثل قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.
ما وجه كونها ليست قيدًا فيما سبق؟
* طالب: لأنها (...).
* الشيخ: لو قلنا بذلك لكان الحضور إلى الصلاة خير إن كنا نعلم، وإن كنا لا نعلم فليست بخير.
{"ayah":"یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ دِینَكُمۡ هُزُوࣰا وَلَعِبࣰا مِّنَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَٱلۡكُفَّارَ أَوۡلِیَاۤءَۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق