الباحث القرآني
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
نبتدئ الدراسة الصيفية الصباحية في مسجد الجامع الكبير في عنيزة هذا اليوم السبت، الأول من ربيع الأول، نسأل الله تبارك تعالى أن يرزقنا وإياكم علمًا نافعًا وعملًا صالحًا متقبلًا ورزقًا طيبًا واسعًا، وكما سيكون بين أيديكم إن شاء الله جدول سوف نسير عليه بإذن الله، نسأل الله التوفيق، نبدأ الآن في التفسير، القارئ مَنْ؟ مَنْ أَحسنكم قراءةً وصوتًا؟
سَمِّ بالله ﴿إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾.
* الطالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ﴾.
* الشيخ: الأحسن أن تقف.
* الطالب: ﴿إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (٤٧) وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (٤٨) لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (٤٩) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ﴾ [فصلت ٤٧ - ٥٠].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تبارك وتعالى: ﴿إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ هذا هو درس التفسير -أي: تفسير كتاب الله عز وجل- وليُعلم أن أولى ما يُعتَنى به في معرفة معناه هو كتاب الله عز وجل؛ لأنه أصدق الكتب وأحكمها وأنفعها للقلب والجوارح؛ «ولأن هذا دأب الصحابة رضي الله عنهم فقد كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل، فتعلموا القرآن والعلم والعمل جميعًا»[[أخرجه الطحاوي في المشكل (١٤٥٢) عن أبي عبد الرحمن السلمي.]].
والطريقة الْمُثلى للتفسير: أن يُفسَّر القرآن بالقرآن؛ لأن تفسير القرآن بالقرآن هو تفسير ممن أنزله تبارك وتعالى وهو أعلم بمراده فيُفسَّر القرآن بالقرآن، فإن لم يكن فبالسنة، فإن لم يمكن فبأقوال الصحابة ولا سيما المشهورون منهم بالتفسير كابن عباس رضي الله عنهما وابن مسعود، فإن لم يمكن فهل نرجع إلى أقوال التابعين في هذا أو لا؟ أما من عُرِف بالأخذ عن الصحابة رضي الله عنهم فلا شك أن قوله راجح على غيره لكنه غير مُلزم، ثم بعد هذا يُؤخذ تفسير القرآن من تفسير الأئمة المشهود لهم بالعلم والإيمان، وقد تناول الناس تفسير القرآن، فمنهم من فسَّره بما ذكرنا، ومنهم من فسره برأيه، وحمل الآيات على ما يعتقده من مذهب ضال، فكان مستحقًّا لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»[[أخرجه الترمذي (٢٩٥٠) من حديث ابن عباس.]]؛ ولهذا يجب عليك أن تتدبر معنى القرآن قبل أن تحكم حتى لا يكون القرآن تابعًا لحكمك.
ثم إن الإنسان ينبغي له أن يفكر أولًا في معنى الآية بنفسه ويتدبر ويتأمل، فإذا انقدح في ذهنه معنىً من المعاني فليرجع إلى كلام العلماء لئلا يكون أخطأ، ولا يكون إمعة يراجع ويقول ما قال الناس لا، عليه أولًا أن يتدبر، فإذا انقدح في ذهنه معنًى من المعاني فليرجع إلى كلام العلماء لئلا يكون ضالًّا في هذا الفهم.
أما كونه ليس له هم إلا أن يراجع كتب التفسير فهذا لا بد أن تكون معرفته في القرآن ناقصة، نحن تكلمنا فيما تكلمنا فيه مما سبق من تفسير القرآن حتى انتهينا إلى قول الله تبارك وتعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (٤٦) إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ [فصلت ٤٦، ٤٧].
﴿إِلَيْهِ﴾ أي إلى الله وحده، وإنما قلنا: (وحده)؛ لتقديم المعمول، وتقديم المعمول يفيد الحصر، وذلك أن المعمول مكانه أن يكون بعد العامل، فإذا تقدم فإنه يكون من باب تقديم ما حقه التأخير، والقاعدة اللغوية البلاغية (أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر)، وعلى هذا فقوله: ﴿إِلَيْهِ يُرَدُّ﴾ نقول: المعنى: إليه لا إلى غيره، ومن أين أخذنا هذا النفي (لا إلى غيره)؟ مِنْ تقديم المعمول؛ لأن المعمول حقه أن يكون بعد العامل، فإذا قُدِّم كان هذا من باب تقديم ما حقه التأخير، وتقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر، هذه قاعدة لغوية بلاغية.
﴿يُرَدُّ﴾ أي يُرجع ﴿عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ قال المفسر: (متى تكون) ثم قال: (لا يعلمها غيره) أخذ هذا الحصر (لا يعلمها غيره) من تقديم المعمول وهو ﴿إِلَيْهِ﴾.
وهذا لا شك فيه أنه لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله سبحانه وتعالى؛ ولهذا قال الله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي﴾ [الأعراف ١٨٧] يعني ما علمها إلا عند ربي ﴿لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ﴾، وقال النبي ﷺ وقد سأله جبريل: أخبرني متى الساعة؟ قال: «مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ»[[متفق عليه؛ البخاري (٥٠)، ومسلم (٩ / ٥) من حديث أبي هريرة.]]. يعني أنه لا علم عندي كما أنك أنت ليس عندك علم، وعلى هذا فمن ادعى علم الساعة فهو كاذب لا شك فيه، ثم هو كافر أيضًا؛ لأنه مكذب للقرآن والسنة.
﴿إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا﴾. قوله: ﴿وَمَا تَخْرُجُ﴾ قد يتراءى للإنسان أن (ما) اسم موصول يعني: ويرد إليه عِلْم ما تخرج من ثمرات من أكمامها، لكن هذا وهم، وعلى هذا فنقول: (ما) نافية.
(﴿﴿وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَة﴾ ﴾ وفي قراءة ﴿ثَمَرَاتٍ﴾ ) المؤلف فسر على قراءة ﴿﴿ثَمَرَة﴾ ﴾ مفردة والقراءة التي بين أيدينا في المصحف: ﴿مِنْ ثَمَرَاتٍ﴾، واعلم أن للمؤلف رحمه الله اصطلاحًا وهو أنه إذا قال: (وفي قراءة). فهي سبعية، وإذا قال: (وقُرئ). فهي قراءة شاذة ليست من السبع، هذا اصطلاح الجلالين رحمهما الله.
إذن (في قراءة: ﴿ثَمَرَاتٍ﴾ )، القراءة هذه سبعية؛ يعني أنها ثابتة تجوز القراءة بها في الصلاة، وتكون حجةً في الأحكام الشرعية وفي الأخبار العلمية، أما على صيغة الجمع فواضح ﴿مِنْ ثَمَرَاتٍ﴾ كل الثمرات، وأما على صيغة الإفراد فهي أيضًا تفيد العموم؛ لأن ثمرة نكرة في سياق النفي مؤكدًة بـ(من) الزائدة فتشمل جميع الثمرات، وعلى هذا فلا اختلاف في المعنى بين ثمرات وثمرة.
(﴿﴿وما تخرج من ثمرة﴾ ﴾ وفي قراءة: ﴿ثَمَرَاتٍ﴾، ﴿مِنْ أَكْمَامِهَا﴾ أوعيتها) الأكمام الأوعية يقول: (جمع (كِمٍّ) -بكسر الكاف- إلا بعلمه)، الأكمام هي أوعية الطَّلع فهذا معروف في النخل، وكذلك معروف في الأزهار تجد الزهرة عليها غلاف يُسمَّى هذا كِمّ، فما تخرج من ثمرة من كِمِّها إلا بعلم الله عز وجل، أي ثمرة تكون صغيرة أو كبيرة مأكولة أو غير مأكولة فهي بعِلم الله عز وجل.
ووجه كونها بعلمه أن هذه الثمرات مخلوقة لله، وكل مخلوق لله فهو معلوم له؛ لقول الله تعالى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك ١٤]، فأنت متى أقررت أن الله خالق هذه لزِم من إقرارك أن يكون الله عالمًا بها؛ لأنه لا يمكن أن يخلقها وهو لا يعلم؛ ولهذا استدل الله لذلك بدليل عقلي: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾، ﴿وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ﴾ ﴿وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى﴾ أي أنثى من بني آدم أو من الحيوان، أي أنثى ما تحمل ولا تضع إلا بعِلم الله عز وجل، فابتداء الحمل معلوم عند الله، ووضعه كذلك معلوم عند الله تبارك وتعالى. نرجع إلى قوله: ﴿مِنْ أُنْثَى﴾ وإلى قوله: ﴿﴿مِنْ ثَمَرَة﴾ ﴾ الإعراب: ﴿مِنْ﴾ حرف جر..
وعلى هذا فلا اختلاف في المعنى بين (ثمرات) و(ثمرة) ﴿﴿وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَةٍ﴾ ﴾ وفي قراءة: ﴿ثَمَرَاتٍ﴾ ﴿مِنْ أَكْمَامِهَا﴾ [فصلت ٤٧] (أوعيتها). الأكمام: الأوعية، يقول: (جمع كِمّ بكسر الكاف إلا بعلمه) الأكمام هي أوعية الطلع، فهذا معروف في النخل، وكذلك معروف في الأزهار، تجد الزهرة عليها غلاف يسمى هذا (كِمّ)، فما تخرج من ثمرة من كِمِّها إلا بعلم الله عز وجل، أي ثمرة تكون صغيرة أو كبيرة مأكولة أو غير مأكولة فهي بعلم الله عز وجل، ووجه كونها بعلمه أن هذه التمرات مخلوقة لله، وكل مخلوق لله فهو معلوم له؛ لقول الله تعالى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك ١٤] فأنت متى أقررت أن الله خالق هذه لزم من إقرارك أن يكون الله عالمًا بها؛ لأنه لا يمكن أن يخلقها وهو لا يعلم؛ ولهذا استدل الله لذلك بدليل عقلي: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك ١٤].
﴿وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ﴾ [فصلت ٤٧] ما تحمل من أنثى، أي أنثى من بني آدم أو من الحيوان، أي أنثى ما تحمل ولا تضع إلا بعلم الله عز وجل، فابتداء الحمل معلوم عند الله، ووضعه كذلك معلوم عند الله تبارك وتعالى، نرجع إلى قوله: ﴿مِنْ أُنْثَى﴾. وإلى قوله: ﴿﴿مِنْ ثَمَرَةٍ﴾ ﴾.
الإعراب:
﴿مِنْ﴾ حرف جر زائد؛ زائد من حيث الإعراب، وليس زائدًا من حيث المعنى؛ لأنه يفيد معنًى وهو التوكيد، وعلى هذا فنقول: ﴿﴿مِنْ ثَمَرَةٍ﴾ ﴾ ﴿﴿مِنْ﴾ ﴾ حرف جر زائد، و﴿﴿ثَمَرَةٍ﴾ ﴾ فاعل مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها حركة المحل بحرف الجر الزائد، وكذلك يقال: ﴿مِنْ أُنْثَى﴾ ﴿مِنْ﴾ حرف جر زائد. و﴿أُنْثَى﴾ فاعل مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر، وهو في محل جر لفظًا لدخول ﴿مِنْ﴾ عليه.
وقوله: ﴿إِلَّا بِعِلْمِهِ﴾ بعلمه السابق أو الحادث عند وجود هذا الشيء؟ الجواب: السابق؛ لأن علم الله تعالى محيط بكل شيء أزلًا وأبدًا فهو يعلم ما تخرج من ثمرات من أكمامها إلى يوم القيامة، وكذلك ما تحمل من أنثى ولا تضع.
ثم قال عز وجل: ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي﴾ [فصلت ٤٧] ﴿يَوْمَ﴾ ظرف، والظرف يحتاج إلى ما يتعلق به؛ لأنه مفعول فيه، وإذا كان مفعولًا فيه فلا بد من فعل يكون عاملًا فيه، فأين العامل؟ العامل في هذا مُقدَّر، والتقدير: واذكر يوم يناديهم وهو -أي مثل هذا التعبير- موجود في القرآن كثيرًا، والتقدير كما ذكرت: العامل محذوف، التقدير: اذكر يوم يناديهم أين شركائي إلى آخره؟ وإنما أمر الله تعالى نبيه بذكره؛ تخويفًا لهؤلاء المكذبين، وتسليةً لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وقوله: ﴿يُنَادِيهِمْ﴾ أي: يدعوهم بصوت رفيع؛ لأن النداء يكون بصوت رفيع، والمناجاة تكون بصوت أدنى، وفاعل ﴿يُنَادِيهِمْ﴾ هو الله؛ بدليل قوله: ﴿أَيْنَ شُرَكَائِي﴾ يعني أن الله تعالى ينادي هؤلاء المشركين، يقول: أين شركائي؟ وهذا الاستفهام للتعجيز والتوبيخ أيضًا فهو جامع بين معنيين: التعجيز، والثاني: التوبيخ؛ يعني: أين الذين أشركتم معي؟ يقول الله عز وجل: ﴿قَالُوا آذَنَّاكَ﴾ [فصلت ٤٧] أعلمناك الآن ﴿مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ﴾ [فصلت ٤٧]. (آذن) بمعنى (أعلم)، ومنه قوله تعالى: ﴿وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ [التوبة ٣] أي: إعلام من الله ورسوله، فـ(آذن) بمعنى أعلم، ومنه ما في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال للنساء اللاتي يُغسِّلن ابنته: «إِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي»[[متفق عليه؛ البخاري (١٢٥٣)، ومسلم (٩٣٩ / ٣٦) من حديث أم عطية الأنصارية.]]. أي: أعلمنني.
﴿آذَنَّاكَ﴾ يقول المؤلف: (أعلمناك الآن). فأفاد المؤلف بقوله: (الآن) أن الفعل الماضي ﴿آذَنَّاكَ﴾ بمعنى المضارع فهو إذن جملة خبرية حالية بمعنى: الآن نُعلِمك، ما منا من شهيد، وقيل: آذناك أنها فعل ماضٍ على بابها فهي بمعنى الخبر عن شيء ماضٍ.
فعندنا قولان: هل الإعلام هنا يوم القيامة كما قال المؤلف: (آذنَّاك الآن) أو هو إعلام سابِق في الدنيا؟ إن نظرنا إلى ظاهر اللفظ قلنا: نُرجِّح أنه إعلام في الدنيا؛ يعني: أعلمناك في الدنيا، فيكون على ظاهره لكن يشكل على هذا التفسير أن واقع حالهم لا يدل على هذا؛ لأنهم مُشرِكون فعلًا فكيف يؤذنونه أنه ما منهم من شهيد بذلك، أجاب القائلون بهذا: أن المعنى آذنَّاك بحسب الفطرة وما في قلوبنا؛ لأنه ما من مولود يُولَد إلا على الفطرة، انتبهوا الآن للمعنى.
﴿آذَنَّاكَ﴾ صيغتها: فعل ماضٍ، يقتضي أن يكون هذا الإعلام سابقًا عن وقت الخطاب، هذه واحدة.
﴿آذَنَّاكَ﴾ فعل ماضٍ لكن يراد به الخبر عن الحال الحاضر،ة فهو بمعنى: نحن نؤذنك الآن، هذا التفسير مخالِف لظاهر اللفظ لكنه موافق لواقع حالهم؛ التفسير الأول: موافق للفظ لكنه مخالِف لظاهر حالهم؛ لأنهم لا يُعلِمونه بذلك؛ إذ إنهم مشركون فعلًا، أجاب هؤلاء الذين يقولون: إنه ﴿آذَنَّاكَ﴾ في الدنيا بأنهم أعلموه بحسب الفطرة التي فُطروا عليها؛ لأنه ما من مولود يُولد إلا على الفطرة.
﴿قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ﴾ [فصلت ٤٧] (أي شاهد بأن لك شريكًا) ﴿مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ﴾ ﴿مَا﴾ نافية، و﴿مِنَّا﴾ جار ومجرور خبر مقدم. و﴿مِنْ﴾ حرف جر زائد إعرابًا. و﴿شَهِيدٍ﴾ مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، يعني معناه: أننا قد أقررنا بأنه لا أحد منا يشهد بأن لك شريكًا وهم يقولون هذا الآن لكنه لا ينفعهم؛ لأنه إقرار بعد معاينة العذاب، والإقرار بعد معاينة العذاب ليس بنافع؛ ولهذا أقر فرعون حين أُغرِق بأنه ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ﴾ [يونس ٩٠] ولكنه لم ينفعه، فقيل له: ﴿آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾ [يونس ٩١].
قال الله تعالى: ﴿وَضَلَّ عَنْهُمْ﴾ [فصلت ٤٨] أي: (غاب) ﴿عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ﴾ ﴿وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا﴾ ﴿مَا﴾ اسم موصول فاعل بمعنى: الذي ﴿وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ﴾ قال المؤلف: (يعبدون) ﴿مِنْ قَبْلُ﴾ (في الدنيا من الأصنام) أصنامهم التي كانوا يتعلقون بها ويعبدونها لتقربهم إلى الله زلفى في ذلك اليوم الذي هم أشد ما يكونون حاجةً لها تغيب عنهم ولا تنفعهم؛ ولهذا قال: ﴿ضَلَّ عَنْهُمْ﴾ أي: ضاع وغاب ﴿مَا كَانُوا يَدْعُونَ﴾ أي: يعبدون من قبل، ويريد بذلك الأصنام التي كانوا يعبدونها في الدنيا، مثلًا النصارى يعبدون عيسى ابن مريم، قريش تعبد اللات، والعُزَّى، ومناة، وهُبل، منهم من يعبد النار كالمجوس، من يعبد الشمس، من يعبد القمر، إلى آخره، هذه الأصنام التي تُعبد من دون الله، هل تنفعهم يوم القيامة؟ لا، ولهذا قال: ﴿ضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ﴾. وربما نفهم من قوله: ﴿ضَلَّ عَنْهُمْ﴾ أنهم ذهبوا يطلبونها، يبحثون عنها، ولكنها ضلت وضاعت، ويكون هذا أشد حسرةً في نفوسهم أنهم طلبوها في وقت الحاجة ولكن لم يجدوها.
﴿وَظَنُّوا﴾ قال: (أيقنوا) ﴿مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ﴾ (ظن) هنا بمعنى أيقن، وهل يأتي الظن بمعنى اليقين؟ الجواب: نعم، يأتي كثيرًا، قال الله تعالى: ﴿وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا﴾ [الكهف ٥٣] إذن ظنوا بمعنى أيقنوا.
وقال الله تبارك وتعالى: ﴿الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ﴾ [البقرة ٤٦] معنى ﴿يَظُنُّونَ﴾ أي: يوقنون أنهم ملاقو ربهم، ولو كان الظن بمعنى الشيء الراجح لم يكونوا مؤمنين لكن يظنون بمعنى يوقنون؛ إذن الظن في اللغة العربية يأتي بمعنى اليقين، هنا ﴿ظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ﴾ أيقنوا ولَّا صار عندهم احتمال راجح؟ أيقنوا. وقوله: ﴿مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ﴾ فيها تقديم وتأخير وتوكيد، التقديم والتأخير أنه قُدِّم فيها الخبر، وأُخِّر فيها المبتدأ، أين الخبر؟ ﴿لَهُمْ﴾ أين المبتدأ؟ ﴿مَحِيصٍ﴾. فيها أيضًا توكيد وهو ﴿مِنْ﴾ الزائدة؛ لأن ﴿مَحِيصٍ﴾ مبتدأ مؤخر، ودخلت عليه ﴿مِنْ﴾ الزائدة للتوكيد، وإعرابه أنه مبتدأ مرفوع للابتداء، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.
وقوله: (﴿مَحِيصٍ﴾ مهرب من العذاب) يعني أيقنوا أنه لا مهرب لهم من العذاب، ولا مفر لهم منه، وأنه واقع بهم لا محالة.
ثم قال المؤلف: (والنفي في الموضعين مُعلق عن العمل، وجملة النفي سدَّت مسد المفعولين) النفي في الموضعين أين الموضعان؟ ﴿قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ﴾ [فصلت ٤٧] هذه ﴿مَا﴾ نافية مُعلِّقة عن العمل؛ لأن ﴿آذَنَّاكَ﴾ أعلمناك، وهي تنصب ثلاثة مفاعيل. (أعلم) تنصب ثلاثة مفاعيل، تقول مثلًا: أعلمتُ زيدًا عمرًا قائمًا. هذه نصبت كم؟ ثلاثة مفاعيل زيدًا وعمرًا وقائمًا، هنا ﴿آذَنَّاكَ﴾ المفعول الأول موجود وهو: الكاف ﴿آذَنَّاكَ﴾ المفعول الثاني والثالث مُعلَّق أغنت عنه جملة الاستفهام ﴿مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ﴾.
وعلى هذا فتكون جملة ﴿مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ﴾ كلها تكون في موضع نصب سدت مسد مفعولي (آذَن) أقول: الأول والثاني أيش؟ لا، أقول: الثاني والثالث.
﴿وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ﴾ هذا الثاني، ﴿ظَنُّوا﴾ هذه (ظن) تنصب كم مفعولًا؟ تنصب مفعولين هنا ما فيه مفعولان، ليس فيه مفعولان، أين هما؟ عُلِّقت عن العمل بجملة النفي وهي قوله: ﴿مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ﴾ وعلى هذا فيكون ﴿مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ﴾ جملة في محل نصب سدت مسد مفعولي (ظن)، هذا إعراب في الحقيقة لا يدركه إلا من كان عنده علم بالمفاعيل، لكنا نحن الآن شرحناه فمن فهمه فهذا المطلوب، ومن لم يفهمه فإنه لا يضر؛ لأنه ليس له علاقة معنا، علاقته إنما هو في الإعراب فقط.
نرجع إلى استنباط الأحكام من الآيات، قال الله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ [فصلت ٤٧] إلى آخره.
* من فوائد هذه الآية: أن علم الساعة عند الله وحده، من أين تؤخذ يا أخ؟
* طالب: ﴿إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾.
* الشيخ: كيف أخذها من أنه عند الله وحده؟
* الطالب: لما قدم ما حقه التأخير فأراد الحصر.
* الشيخ: لأنه قدم ما حقه التأخير -وهو المعمول- وهذا يفيد الحصر.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن من ادعى عِلْم الساعة فهو كافر، وجه ذلك: أنه مُكَذِّب لله، وتكذيب الله كُفْر، ومن صدقه فهو كافر أيضًا؛ لأنه صدَّق بما هو تكذيب للقرآن الكريم، ومَنْ صَدَّق بما هو تكذيب للقرآن الكريم فإنه كافر بلا شك.
* * *
* طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (٤٩) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (٥٠) وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ﴾ [فصلت ٤٩ - ٥١].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تبارك وتعالى: ﴿لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ﴾ ﴿لَا يَسْأَمُ﴾ يعني: لا يمل، فهو دائمًا يسأل الخير من المال والغنى والجاه وغير ذلك.
إذن نأخذ الفوائد، قال الله تبارك وتعالى: ﴿إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ﴾ [فصلت ٤٧].
* مِن فوائدها: أن علم الساعة عند الله عز وجل لا يعلمها إلا هو، وذكرنا لذلك دليلًا في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين سأل جبريل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الساعة فقال له: «مَا الْمَسْئُولُ بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ»[[متفق عليه؛ البخاري (٥٠)، ومسلم (٩ / ٥) من حديث أبي هريرة.]].
* ومن فوائدها: أن من ادعى عِلم الساعة فهو كافر؛ لأنه مُكذِّب لله ورسوله، وتكذيب الله ورسوله من أسباب الرِّدَّة؛ لأن الردة تدور على شيئين: إما تكذيب، وإما استكبار، فكل رِدَّة يحكم العلماء بها فإنها لا تخرج عن هذين الأمرين: إما التكذيب وإما الاستكبار.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: عموم عِلْم الله عز وجل؛ لقوله: ﴿وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا﴾ [فصلت ٤٧] إلى آخره.
* ومن فوائد الآية الكريمة: توبيخ الكفار يوم القيامة؛ لقوله: ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي﴾ [فصلت ٤٧] والتوبيخ في ذلك المكان من أعظم ما يكون من التوبيخ؛ لأنه اليوم المشهود الذي يشهده الله وملائكته وجميع خلقه.
* ومِن فوائدها: إقرار هؤلاء المكذبين بالبعث في ذلك اليوم أنه لا شريك لله عز وجل؛ لقوله: ﴿قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ﴾.
* ومن فوائد الآية التي بعدها: أن ما يُعبَد من دون الله فإنه هلاك وضلال، ولن يُجدي شيئًا عن عابديه؛ لقوله تعالى: ﴿وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ﴾ [فصلت ٤٨].
* ومن فوائدها: أن هؤلاء المكذبين يوقنون في ذلك اليوم أنه لا مفر لهم من عذاب الله؛ لأنه ليس هناك أحد يدفع عذاب الله تعالى عنهم فيوقنون بأنه لا محيص لهم منه.
{"ayahs_start":47,"ayahs":["۞ إِلَیۡهِ یُرَدُّ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِۚ وَمَا تَخۡرُجُ مِن ثَمَرَ ٰتࣲ مِّنۡ أَكۡمَامِهَا وَمَا تَحۡمِلُ مِنۡ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلۡمِهِۦۚ وَیَوۡمَ یُنَادِیهِمۡ أَیۡنَ شُرَكَاۤءِی قَالُوۤا۟ ءَاذَنَّـٰكَ مَا مِنَّا مِن شَهِیدࣲ","وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُوا۟ یَدۡعُونَ مِن قَبۡلُۖ وَظَنُّوا۟ مَا لَهُم مِّن مَّحِیصࣲ"],"ayah":"۞ إِلَیۡهِ یُرَدُّ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِۚ وَمَا تَخۡرُجُ مِن ثَمَرَ ٰتࣲ مِّنۡ أَكۡمَامِهَا وَمَا تَحۡمِلُ مِنۡ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلۡمِهِۦۚ وَیَوۡمَ یُنَادِیهِمۡ أَیۡنَ شُرَكَاۤءِی قَالُوۤا۟ ءَاذَنَّـٰكَ مَا مِنَّا مِن شَهِیدࣲ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق