الباحث القرآني
ثم قال الله عز وجل: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾ اليهود: أتباع موسى الذين يدعون أنهم متبعون له، والنصارى: أتباع عيسى الذين يدعون أنهم متبعون له، قالوا عن أنفسهم: ﴿نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾، ولا يريدون أنهم أبناء الله بنوة الولادة؛ لأنه ما ادعى أحد منهم ذلك، غاية ما هنالك أن اليهود قالوا: عزير ابن الله، والنصارى قالوا: المسيح ابن الله، لكن الأبناء هنا من باب المبالغة في المحبة والمودة، أي: أننا كأبنائه في مودته لنا وشفقته علينا وإكرامنا وإعزازنا، وما أشبه ذلك.
وعلى هذا فيكون قوله: ﴿وَأَحِبَّاؤُهُ﴾ من باب عطف الصفة الأعم على الصفة الأخص، وإن كان بعض المفسرين قال: إنه من باب عطف المرادف على مرادفه؛ لأن المراد بالأبناء هم الأحبة، لكن ما ذكرناه أولى؛ لأن الأصل في المتعاطفين هو التغاير، والتغاير إما بالذوات، وإما بالأوصاف، فإذا قلنا: ﴿أَبْنَاءُ اللَّهِ﴾، يعني: كأبنائه في الشفقة والحنو والإعزاز، وما إلى ذلك، قلنا: ﴿أَحِبَّاؤُهُ﴾ تكون من باب عطف المعنى العام على المعنى الأخص.
قال الله تعالى مفندًا دعواهم: ﴿قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ﴾، فهنا أبطل الحجة قبل أن يذكر الرد، وهكذا ينبغي في المناظرة أن تبطل حجة الخصم، ثم يؤتى بما يثبت خلاف قوله، هنا قال: ﴿فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ﴾، وهذا يتضمن الشيئين مما ينافي أن يكونوا أحبة وأبناءً:
الأول: أنهم أذنبوا، والأصل في الابن ألا يكون مذنبًا في جانب والده، بل يكون سميعًا مطيعًا له، لا عاصيًا مذنبًا.
الثاني من جهة الأبوة: التعذيب، التعذيب منافٍ لدعواهم أن الله أب لهم أو أنه حبيبهم؛ لأن العادة أن المحب يعفو ويصفح عن حبيبه إذا اعتدى أو أذنب أو ما أشبه ذلك.
فهنا نقض الله تعالى دعواهم بأمرين: الأمر الأول: أنهم أذنبوا، والثاني: أنهم عذبوا، فكيف تقولون: إنكم أحباء له وأنتم تعصونه وتذنبون؟! ثم كيف يكون حبيبًا لكم وهو يعذبكم ﴿فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ﴾؟!
ثم احتج الله عليهم بعد أن أبطل حجتهم فقال: ﴿بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ﴾، و(بل) هنا للإضراب الإبطالي أو الانتقالي؟ الإبطالي، لما قالوا: ﴿نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾ قال: ﴿بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ﴾ كسائر البشر.
والبشر هم بنو آدم، وسموا بشرًا؛ لأن أبشارهم بَادِيَة، بخلاف بقية المخلوقات فإن غالبها أن أبشارها غير بادية، بنو آدم أبشارهم بَادِيَة لحكمة عظيمة؛ ولذلك تجدهم مفتقرين إلى اللباس شتاءً وصيفًا، وحياءً وخجلًا، فأراد الله عز وجل أن يجعل أبشارهم بَادِيَةً حتى يعرفوا أنهم مضطرون إلى ستر هذه العورة، وإلى فعل ما يقوون به أنفسهم من الأذى، إشارة إلى أنهم كما أنهم مستحقون لهذا حسًّا فهم مستحقون له أيضًا معنًى، فليلبسوا لباس التقوى حتى يتقوا به النار، كما يلبسوا لباس الجلود حتى يتقوا بها الأذى. ﴿بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ﴾ أي: من سائر المخلوقات.
ثم قال عز وجل: ﴿يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ﴾ فالأمر إليه، يغفر لمن يشاء أن يغفر له فيوفقه لفعل أسباب المغفرة، وإنما قلنا ذلك؛ لأن لدينا قاعدة مهمة وهي: أن كل فعل قرنه الله بالمشيئة فلا بد أن يكون موافقًا للحكمة؛ لأن مشيئة الله ليست مشيئة مجردة ترجح شيئًا على شيء بدون سبب، وعلى هذا فقوله: ﴿لِمَنْ يَشَاءُ﴾ أي: لمن اقتضت حكمته أن يغفر له، وهو التائب من الذنب.
وكذلك من منَّ الله عليه بالمغفرة بدون توبة، وهو المذكور في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء ٤٨].
﴿وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ﴾ يعذب من يشاء أن يعذبه بأن فعل ما يقتضي التعذيب، وليس الأمر لمجرد مشيئة؛ لأن الله تعالى لا يعذب أحدًا إلا بذنب، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا﴾ [طه ١١٢] لا ظلمًا: بزيادة السيئات، ولا هضمًا: بنقص الحسنات.
وعلى هذا فيكون التعذيب المقرون بالمشيئة مقيدًا بما إذا اقتضت الحكمة أيش؟ أن يعذب، ومن ذلك أنتم أيها اليهود والنصارى، فقد شاء الله تعالى أن يعذبكم، وفعلًا عذبكم بذنوبكم؛ لأنكم عصيتموه.
﴿وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾ هذا تقدم الكلام عليه في الآية التي قبلها، لكن اختلف ختم الآيتين؛ فهناك قال: ﴿وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾؛ لأن المقام مقام رد على الذين قالوا: إن الله هو المسيح بن مريم، أما هنا فالمقام مقام تهديد ووعيد فقال: ﴿وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾ أي: المرجع، لا إلى غيره، وإنما قلت: لا إلى غيره، من أجل تقديم الخبر، وتقديم الخبر يفيد الحصر: إليه المرجع لا إلى غيره، فليست المسألة مسألة دعوى أنكم أبناء الله وأحباؤه، وإنما المسألة مسألة عمل؛ إما سيء، وإما حسن.
* في هذه الآية الكريمة فوائد؛ منها: كذب اليهود والنصارى في دعواهم أنهم أبناء الله وأحباؤه.
* ومنها: أن اليهود والنصارى يقرون بثبوت المحبة لله، فيقولون: ﴿نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾.
وقد أنكر من هذه الأمة صفة المحبة لله وقالوا: إن الله لا يُحِب ولا يُحَب، وفسروا المحبة التي أثبتها الله لنفسه بما لا يدل عليه ظاهر لفظه، قالوا: المحبة هي الثواب أو إرادة الثواب، وفسروها بأحد المعنيين؛ لأن مذهبهم أن الإرادة ثابتة لله، وأن الثواب شيء منفصل عن الله، فهو من جملة المفعولات وليس من جملة الصفات، وهؤلاء من؟ الأشاعرة، يقولون: ما في محبة بين الله وبين العبد، وإنما المحبة هي الثواب أو إرادة الثواب.
اليهود والنصارى قالوا هذا، قالوا: ﴿نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾، فأثبتوا أن الله تعالى يحب وأنهم هم أحبابه.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن اليهود يدَّعون ما يقتضي أن يكونوا خيرًا من هذه الأمة، وجهه: أنهم قالوا ذلك في معرض الرد على رسالة النبي ﷺ، فكأنهم قالوا: نحن أحق بالرسالة منكم أيها العرب ﴿نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾.
* ومن فوائدها: الإشارة إلى ما اشتهر عند بني إسرائيل أنهم شعب الله المختار، ويرون أنهم أفضل العالمين، وأفضل من العرب الذين منهم ظهر الإسلام، وبهم ظهر.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إنكار الله تعالى عليهم هذه الدعوى من وجهين: الوجه الأول: رد ما ادعوه. والثاني: إثبات ما لا يمكن معه هذه الدعوى.
* ومن فوائدها: أنه ينبغي في المناظرة أن تبطل حجة خصمك أولًا، ثم تأتي بما يثبت قولك؛ ولهذا تجد العلماء الذين يذكرون أقوال العلماء –أي: اختلافهم- تجدهم يذكرون أولًا الرد على القول المقابل لأقوالهم، ثم ما يثبت أقوالهم، وهذا كله مبني على القاعدة المعروفة وهي: التخلية قبل التحلية.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن عذاب الله لليهود والنصارى لم ينقطع ولن ينقطع؛ لقوله: ﴿فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ﴾ لم يقل: فلم عذبكم؛ ليستفاد بذلك أن تعذيب الله تعالى لهم مستمر؛ لأن الفعل المضارع يفيد الاستمرار، واليهود معذبون مشردون خاصة؛ لأن دعواهم المحبة والبنوة أعظم من دعوى النصارى، وهم -إن شاء الله- سيعذبون العذاب الأخير على يد المسلمين، وذلك حينما يقتتلون مع المسلمين، فيقتلهم المسلمون، حتى إن اليهودي يختبأ بالشجرة فتنادي المسلم: هذا يهودي فاقتله[[متفق عليه؛ البخاري (٢٩٢٦)، ومسلم (٢٩٢٢ / ٨٢) من حديث أبي هريرةُ.]].
* طالب: هل يمكن أن يقال في قوله تبارك وتعالى: ﴿نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ﴾ أن اليهود أرادوا بذلك حقيقة البنوة وأن منهم ابن لله، مثلًا كما قال الحسن بن أبي الحسن البصري: خطبنا علي، ويقصد أهل الكوفة، وإلا فهو لم يكن موجودًا، وكما نقول نحن: انتصرنا على الكفار يوم بدر، ونحن لم نكن أصلًا موجودين؟
* الشيخ: أما لو كانوا كلهم من ذرية عيسى لا بأس، كلهم من ذرية عزير لا بأس، لكن ليسوا كذلك.
* الطالب: هل من دليل يا شيخ؟
* الشيخ: ما رأيت أحدًا قال بهذا، يعني أنت تريد المعنى: وقالت اليهود: منا أبناء الله، وقالت النصارى: منا أبناء الله، لا.
* الطالب: ﴿نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ﴾ حيث إن عزير (...)؟
* الشيخ: لا، ما أرادوا.
* طالب: ألا يمكن الأخذ من الآية هذه: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾ بعد عدم إنكار الله عز وجل لصفة هذه الدعوى الرد على الأشاعرة؛ فإن الله عز وجل لم ينكر مسألة المحبة وإنما أنكر كونها واقعة عليهم، هل يمكن أن يكون دليل في الرد على الأشاعرة؟
* الشيخ: سبحان الله! إحنا ما قلنا هذا؟
* الطلبة: بلى.
* الشيخ: قلنا: هم يعرفون من صفات الله ما لا يعرفه هؤلاء المنكرون، إذا قلنا: هذا أفضل من يكون دليلًا على هذا.
* طالب: قلت: الأشاعرة قالوا: إن المحبة هي الثواب أو إرادة الثواب، (أو) هنا احترازًا من أي شيء؟ ما فهمت؟
* الشيخ: يعني بعضهم هذا، وبعضهم هذا، بعضهم قال: المحبة هي الثواب، وبعضهم قال: هي إرادة الثواب.
* الطالب: أن إرادة الثواب أو الثواب نفسه من جملة الأفعال؟
* الشيخ: إي نعم، التعليل أنهم فسروا بهذا وبهذا؛ لأنهم قالوا: الإرادة يثبتونها هم، يثبتون أن الله مريد وله إرادة، ويثبتون أن الله خالق وله مخلوق، فالثواب يكون شيئًا مخلوقًا، بائنًا عن الله، مفعولًا من مفعولاته، ليس صفة من صفاته، والإرادة صفة من صفاته وهم يثبتونها.
* طالب: شيخ، هل يمكن أن يؤخذ من قوله تعالى: ﴿نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾ أن الحق يؤخذ ممن جاء به؟
* الشيخ: كيف ذلك؟
* الطالب: لأنه لم ينكر عليهم إثباتهم لصفة المحبة.
* الشيخ: أصلًا ما هي محل جدل حتى نقول: ما أنكروا، محل الجدل أنهم ادعوا هذه الدعوى، ولا شك أن الحق يؤخذ ممن جاء به، وقد مر علينا هذا كثيرًا، وبينا أن الرسول عليه الصلاة والسلام قَبِلَ الحق من الشيطان، والله قَبِلَ الحق من المشركين، والرسول قبله من اليهود أيضًا.
ممن جاء به، وقد مرّ علينا هذا كثيرًا، وبينا أن الرسول عليه الصلاة والسلام قبل الحق من الشيطان، والله قبل الحق من المشركين، والرسول قبله من اليهود أيضًا.
* * *
* من فوائد هذه الآية الكريمة: أن عذاب اليهود والنصارى مستمر كما قلنا.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات الأسباب؛ لقوله: ﴿بِذُنُوبِكُمْ﴾.
* ومن فوائدها: الاحتراز عما يُوهم باطلًا؛ حيث قال: ﴿لِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ﴾، ولم يقل: فلم يعذبكم؛ لأنه لو قالها بدون قرنها ﴿بِذُنُوبِكُمْ﴾ لأوهم أن الله تعالى يُعذِّب بغير ذنب.
* * *
* طالب: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (٢٠) يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ﴾ [المائدة ٢٠، ٢١].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تبارك وتعالى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ﴾.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة السابقة: من قوله تعالى: ﴿بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ﴾ (بل) هنا فسرناها أنها للإضراب الإبطالي.
* فيستفاد منها: أن هؤلاء الذين ادعوا أنهم أبناء الله وأحباؤه هم من البشر، والبشر عند الله سواء، وأكرمهم عند الله أتقاهم.
* ومن فوائدها: إثبات خلق الله عز وجل للبشر، وهذا أمر قد يقول قائل: إنه لا حاجة إليه؛ لأنه أمر معلوم، ولكن الله تعالى قال: ﴿مِمَّنْ خَلَقَ﴾، فبين أن هؤلاء مخلوقون، وأنهم كغيرهم من البشر.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات المغفرة والتعذيب من الله عز وجل لمن شاء، ولكن هل هذا مجرد مشيئة إن شاء غفر، وإن شاء عذّب، أو لا بد من سبب؟
الجواب: الثاني، لا بد من سبب.
وقد تبين لنا قاعدة مهمة أن كل فعل علّقه الله بالمشيئة فإنه تابِع للحكمة؛ إذ ليس لله مشيئة مجرّدة، بل هي مقرونة بحكمته تبارك وتعالى، كما قال الله تعالى: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ [الإنسان ٣٠].
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات المشيئة لله، والمشيئة بمعنى الإرادة الكونية. واعلم أنه ليس فيها انقسام؛ يعني: لا تقسم إلى مشيئة كونية ومشيئة شرعية، بخلاف الإرادة؛ فالمشيئة شيء واحد؛ وهي الإرادة الكونية.
* ومن فوائد الآية الكريمة: اختصاص الله عز وجل بالملك، وأنه لا مالكَ معه. من قوله تعالى؟ أجِب.
* الطالب: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ والْأَرْضِ﴾.
* الشيخ: نعم، ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ﴾، وجه ذلك؟
* الطالب: تقديم الجار والمجرور على.
* الشيخ: الخبر، صح، انفراد الله تعالى بالملك.
فإن قال قائل: إن الله تعالى أثبت لعباده ملكًا في قوله: ﴿أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ﴾ [النور ٦١]، ﴿أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ [النساء ٣] وما أشبه ذلك؟
قلنا: لا سواء بين الملكين، فمُلك الله تعالى عام تام، وملك الآدمي قاصر ناقص؛ ولهذا لا يملك الإنسان أن يتلف ماله مع أنه ماله، لو أراد إنسان أن يحرق ماله، قلنا: ما يمكن، حجرنا عليه ومنعناه؛ لأنه خلاف ما أمر الله به، بل هو ما نهى الله عنه.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن بين السماوات والأرض من المخلوقات العظيمة ما اقتضى أن يكون مقابلًا ومعادلًا للسماوات والأرض، يؤخذ من أين؟ من قوله: ﴿وَمَا بَيْنَهُمَا﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن مرجع الخلائق إلى الله وحده؛ لقوله تعالى: ﴿وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾ يعني المرجع.
{"ayah":"وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ نَحۡنُ أَبۡنَـٰۤؤُا۟ ٱللَّهِ وَأَحِبَّـٰۤؤُهُۥۚ قُلۡ فَلِمَ یُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُمۖ بَلۡ أَنتُم بَشَرࣱ مِّمَّنۡ خَلَقَۚ یَغۡفِرُ لِمَن یَشَاۤءُ وَیُعَذِّبُ مَن یَشَاۤءُۚ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَیۡنَهُمَاۖ وَإِلَیۡهِ ٱلۡمَصِیرُ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق