الباحث القرآني
ثم قال الله تعالى -بدء الدرس الجديد-: ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ [الشورى ٤]، ﴿لَهُ﴾ الضمير يعود على الله، وأنتم تعلمون أنَّ ﴿لَهُ﴾ خبرٌ مقدَّم، والمبتدأ ﴿مَا﴾ في قوله: ﴿مَا فِي السَّمَاوَاتِ﴾؛ لأن ﴿مَا﴾ هنا اسمٌ موصول، والتقدير: له الذي في السماوات، والقاعدة عند البُلَغاء أنَّ تقديم ما حقُّه التأخير يقتضي الحصر والاختصاص، فقوله: ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ﴾ يعني: لا لغيره، كلُّ ما في السماوات والأرض فهو لله رب العالمين.
قال المؤلف: (مُلْكًا وخَلْقًا وعبيدًا). لو بدأ بالخلْق قبل الْمُلك لَكان أحسن؛ لأنَّ الخلْق سابقٌ، وعلى كلِّ حالٍ المسألة ما هي ذات أهمية كبيرة، المهمُّ أنَّ له ما في السماوات (مُلْكًا) يعني أنَّه مالكُ أعيانِها، (وخَلْقًا) يعني أنَّه خالقُها، (وعبيدًا) بالمعنى القَدَري؛ يعني أنَّ ما في السماوات والأرض متذلِّلٌ لله تعالى؛ كما قال عز وجل: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾ [مريم ٩٣].
وقوله: ﴿مَا فِي السَّمَاوَاتِ﴾ جَمَعها، ﴿وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ أَفْردَها؛ لأنَّ السماوات أعظم من الأرض، ولهذا تجيء كثيرًا بلفظ الجمع، وتجيء بلفظ الإفراد كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ﴾ [آل عمران ٥] فإذا جاءت بالإفراد فالمراد الجنس، وإذا جاءت بالجمع فالمراد العدد، والسماوات عددها سبعٌ؛ كما قال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ [المؤمنون ٨٦].
الأرضون لم تأتِ في القرآن إلا مفردةً باعتبار الجنس، ولكن القرآن أشار إلى أنها سبعٌ في قوله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ [الطلاق ١٢]، المِثْلية لو نزَّلتَها على الكيفية يصح ولَّا لا يصح؟
* الطلبة: لا يصح.
* الشيخ: لا يصح؛ لأنَّ السماء أعظم وأوسع، إذَنْ ما بقي إلا أن نُنَزِّلها على الكمِّيَّة، فيكون المعنى: ﴿مِثْلَهُنَّ﴾ يعني أيش؟ في العَدَد؛ سبع أرضين.
وقد جاءت السُّنَّة بلفظ السبع؛ فقال النبيُّ ﷺ: «مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ ظُلْمًا طَوَّقَهُ اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ»[[متفق عليه؛ البخاري (٣١٩٨)، ومسلم (١٦١٠ / ١٣٧) واللفظ له، من حديث سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه بلفظ: «مَن اقتطع شبرًا من الأرض ظلمًا طوَّقه الله إيَّاه يوم القيامة من سبع أرضين».]]، وهذا نصٌّ صريحٌ، وكذلك أيضًا يُروَى عنه عليه الصلاة والسلام أنَّه كان يقول إذا أَقْبلَ على البلد: «اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ، وَرَبَّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ»[[أخرجه النسائي في الكبرى (٨٧٧٥) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.]]، «الْأَرَضِينَ السَّبْعِ» فهي سبع أرضين.
ولكنْ كيف هي سبع أرضين؟ هل المعنى أنها سبعة أقاليم، أو سبع قارَّات، أو ماذا؟
نقول: هي سبعُ أرضين طباقٌ؛ كما أنَّ السماوات سبعٌ طباقٌ كذلك الأرضون سبعٌ طباقٌ، ويدلُّ لهذا أنَّ النبيَّ ﷺ قال: «طُوِّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ»؛ لأنها لو كانت الأقاليم أو القارَّات لَكان الذي يملك قطعةً من الأرض هُنا لا يملكها أيش؟ في المكان الآخَر، لكن الذي يملك قطعةً هنا له ما يملكه على سطح الأرض وله ما تحته إلى الأرض السابعة، ولهذا قال العلماء: الهواء تابعٌ للقرار، والأسفل تابعٌ للأعلى. مثلًا أنا لي بيتٌ مساحته عشرة أمتار في عشرة أمتار، لي في الجو في السماء عشرة أمتار في عشرة أمتار، ما أحد يقدر يطلِّع رَفًّا على ما يُقابل أرضي ولو كان بعيدًا جدًّا، وليس للطائرة أن تمرَّ على أرضي، كذا؟
* طالب: (...).
* الشيخ: لا، كيف لا؟! نعم، لو شئنا لمنعناها، هذه أرضي، لف يمين ولَّا يسار؛ لأنَّ الهواء تابعٌ للقرار.
لكن مسألة الطائرة قد يقول قائل: إنَّ العُرف جرى بأنها لا تُمنَع، ولهذا تمرُّ من عند البلد من فوق البيوت، وربما تُزعج الناسَ بأصواتها ولا أحد يمنعها، ولو أنَّ أحدًا قال: أمنعُها من أن تمرَّ من فوق بيتي، لعُدَّ سفهًا، فالعُرف له أحكامٌ.
وقلنا: مَن مَلَك الأعلى مَلَك الأسفلَ؛ فمثلًا قعر الأرض لي ولَّا ليس لي؟ لي، ولهذا لو أراد إنسان أن يفتح نفقًا تحت أرضي فلي أن أمنعه؟ نعم؛ لأنَّ الأسفل تابعٌ للأعلى.
المهم على كلِّ حالٍ السماواتُ كم؟
* الطلبة: سبعٌ.
* الشيخ: والأرضون؟
* الطلبة: سبعٌ.
* الشيخ: سبعٌ.
﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ (﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ﴾ على خَلْقِه ﴿الْعَظِيمُ﴾ الكبير). نعم، ﴿هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ قَرَن الله بينهما في هذا وفي آية الكرسيِّ.
﴿الْعَلِيُّ﴾ وَزْنها الصرفي (فَعِيل) صفة مشبَّهة، والصفة المشبَّهة تقتضي وصْفَ الموصوف بها دائمًا، أفهمتم الآن؟
(فَعِيل) صفة مشبَّهة، والصفة المشبَّهة أيش؟ تقتضي دوامَ اتِّصاف الموصوف بها، إذَن (العَلِيُّ) وصفٌ لازمٌ لله عز وجل أزلًا وأبدًا، لا يمكن أن يكون خلاف العلوِّ أبدًا، فالعلوُّ إذَن صفة ذاتية.
من أين أخذتَ أنها صفة ذاتية؟
* طالب: (...).
* الشيخ: (فَعِيل) صفة مشبَّهة، والصفة المشبَّهة تقتضي الدوامَ والاستمرارَ، واتِّصافُ المتَّصفِ بها دائمٌ، إذَن العلوُّ صفة ذاتية لله عز وجل لا يمكن بأيِّ حالٍ من الأحوال أنْ يتَّصف بضدِّها.
طيب، العلوُّ هل هو علوُّ الصفة الذي اتَّفقتْ عليه الأُمَّة الإسلامية، أو هو علوُّ الذات الذي أنكره مَن أنكره؟
كلاهما، علوُّ الذات وعلوُّ الصفة؛ أمَّا علوُّ الصفة فإنَّ المسلمين كلَّهم أجمعوا على ذلك، حتى الجهمية والمعتزلة والأشعرية والماتريدية وغيرهم، كلُّهم أجمعوا على ثبوت صفة العلوِّ لله عز وجل، العلو أيش؟ علو الصفة.
ولهذا أقول لكم: المعطِّلة الذين ينكرون الصفات، أتدرون لماذا؟ قالوا: لأنَّنا نُنَزِّه الله؛ لأنَّ ثبوت هذه الصفات يستلزم -على زَعْمهم- النقصَ، فينفونها تنزيهًا لله عز وجل.
إذَن العلوُّ الذي هو علوُّ الصفة ثابتٌ لله بإجماع الأُمَّة ولا أحد ينكره.
علوُّ الذات هذا هو الذي اختلفَ فيه الناس فانقسموا إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
القسم الأول: مَن أنكره، لكنَّه جعل الله تعالى في كلِّ مكان؛ فيقول: الله ليس مكانه خاصًّا في العلو، بل هو في كل مكان. وهذا رأي الجهمية الحلولية، يصرِّحون بهذا، يقولون: لا يمكن أن يكون الله تعالى عاليًا على كلِّ شيء، بل هو في كل شيء؛ إن كنت في المسجد فهو؟
* طلبة: في المسجد.
* الشيخ: في المرحاض؟
* طلبة: في المرحاض.
* الشيخ: فهو في المرحاض، قاتَلَهم الله، وحاشاه من قولهم، ولهم شُبْهة.
القول الثاني عَكْس هذا تمامًا؛ قال: لا يجوز أن نقول: إنَّ الله في مكانٍ لا عالٍ ولا نازل، بل هو سبحانه وتعالى ليس فوق العالَم، ولا تحته، ولا يمينًا، ولا شمالًا، ولا متَّصلًا، ولا منفصلًا، ولا مباينًا، ولا محايثًا، وهلمَّ جرًّا من الأمور السلبية، على عكس الأوَّلين تمامًا.
وإنِّي أسألكم بالله: أين يكون الإله إذا كان يُنفى عن كلِّ هذا؟ يكون عدما، ولهذا قال محمود بن سبكتكين رحمه الله -أحد القُوَّاد المشهورين- وهو يناظر محمد بن فورك أحد المتكلِّمين لَمَّا قال محمد بن فورك: لا داخلَ العالَم ولا خارجه ... إلى آخره، قال له: بيِّنْ لي ما الفرق بين العدم وبين ربِّك الذي تصفه بهذه الصفة؟ ويش الجواب؟ لا فرق.
الثالث: يقولون: إنَّ الله تعالى عالٍ بذاته فوق كلِّ شيء، ولا يحيط به شيءٌ من مخلوقاته، وعلوُّه لازمٌ لذاته، وهو سبحانه وتعالى بائنٌ من خَلْقه؛ بمعنى أنَّه ليس حالًّا فيهم ولا هم حالُّون فيه. وهذا مذهب أهل الحقِّ الذي دلَّ عليه القرآن والسُّنَّة والعقل والفطرة والإجماع، خمسة أدلَّة كلُّها تدلُّ على العلوِّ الذاتي، وهي أيضًا متنوعة؛ يعني دلالة القرآن ليست آيةً واحدةً ولا على وجهٍ واحدٍ، متنوعة، وكذلك في السُّنَّة.
فالقرآن مملوءٌ من إثبات العلوِّ الذاتي لله؛ مثل قوله: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ [الأعلى ١]، ﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ [البقرة ٢٥٥]، ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ﴾ [الأنعام ١٨]، ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ﴾ [السجدة ٥]، ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ﴾ [الملك ١٦]، وأدلَّة لا تُحصَى.
من السُّنَّة أدلَّة قولية وفِعْلية وإقرارية؛ يعني كل أنواع السُّنَّة دلَّتْ على علوِّ الله الذاتي:
أمَّا السُّنَّة القولية فها هو النبيُّ ﷺ يقول في سجوده أيش؟ «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى»[[أخرجه مسلم (٧٧٢ / ٢٠٣) من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.]]، فيُثبت علوَّه.
وأمَّا الإقرارية فإنَّه «سأل الجارية: «أَيْنَ اللَّهُ؟». قالت: في السماء»[[أخرجه مسلم (٥٣٧ / ٣٣) من حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه.]]. فأقرَّها.
وأمَّا الفعلية «فكان يخطب الناسَ يوم عرفة ويقول: «أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟». فيقولون: نعم. فيرفع أصبعه إلى السماء ويقول: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ»[[أخرجه مسلم (١٢١٨ / ١٤٧) من حديث جابر، ولفظه: «وقد تركتُ فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به؛ كتابَ الله، وأنتم تُسألون عني، فما أنتم قائلون؟». قالوا: نشهد أنك قد بلَّغتَ وأدَّيتَ ونصحتَ. فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: «اللهمَّ اشهدْ، اللهمَّ اشهدْ» ثلاث مرات... الحديث.]]. يعني: على هؤلاء الناس، يُشير إلى السماء، وهذه دلالةٌ أيش هي؟
* طالب: فعلية.
* الشيخ: فعلية بالإشارة.
وأمَّا الإجماع فالسَّلَف الذين على رأسهم الصحابة مُجْمِعون على أنَّ الله تعالى فوق كلِّ شيء، مُجْمِعون على هذا إجماعًا قطعيًّا؛ لأنهم كلهم يقولون في سجودهم أيش؟ سبحان ربِّي الأعلى، ولم يُنقل عن واحدٍ منهم أنَّه قال: إنَّ الله ليس في السماء، أبدًا، وعدمُ نَقْل المخالفة لِمَا في الكتاب والسُّنَّة يدلُّ على الإجماع، وهذا طريقٌ واضحٌ بأنَّه إذا لم يَرِدْ عن السَّلَف ما يخالف دلالةَ القرآن فهُم مُجْمِعون على أيش؟ على ما دلَّ عليه القرآن.
أمَّا دلالة العقل فسَلْ نفسَك: أيُّهم أَوْلى: ربٌّ يوصف بما يدلُّ على العدم، أو ربٌّ لا يُنَزَّه عن الأماكن القذرة، أو ربٌّ عالٍ فوق كلِّ شيءٍ، أيهم؟
* الطلبة: الثالث.
* الشيخ: الثالث لا شكَّ.
ثم إنَّ العلوَّ من حيث هو علوٌّ صفةُ كمالٍ، أليس كذلك؟ وإذا كان صفةَ كمالٍ فقد أثبتَ الله لنفسه كلَّ صفةِ كمالٍ كما قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى﴾ [النحل ٦٠]، هذه الدلالة عقلية.
بقينا دلالة فِطْرية، أيضًا الفِطْرة دلَّت على علوِّ الله؛ الإنسان بفِطْرته قبل أن يتعلَّم أين يتصوَّر الله عز وجل؟ في العلوِّ. ولهذا تجد الإنسانَ الذي لم يقرأ هذا البحثَ؛ عامِّي، إذا أراد أن يدعو الله أين يروح؟ إلى السماء. ولهذا قال أبو العلاء الهمداني رحمه الله لإمام الحرمين الجويني وهو يقرِّر -الجويني عفا الله عنه ولعلَّه تاب فتاب الله عليه- يقرِّر إنكارَ العلوِّ؛ يعني إنكار الاستواء على العرش (...)، ويقول: إنَّ الله تعالى كان ولم يَكُنْ شيءٌ قبله، وهو الآن على ما كان عليه. ماذا يريد؟ أنْ يُنكر الاستواءَ على العرش والعلوَّ أيضًا، فقال له أبو العلاء الهمداني رحمه الله: يا أستاذ دَعْني من ذِكْر العرش والاستواء على العرش، أخبِرْنا عن هذه الفطرة؛ ما قال عارفٌ قطُّ: يا الله، إلا وجد من قلبه ضرورةً بطلب العلو. سبحان الله! أليس الأمر كذلك؟ ما قال عارفٌ، والعارف يُطلَق على الصوفي عندهم، لكن المراد هنا ما هو أعمُّ، ما قال عارفٌ قطُّ: يا الله، إلا وجد من قلبه ضرورةً بطلب العلوِّ. جعل يَلْطم على رأسه: حيَّرني، حيَّرني، حيَّرني. ليش؟ لأنَّه عجز عن الإجابة. هذه دلالةٌ فطريةٌ ما يمكن لأحدٍ أن يُنكرها، فالحمد لله الذي هدانا لهذا.
إذَن علوُّ الله عز وجل ينقسم إلى قسمين: علو ذاتي، وعلو وصْفي. الثاني لم تختلف الأُمَّة الإسلامية فيه، والأول -العلو الذاتي- انقسموا فيه إلى ثلاث فِرَق، والفرقة الناجية -جعلني الله وإيَّاكم منهم- هم الذين أثبتوا عُلُوَّه بذاته جل وعلا فوق كلِّ شيء، ما فيه شيء يُحاذِي اللهَ عز وجل، كلُّ الخلْق في قبضته، كلُّ الخلْق ليس عنده بشيء، إذا كانت السماوات السبع والأرضون السبع بالنسبة للكرسي كحلقةٍ أُلقِيتْ في فلاةٍ من الأرض، السماواتُ السبعُ على عِظَمها وسَعَتها والأرضون السبعُ بالنسبة للكرسي كحلقةٍ أُلقِيتْ في فلاةٍ من الأرض، الحلقة: حلقة الْمِغْفَر، حلقة الْمِغْفَر ضيِّقة، أُلقِيتْ في فلاةٍ من الأرض، أخبِروني ماذا تشغل هذه الحلقة من هذه الفلاة؟
* الطلبة: (...).
* الشيخ: نعم، لا شيء. قال النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «وَإِنَّ فَضْلَ الْعَرْشِ عَلَى الْكُرْسِيِّ كَفَضْلِ الْفَلَاةِ عَلَى هَذِهِ الْحَلْقَةِ»[[أخرجه ابن حبان (٣٦١) من حديث أبي ذرٍّ رضي الله عنه، ولفظه: «وفضْل العرشِ على الكرسيِّ كفضْل الفلاةِ على الحلقة».]]. إذَنْ ويش يكون الكرسي بالنسبة للعرش؟ لا شيء.
والربُّ عز وجل فوق ذلك، فهو سبحانه وتعالى فوق كلِّ شيءٍ، لا شيء يُحاذيه، كلُّ المخلوقات تحته سبحانه وتعالى، وهو فوق كلِّ شيء.
إذَنْ أثبتنا هذا العلو وأَطَلْنا فيه لأنَّه مُهِمٌّ، ولأنَّه يوجد الآن مَن ينكره -نسأل الله العافية- ولا شكَّ أنَّ هؤلاء قد أزاغ الله قلوبَهم، وإلا فلو رجعوا إلى فِطْرتهم، الفِطْرة فقط، لَعَلِموا أنَّ الله تعالى فوق كلِّ شيءٍ وأنَّ ذلك من كماله.
وقوله رحمه الله: (﴿الْعَلِيُّ﴾ على خلقه). لا نستطيع أن نقول: إنَّ المؤلف أنكر العلوَّ الذاتيَّ، ولا نستطيع أن نقول: إنه أَثْبتَه قطعًا؛ لأنَّ (﴿الْعَلِيُّ﴾ على خلقه) يحتمل العلي عليهم بالسلطان والسيطرة فيكون علوًّا أيش؟ وَصْفِيًّا، ويحتمل أنه علا عليهم بذاته. فعلى كلِّ حالٍ لا يجوز لنا أن نرمي المؤلف بأنه أنكر العلوَّ ولا أن نشهد بأنَّه أَثْبتَه؛ لأنَّ المؤلف رحمه الله من الأشاعرة، فلا ندري، لكنَّنا يجب علينا إذا سَمِعْنا كلامًا من إخواننا المسلمين يمكن أن يكون له محملٌ صحيحٌ أن نحمله أيش؟ على المحمل الصحيح ما لم توجد قرينةٌ تمنع ذلك، وإلَّا فالأصل إذا سمعتَ من أخيك كلمةً فاحمِلْها على المعنى الصحيح، حتى لو أنَّك سمعتَ كلمةً وقلتَ: هذا الرجل يسخر بي -مثلًا- أو يستهزئ، لا تحمِلْها على هذا، احمِلْها على المعنى الحق.
وأمَّا ﴿الْعَظِيمُ﴾ فيقول رحمه الله: (الكبير). وفي هذا نظر؛ لأنَّ الكبير غير العظيم؛ العظيم يعني ذو العَظَمة، وعظمة الشيء أو عظمة العظيم تعني قوَّة السلطان، قوَّة العلم، قوَّة أيِّ شيء يحتمل من المعاني فهو داخل في كلمة (العظيم).
* من فوائد قوله تبارك وتعالى: ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ عموم مُلك الله سبحانه وتعالى؛ لقوله: ﴿مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾؛ لأنَّ ﴿مَا﴾ اسمٌ موصولٌ يفيد العموم.
* ومن فوائدها: أنَّ ذلك مختصٌّ بالله لا يشاركه فيه أحد؛ وذلك بتقديم الخبر، والقاعدة البلاغية أن تقديم ما حقُّه التأخير يفيد الحصر والاختصاص.
فإن قال قائل: يَرِدُ على قولكم هذا أنَّ الله تعالى أثبتَ للإنسان الملْك فقال: ﴿إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُم﴾ [المؤمنون ٦]، وقال: ﴿أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ﴾ [النور ٦١]، وما أشبه ذلك.
فالجواب: أنَّ ملْك الإنسان للشيء ليس ملكًا مطْلقًا ولا ملكًا عامًّا؛ فهو ليس ملكًا مطلقًا إذْ إنَّ الإنسان لا يملك أن يتصرَّف في ماله كما شاء؛ لو أراد أن يحرق ماله فهل له ذلك؟ لا، ليس له ذلك، ولو أراد أن يستعمله في الحرام لم يكن له ذلك. وليس أيضًا عامًّا فملْك كل إنسانٍ منَّا خاصٌّ به؛ أنت لا تملك مالي وأنا لا أملك مالَك.
مُلك الله عز وجل مطلقٌ عامٌّ، فظهر الفرق بين مُلك الربِّ عز وجل ومُلك المخلوق، وحينئذٍ لا معارضة. واضح يا جماعة؟
* من فوائد الآية الكريمة: إثبات عدد السماوات؛ حيث جاءت بالجمع، وقد بيَّن الله تعالى في موضعٍ آخَر أنها سبع سماوات. أمَّا الأرض فجاءت في القرآن مفردة، لكن الله أشار إلى أنها جمعٌ في قوله: ﴿وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ [الطلاق ١٢].
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات علوِّ الله عز وجل في قوله: ﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ﴾.
* ومن فوائدها: أنَّ العلوَّ صفةٌ لازمةٌ ليست من صفات الأفعال التي إن شاء فَعَلها وإن شاء لم يَفْعلها؛ وجه الدلالة يا إخوان أنَّ العليَّ صفةٌ مشبَّهةٌ، والصفة المشبَّهة تفيد الثبوت وعدم التحوُّل.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: عموم علوِّ الله عز وجل الشامل لعلوِّ الذات وعلوِّ الصفة.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات عظمة الله سبحانه وتعالى؛ لقوله: ﴿الْعَظِيمُ﴾.
* ومن فوائدها: إثبات هذين الاسمين لله عز وجل: ﴿الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾، واعلمْ أنَّ كلَّ اسمٍ من أسماء الله فإنَّه دالٌّ على صفة، وليس كلُّ صفةٍ يُشتقُّ منها اسمٌ، وحينئذٍ يتبيَّن أنَّ الصفات أوسع من الأسماء؛ لأنَّ كلَّ اسمٍ متضمِّن لصفة، وليس كلُّ صفةٍ يُشتقُّ منها اسم؛ فمثلًا مِن صفات الله تبارك وتعالى المكر بِمَن يستحقُّ المكر، وهل يجوز أن نشتقَّ من هذه الصفة اسمًا من أسمائه؟ لا، لا يجوز؛ لأنَّ باب الصفات أوسع. من صفات اللهِ الصَّنعُ؛ ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [النمل ٨٨]، هل يمكن أن نشتقَّ من ذلك اسمًا لله هو الصانع؟ لا، وعلى هذا فقِس.
ثم اعلمْ أنَّ دلالة الصفة على مدلولها تنقسم إلى ثلاثة أقسام: دلالة مطابَقة، ودلالة تَضَمُّن، ودلالة التزام. فدلالة الاسم على جميع معناه تُسَمَّى دلالة مطابَقة، وعلى جزئه دلالة تَضَمُّن، وعلى لازمِه دلالة التزام.
فأنواع الدلالة ثلاثة: مطابَقة، وتَضَمُّن، والتزام؛ فإنْ دلَّ اللفظ على جميع معناه فهو مطابَقة، وعلى جزئه تَضَمُّن، وعلى شيءٍ خارجٍ لازمٍ دلالة التزام.
ونحن نمثِّل لكم الآن بالمحسوس والمعقول؛ إذا قلتَ: هذه دارٌ، أو: هذا بيتٌ، دلالته على جميع ما أدخلَ السور أيش؟
* الطلبة: مطابقة.
* الشيخ: دلالة مطابقة؛ يعني يشمل الحُجَر، وهي الغُرَف الأسفل، ويشمل الغُرَف التي في الدور الثاني والثالث، وهلمَّ جرًّا، نسمِّي هذه دلالة مطابقة. ودلالة هذا اللفظ على الصالة، وعلى المطبخ، وعلى المعشَّى، وما أشبه ذلك؛ على واحدٍ منها، دلالةُ تضمُّن؛ لأنَّه يدلُّ على جزء المعنى. ودلالته على بانٍ بناه دلالة التزام؛ لأنَّه لا يمكن أن يوجد بيتٌ إلا ببانٍ. هذا مثالٌ في المحسوس، واضح؟
أنا الآن معي هذا القلم دلالته على غطاه وعلى أصله؟
* الطلبة: مطابقة.
* الشيخ: طيب، ودلالته على واحدٍ منها؟
* الطلبة: تضمُّن.
* الشيخ: تضمُّن. ودلالته على أنَّ هناك مَن صَنَعه؟
* الطلبة: التزام.
* الشيخ: دلالة التزام، هذه الدلالة.
نأتي على أسماء الله عز وجل، نقول: من أسماء الله تعالى (الخالق) أليس كذلك؟ الخالق البارئ المصوِّر.
(الخالق) دلالته على الذات الإلهية وعلى الصفة التي هي الخلْق جميعًا دلالة مطابقة، ودلالته على الذات وحدها أو على الخلْق وحده دلالة تضمُّن، ودلالته على العلم والقدرة -لأنَّه ما مِن خالقٍ إلا وهو عالِمٌ، وما مِن خالقٍ إلا وهو قادر- هذه دلالة التزام.
أمَّا النوعان الأوَّلان: دلالة المطابقة والتضمُّن، هذه لا تُشْكل على أحد، كلُّ طالبِ علمٍ يمكن أن يعرف، وأمَّا دلالة الالتزام فهي التي تخفى على كثيرٍ من الناس، ولذلك يختلف فيها العلماء اختلافًا كثيرًا.
وهنا نسأل: هل دلالة الالتزام لازمةٌ في كلِّ قولٍ، أو فيما قال الله ورسوله؟
الجواب: الثاني؛ لأنَّ دلالة الالتزام قد ينكرها مَن تكلَّم بالكلام، فمثلًا نقول: الجهمية يقولون: إنَّ الله في كلِّ مكان. مِن لازم قولهم أن يكون أيش؟ في الحشوش والأماكن القذرة، هم لا يلتزمون بهذا، لو التزموا بهذا لَكفروا على طول، ولا أحد يشكُّ في كفرهم، لكن لا يلتزمون بهذا،
ولذلك عبَّر العلماء عن هذه المسألة: هل لازمُ القولِ قولٌ أو لا؟
نقول: أمَّا قول الله ورسوله فلازِمُهما حقٌّ ومِن قول الله ورسوله، وأمَّا غيرهما فلا؛ لأنَّه يحتمل إذا ألزمْناه به ألَّا يلتزم، ويحتمل إذا ألزمْناه به أن يَدَع قولَه لئلَّا يَلزم منه هذا اللازم الباطل، ويحتمل أنَّه حين تكلَّم لم يطرأْ على باله هذا اللازم.
على كلِّ حالٍ -بارك الله فيكم- نحن نقول: أهمُّ شيءٍ عندي .. هذه يعني ظهرتْ مني انسيابًا، وإلَّا فيها صعوبة شوي عليكم.
لكن إني أقول الآن: أسماء الله تعالى تدلُّ على الذات العليَّة؛ على ذات الله، وعلى أيش؟ وعلى الوصف الذي تضمَّنه هذا الاسم؛ فـ(العليُّ) يدلُّ على الربِّ عز وجل وعلى صفة العلو، (العظيم) كذلك يدلُّ على الربِّ وعلى صفة العظمة.
* طالب: إثبات (...).
* الشيخ: الاسم والصفة، هذا لا بدَّ في كلِّ اسم.
* الطالب: الأثر يعني.
* الشيخ: الأثر يعني الذي يترتَّب على هذا.
* الطالب: الاسم (...).
* الشيخ: لا، يكون مقتضى الاسم.
* طالب: (...).
* الشيخ: لا، ما هو بكلِّ اسم؛ عندنا (الحي) ما فيه أثر، (الحي) وصفٌ لازمٌ لذاته ما يتعدَّى، لكن إذا قلت: (البصير)، (السميع)، هذا يتعدَّى؛ يتعدَّى إلى المسموع في (السميع) وإلى المبصَر في (البصير)، فالضابط أنَّ الذي لا بدَّ فيه من الإيمان بالأثر هو الاسم المتعدِّي.
* طالب: (...)؟
* الشيخ: لا، هذا داخل في قولنا: علو الصفة؛ إذا قلنا: علو الصفة، شَمِل علوَّ القَدْر وعلوَّ القهر وجميعَ أنواع العلوِّ؛ يعني هذا أعمُّ، وإلا بعض العلماء يقول: إنَّه ثلاثة أقسام: علوُّ الذات، وعلوُّ القَدْر، وعلوُّ القهر. لكن إذا قلنا: علوُّ الذات وعلوُّ الصفة، صار أشمل وأعمَّ.
* طالب: (...)؟
* الشيخ: الظاهر -والله أعلم- أنَّ الأرض التي ينتفع بها الخلْق ويكون لهم فيها مصلحة -والمراد الإنس- هي أرضٌ واحدةٌ، هذا الظاهر والله أعلم.
* طالب: (...).
* الشيخ: إي نعم، أحسنت، هذا إشكال جيِّد، يقول: إذا قلنا: الهواء تابع للقرار، والأسفل تابع للأعلى، يوجد مساجد الآن أعلاها مسجدٌ وأسفلها دكاكين، هذه أصلُ وضعِ الإنسان لها أنَّه وضع هذه دكاكين وهذه مسجدًا، كما أنَّه يوجد الآن بعض العمارات يكون أسفلها مملوكًا لزيد، والذي فوقه لعمرو، واللي فوقه لخالد، موجود هذا، لكن إذا كان الأرض اللي تحته ما مَلَكها واحد فهي له؛ لأنَّ العمارات هذه على حسب ما صرَّفَها مالكُها، يجعل الجهة هذه مسجدًا صارت مسجدًا، وإذا جعل هذه مساكن صارت مساكن.
* طالب: (...) سطح البيت.
* الشيخ: لا، أحيانًا تكون أرضًا وأحيانًا تكون سطحًا.
* طالب: (...)؟
* الشيخ: ما يجوز؛ يعني لو كان هذا مسجدًا مثل المسجد الذي نحن فيه الآن، لو أراد أحد يعمر فوقه شيئًا قلنا: لا، ما يجوز.
* * *
هذا يسأل يقول: إذا كان الرجل مبتدعًا وأتى بكلامٍ يحتمل أنَّه على مذهب السلف أو على مذهب الخلف، فهل نحمله على أنه على مذهب السلف؟
نحن ذكرنا قبل قليلٍ أنَّه ما لم يوجد قرينة، فإنْ وُجِد قرينة ما نحمله على المعنى الصحيح، نحمله على ما نعلم من حال الرجل، ولهذا يقول بعضهم -أظنُّه البلقيني- يقول: استخرجتُ اعتزاليَّات الكشاف بالمناقيش.
الكشاف تفسيرٌ للزمخشري، تفسيرٌ جيِّد في الواقع، من حيث اللغة ومن حيث المعنى جيِّد، ويتكلَّم أحيانًا على الأمور الفقهيَّات، وكلُّ مَن بعده رأيناه يستسقي منه فيما يتعلَّق بالبلاغة والإعراب مثل أبي السعود وغيره، لكنَّه معتزليٌّ بحت، ويذمُّ أهلَ السُّنَّة ويسمِّيهم الحشوية، تجد في كلامه أشياء تقول: هذه جيِّدة، هذا كلامٌ من أحسن ما يكون؛ كما في قول الله تعالى: ﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾ [آل عمران ١٨٥] قال: أيُّ فوزٍ أعظمُ مِن أن يُزَحزح عن النار ويدخل الجنة؟!
كلامٌ إذا سمعتَه ماذا تقول؟ هو كلام طيِّب، ما فيه فوزٌ أعظم من هذا، لكنَّه يُشير إلى نفي رؤية الله؛ لأنَّه من المعلوم أنَّ الله سبحانه وتعالى جعل رؤيتَه زيادةً على نعيم الآخرة؛ ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس ٢٦]. هو يقول: أيُّ فوزٍ أعظم من أن يُزحزَح عن النار ويدخل الجنة؟! الجواب من كل واحد سيقول: لا شيء، لا فوز أعظم من هذا. لكنْ هو يُشير إلى إنكار رؤية الله عز وجل، مَن يدري هذا؟! لولا أنَّنا عرفْنا من مذهب الرجل أنَّه معتزليٌّ ينكر رؤيةَ الله عز وجل لَكُنَّا نقول: لا يجوز أن نتَّهمه؛ لأنَّ مَن دخل الجنة فسوف يرى الله عز وجل.
{"ayah":"لَهُۥ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِیُّ ٱلۡعَظِیمُ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق