الباحث القرآني
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (٤١) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت ٤١، ٤٢]
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ﴾ هذه جملة مؤكدة بـ﴿إِنَّ﴾ والمراد ﴿بِالذِّكْرِ﴾ القرآن الكريم كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ﴾ [الأنبياء ٥٠] وقال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ﴾ [الزخرف ٤٤] وسُمِّيَ القرآنُ ذكرًا؛ لأنَّه يُذَكِّرُ صاحبَه بما للمتقين مِن خَيْر وما للطاغين مِن شَرّ، ولأنَّه ذِكْرٌ لصاحبه أي يرفع الله به ذِكْرَه ذِكْرَ مَن تَمَسَّك به ولهذا قال: ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ﴾ ولأنه يُذَكِّرُ الإنسانَ بربِّه فإنَّ أقْرَبَ الناس أو مِن أقرَب النَّاس إلى الله مَن تلَا كتابَه، ولهذا نقول: إن تلاوةَ الكتاب أفضَلُ الذِّكْر المطلق وأمَّا الأذكار المعيّنَة المقَيَّدَة بشيء معَيَن فهذه تَبَعٌ لِمَا قُيِّدَتْ به.
وقوله: ﴿لَمَّا جَاءَهُمْ﴾ أي: حين جاءهم واعلم أنَّ ﴿لَمَّا﴾ تأتي في اللغة العربية لعدة أوجه منها: أن تكون ظرفًا كما في هذه الآية فمعنى ﴿لَمَّا جَاءَهُمْ﴾ أي: حين جاءهم، ومنها أن تأتِيَ نافيَةً جازمة لكنَّها لتَوَقُّع ما بعدَها كقوله تبارك وتعالى: ﴿بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ﴾ [ص ٨] ﴿لَمَّا﴾ هنا بمعنى (لم) فهي نافية لكنَّها لا تدخُل إلا على شيءٍ مُتَوَقَّع فمعنى ﴿لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ﴾ أي لم يذُوقوه ولكنَّهم مستحِقُّون له والعذاب منهم قرِيب، ومنها أنها تأتي بمعنى (إلا) كقوله تعالى: ﴿إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ﴾ [الطارق ٤] أي: إلَّا عليها حافظ، ومنها أنَّها تأتي شرطية كقوله تعالى: ﴿فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ﴾ [يوسف ٩٦] ﴿فَلَمَّا أَنْ جَاءَ﴾ هذه شرطية وتقول: لَمَّا زارَني أكرمْتُه، فهذه أربعة أوجه (لِمَا): الوجه الأول: ظرف، ثاني: نافية جازمة، الثالث: بمعنى (إلا) الرابع شرطية، ﴿لَمَّا جَاءَهُمْ﴾ أي: حين جاءهم لم يذْكُرِ الله تعالى خبَر (إن) بل حذفَه مِن أجل أن تذْهَبَ النفسُ في تقديرِه كُلَّ مذهَب بمعنى: أن يبقى الإنسان ما الذي يحصُل لهم فتجِد الإنسان يُؤَمِّل ويفَكِّر كذا أو كذا أو كذا ولهذا قدَّره المفسر بقوله: (نجازيهم) فـ(نُجَازيهم) على تفسير المؤلف هي خبر (إن) ويجوز أن تُقدَّر غير هذا يمكن أن تقول: إنَّ الذين كفروا بالذكر لَمَّا جاءهم سوف يعاقبون أو لهم نار جهنم أو ما أشبه ذلك المهم أنَّ حذفَه من أجل أن يذهب الذهن أيش؟ كُلَّ مذهبٍ في تقدير الخبر، لكننا نعلم علم اليقين أنَّه لا يمكن أن يقَدَّرَ خبرًا سارًّا يعني لا يمكن أن نقول: التقدير: إنَّ الذين كفروا بالذكر لَمَّا جاءهم لهم جنات النعيم هذا مستحيل إنما هو يقدر في أيِّ شيءٍ تقَدِّرُه مِن العذاب، وهذه من بلاغة القرآن أن يجعَل الأمرَ مفتوحًا ليُقَدِّرَه الإنسان كلَّ تقدير، قال: (﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ﴾ مَنِيع) ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ﴾ أكَّد الله عز وجل عِزَّة هذا الكتاب بمؤَكِّدَين: (إن) واللام، ومحَطُّ الفائدة في الواقع ليس ﴿كِتَابٌ﴾ فقط محَطُّ الفائدة قوله: ﴿عَزِيزٌ﴾ هذا هو المهم أمَّا ﴿كِتَابٌ﴾ كل شيء كتاب كلُّ ما يُكتَب فهو كتاب، ﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (٢٩) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ﴾ [النمل ٢٩، ٣٠] لكن محَطُّ الفائدة قوله: ﴿عَزِيزٌ﴾، ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ﴾ الضمير في ﴿إِنَّهُ﴾ يعود إلى الذكر وهو القرآن، و﴿كِتَابٌ﴾ هنا بمعنى مكتوب، وهو مكْتُوبٌ في المصاحف، في اللوح المحفوظ، في الصُّحف التي بأيدي الملائكة أعرفتم؟ إذًا هو كتاب في ثلاث مواضع: في اللوح المحفوظ، والثاني: في الصحف التي بأيدي الملائكة، والثالث: في الصحف التي بأيدينا،وقوله: ﴿عَزِيزٌ﴾ قال المؤلف: (منيع) ولا شكَّ أنَّ (منيع) من معاني ﴿عَزِيزٌ﴾ ولكن هي أعمُّ مما قال المؤلف ﴿عَزِيزٌ﴾: بمعنى منيع أي يمتَنِع أن ينالَه أحد بسوءٍ إلا فضحه الله، الثاني: ﴿عَزِيزٌ﴾ بمعنى غالب فالقرآن لا شكَّ أنَّه غالبٌ على غيرِه؛ لقول الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾ [التوبة ٣٣] فهو غالبٌ لكل شيء، إذًا هو ممتَنِع أن ينالَه أحدٌ بسوءٍ إلا فَضَحَه الله، والثاني: أنَّه غالِب، ولهذا لَمَّا كانَت الأمةُ الإسلامية متمَسِّكَةً به كانَت غالبةً هدَّت عروش كسرى وقيصر وغيرِهما من الجبابرة، وفُتِحَ به مشارِق الأرض ومغاربها، فلما تولَّت عنه الأمة الإسلامية حُرِمت مِن هذا الخير العظيم الذي هو العزة والغلبة والقهر.
﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ﴾ [فصلت ٤٢] أي ليس قبلَه كتابٌ يكَذِّبُه ولا بعدَه ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ﴾ ﴿الْبَاطِلُ﴾ ضِدُّ الصحيح وضِدُّ الحق فعند الفقهاء يقولون: الصلاة باطلة. الصلاة صحيحة. فيجعلون البطلان في مقابل الصِّحَّة، وفي القرآن الكريم ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ﴾ [الحج ٦٢] فجعَل الباطل في مُقابَلَة الحق، إذًا ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ﴾ الذي هو ضِدّ الحقّ، وقوله: ﴿مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ﴾ فسرها المؤلف بتفسير غريب قال: (أي ليس قبله كتاب يكذبه ولا بعده) وفي هذا نظَرٌ ظاهر، والصواب أنه ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ﴾ أي فيما يُخبِرُ به، ولا من خلفِه فيما أخبرَ عنه، كلُّ ما أخبر به فهو حق وكل ما أخبر عنه بأنه سيكون فهو حقّ، أيضًا ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ﴾ من حيث الأحكام كلُّ ما حكمَ به فهو حَقّ وغايته حق، فيكون المعنى أنَّ هذا القرآن الكريم ليس فيه شيءٌ من الكذب لا في الإِخبار عما مضى وهو ما ﴿بَيْنِ يَدَيْهِ﴾ ولا في الإخبار عما يُستَقْبل وهو قوله: ﴿وَلَا مِنْ خَلْفِهِ﴾ وإن شئتَ اعْكِس فقل: ما بين يديه هو المستقبل وما خلفه هو الماضي، كذلك أيضًا لا يأتيه الباطل من حيث الأحكام أحكامُه كلُّها عدْل ما فيها جور، ولهذا تجِد القرآن الكريم كما يعطِي الربَّ حقَّه مِن العبادة يعطي المخلوق حقَّه أيضًا ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ هذا حقُّ الله، بعدَه: ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [النساء ٣٦] فهو حقٌّ في أحكامه حقٌّ في أخباره ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ﴾ [فصلت ٤٢] واقْرَؤُوا إن شئتم قولَ الله تعالى: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا﴾ [الأنعام ١١٥]: ﴿صِدْقًا﴾ باعتبار الأخبار ﴿عَدْلًا﴾ باعتبار الأحكام.
﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ ﴿تَنْزِيلٌ﴾ هذه خبر مبتدأ محذوف، ويجوز أن يكون خبر ثاني لقوله: ﴿وَإِنَّهُ﴾ ثاني ولَّا ثالث؟ ثالث ﴿لَكِتَابٌ﴾ ﴿عَزِيزٌ﴾ صفة لـ﴿كِتَابٌ﴾ ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ﴾ هذه يجوز أن تكون صفةً لـ﴿كِتَابٌ﴾ أيضًا وعلى هذا فيكون ﴿تَنْزِيلٌ﴾ خبرًا ثانيًا، ويجوز أن تكون خبرًا ثانيا أي: ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ﴾ خبرًا ثانيا لـ(إنَّ) وعلى هذا فتكون ﴿تَنْزِيلٌ﴾ أيش؟ خبرًا ثالثًا، ويجوز أن تكون ﴿تَنْزِيلٌ﴾ خبرا لمبتدأٍ محذوف والتقدير: هو ﴿تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ ولعلَّ هذا التقدير أولى؛ لأنَّه يدُلُّ على أنَّ الجملة استئنافية لبيان عظَمَةِ هذا القرآن، قال: ﴿تَنْزِيلٌ﴾ أي مُنَزَّلٌ من حكيم حميد، فإذا فسَّرْنا ﴿تَنْزِيلٌ﴾ بأنه منَزَّل صار المصدر بمعنى أيش؟ إذا فسَّرْنا ﴿تَنْزِيلٌ﴾ بـ(مُنَزَّل) صار المصدر هنا؟ بمعنى اسم المفعول، والمصدر يأتي بمعنى اسم المفعول وبمعنى اسم الفاعل والذي يُعيِّنُ ذلك هو السياق.
﴿تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ ﴿حَكِيمٍ﴾ أي ذي حِكْمَة وذي حُكْم فالحكم لله والحكمة في أحكامِه عز وجل فالربُّ عز وجل مُتَّصِف بالحكم الذي لا مُعقِّبَ له بالحكمِ النافذ الذي لا مانِع له وفي الدعاء المأثور «لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعْت»[[متفق عليه؛ البخاري (٨٤٤)، ومسلم (٥٩٣ / ١٣٨) من حديث المغيرة بن شعبة.]] أيضًا هو مُتَّصِف بالحكمة كلُّ أحكامه حكمة، إن نظرتَ إلى الأحكام القدرية وجدتها في غاية الحكمة، وإن نظرتَ في الأحكام الشرعية وجدتها كذلك في غاية الحكمة فهو عز وجل حاكِم وذو حِكْمة كم مِن حاكم لا حكمَةَ له؟ وكم مِن حكيمٍ لا حُكْم له؟ كثيرٌ مِن الرجال حكماء عقلاء ولكن ليس عندهم حكم، لا يستطيع أن يحكُم ولا على امرأتِه، وكم مِن إنسان حاكِم ذو سُلطة قوي ولكن ليس عنده حكمة؟ أمَّا الرب عز وجل فهو أيش؟ حاكم حكيمٌ، وبدأ بذكر الحكيم قبل الحميد؛ لأنَّ الحمدَ مُفَرَّع على الحكمة فإنَّ الحكيم يكون محمودًا قال المؤلف: (أي الله المحمود) يعني كأنه يقول: المراد بالحكيم الحَمِيد هو الله وقوله: (المحمود) أشار إلى أنَّ فعيلًا هنا بمعنى مفعول، في اللغة العربية تأتي فَعِيل بمعنى فاعِل وفَعِيل بمعنى مفعول فإذا قلت: فلان جرِيح. بمعنى مجروح، وإذا قلت: فلان سميع. بمعنى سامع، فهي في اللغة العربية تأتي بمعنى فاعل وبمعنى مفعول، هنا فسَّرَها المؤلف بمعنى محمُود؛ لكن هل هذا التفسير قاصر؟ الجواب: نعم فيه قصور؛ لأنَّ حميدًا هنا بمعنى فاعل وبمعنى مفعول فهو محمود وهو أيضًا حامِد، أليس الله تعالى يُثنِي كثيرًا على المؤمنين وعلى الرُّسل وعلى مَن شاء من عباده؟ هذا حمْد، يعني وصْف هؤلاء المخلوقين الذين أثنَى الله عليهم هو حمدُهم في الواقع، إذًا فيكون ﴿حَمِيدٍ﴾؟
* طالب: بمعنى فاعل ومفعول
* الشيخ: بمعنى فاعل ومفعول: بمعنى مفعول أي: أنه محمود وبمعنى فاعل أي: أنه حامد، والمؤلف رحمه الله في تفسيرِه قصُور.
﴿تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾
* في هذه الآية الكريمة: تهديد المكذبين بالقرآن لقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ﴾ وحذَفَ الخبر؛ ليذهَبَ الذهنُ في تقديرِه كُلَّ مذهَب طيب.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أنَّ هذا القرآن ذِكْرٌ، سماه الله ذكرًا؛ لِمَا ذكرناه في التفسير.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنَّ هؤلاء كذَّبُوا بالذكر بعد أن جاءَهم وتحقَّقُوه وعرفوه ومعلوم أنَّ المكَذِّبَ بالشيء بعد أن يتحَقَّق لديه أشَدُّ إثمًا ووبالًا ممن كذَّب في أمرٍ مشْتَبِهٍ عنده، يُؤخذ هذا مِن قوله: ﴿لَمَّا جَاءَهُمْ﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أنَّ هذا القرآن عزيز غالب لا أحدَ يناله بسوءٍ إلا فضحه الله ولا أحد يقوم أمامه إلا كان مهزومًا مغلوبًا، ووصَفَ اللهُ تعالى القرآن بأنَّه عزيز وبأنه مجيد وبأنه كريم وبأوصاف متعددة مما يدل على عظَمَةِ هذا القرآن.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنَّ مَن تمسَّكَ بالقرآن فله العزة، وجهُه: أنَّه إذا كان القرآن عزيزًا فلا بد أن ينَال العزةَ مَن تمسك به وإلا لكان القرآن غيرَ عزيز ويدُلُّ لهذا قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [المنافقون ٨].
* ومن فوائد الآية الكريمة: أنَّ القرآن الكريم حقّ منتفٍ عنه الباطل مِن كلِّ وجه لقوله: ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ﴾ هذه الصفة للقرآن هل هي مِن صفات النفي أو من صفات الإثبات؟
* طلبة: النفي
* الشيخ: أي نعم النفي، إذًا ما الذي تضمَّنَتْه مِن الإثبات؟ نقول: إذا انتفَى الباطل عنه مِن كلِّ وجه من بين يديه ومن خلفه لَزِم مِن ذلك أن يكون حقًّا أيش؟ مِن كل وجْه.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أنَّ القرآن كلامُ الله يؤخذ من قوله: ﴿تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ وجهُ كونِه كلامَ الله أنَّ القرآن صفة ليس عينًا مستقِلَّة منفصِلَة فإذا كان صفة وذكَرَ الله أنه نزَلَ منه لزِمَ أن يكون كلامَه، أما لو كان الشيء الذي ذكر اللهُ أنَّه أنزَلَه شيئًا مُعَيّنًا منفَصِل عن الله فهذا لا يدُلّ على أنَّه مِن صفاتِ الله ﴿أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾ [البقرة ٢٢] هذا الماء مخلوق ولَّا من صفات الله؟
* طلبة: مخلوق
* الشيخ: مخلوق ﴿وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ﴾ [الزمر ٦] مخلوق؛ لأنه شيء منفصل عن الله ﴿وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾ [الحديد ٢٥] مخلوق، لكن إذا جاء التنزيل أو الإنزال في أمْرٍ هو صِفَة فإنه لا يمكن أن يكون مخلوقًا بائن عن الله بل هو صفةٌ مِن صفات الله.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثباتُ عُلُوِّ الله وجْهُ ذلك أنه قال: ﴿تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ﴾ وإذا كان تنزيلًا منه لزِم أن يكون فوق عزَّ وجل وهو كذلك، وقد ذكرنا كثيرًا وذكرَ غيرُنا أيضا أنَّ عُلُوَّ الله تعالى ثابتٌ بالأدلة كلِّها وهي: الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفِطْرة كلُّها متَّفِقَة على عُلُوِّ الله.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثباتُ هذين الاسمين لله عز وجل وهما: (الحكيم) و(الحميد) وإثبات ما تضَمَّنَاه من المعاني والصفات، (الحكيم) تضَمَّن صفَتَيْن عظيمتين؟ (الحكيم) تضَمَّنَ صِفتَين عظِيمَتَيْن هما؟
* طالب: حكيم حاكم
* الشيخ: يعني حكيم من الحكمة، وحكِيم من الحُكْم فهو حاكمٌ ذو حكمة، ذكرنا في التفسير أنّ مِن الناس مَن هو حكيمٌ وليس بحاكِم، ومِن الناس مَن هو حاكم وليس بحكيم، ومِن الناس مَن ليس بحاكم ولا حكيم، ومِن الناس مَن هو حاكمٌ حكيم فالأقسام إذًا أربعة.
* من فوائد الآية الكريمة أيضًا: أنه لا يجوز لأحد أن يُشَرِّعَ شرعًا مِن عنده، مِن أين تأْخُذ هذا؟
* طالب: قوله: ﴿تَنْزِيلٌ مِنْ﴾
* الشيخ: خطأ
* الطالب: ﴿حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾؟
* الشيخ: لا، ما هي تقرأ الآية كلها ما يصلح
* طالب: بقوله: ﴿حَكِيمٍ﴾
* الشيخ: بأي المعنيين مِن حاكم ولَّا حكمة؟
* الطالب: مِن حاكم.
* الشيخ: من حاكم أحسنت، لأنَّ مِن الحُكم الحكم بين الناس، الحكم إما أن يكون حكمًا في الناس وإمَّا أن يكون حكمًا بين الناس، فلا يجوز لأحد أن يحكمَ بين الناس إلَّا بما أنزل الله؛ لأن الحكم لله عز وجل ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ﴾ [الأنعام ٥٧] واضح؟ ولكن الحكم لله هل لنا أن نتجاوَزَ حدَّ الله عز وجل في الحكم على أحدٍ بالفسق أو البدعة أو الكفر أو الإيمان وصحة العقيدة إلَّا بدليل من الشرع؟ لا يجوز لنا إلَّا بدليلٍ من الشرع، يعني ليس لنا أن نقول: هذا كافر هذا فاسق هذا مبتدع هذا مؤمن هذا سليمُ العقيدة إلا إذا عرَضْنا ما عليه على الكتاب والسنة، وإلا فلو ﴿اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ﴾ [المؤمنون ٧١]
* من فوائد الآية الكريمة: أنَّ الله تعالى محمود، محمود بناءً على أيش؟
* طالب: على إنه فاعل
* الشيخ: خطأ، (...)
* طالب: واضح يا شيخ
* الشيخ: واضح (...) سبق لسان، إذًا على أنَّ ﴿حَمِيدٍ﴾ من اسم مفعول.
هنا نسأل هل الله عز وجل يُحمَد على كل حال؟ على السراء واضِح أنَّه يُحمَد على السراء؛ لأنَه أحسن إليك ورأَف بك لكن على الضراء كيف يُحمَد؟
* طالب: يحمد على ما يترتب عليه لأنه (...).
* الشيخ: أولًا: نحمَدُه لأن نعلم أنه ما قدَّر هذا إلا لحكمة لا شك. ثانيًا: أن ما يترتَّب على هذه الضراء من المصالح العظيمة يقتضي أن يُحمَد الله عليه أليس كذلك؟ الإنسان إذا أصابته الشوكة وتألَّم بها ماذا يحصل له؟ يُحَطُّ عنه من خطيئته، خطيئتُه مُثقِلَة عظيمة مُخزِيَة في الآخرة والشوكة ليست مؤلِمَةً إلى ذاك وليست ظاهرة للناس ومع ذلك يُكفَّر بها مِن سيئاته، ولهذا قيل لبعض العابدات لما أُصِيب أَصْبُعُها ولم تتألم ولم تتأثَّر ولم تحزن قالت: إن حلاوةَ أجرها أنستْنِي مرارةَ صبرِها، كلمة عجيبة الصوفية لهم كلماتٌ عجيبة في العبادة والأخذ باللب، إنَّ حلاوةَ أجرِها أنستْنِي مرارَةَ صبرِها؛ لأنَّ الأجر أعظَم من المصيبة فإذًا حتى ما يُصيب الإنسان مِن الضَّرَر فإنَّ الله تعالى محمود عليه لأنه لِحكمَة لا شك والإنسان عبدُ الله عز وجل يفعَل به ما شاء ولأنَّ العاقبة حمِيدة، هل يُحمَد الله تعالى على وُجُود الكافرين؟
* طالب: لا ما يحمد
* الشيخ: ما يُحمَد؟ أعوذ بالله يا شيخ لا حول ولا قوة إلا بالله، استغفِرِ الله، أيش؟ فَكِّر.
* طالب: نعم يا شيخ يحمد ذلك لأنه شرعَ لنا جهادَهم والشهادة في سبيله فندخل الجنة إن مات به
* الشيخ: إي هو لولا وجود الكافر فهل يُعرَف المؤمن؟ وهل الإنسان يعرِف قدرَ نعمة الله عليه إذا لم يكن هناك كافر؟ ما يعرف قدرَ نعمة الله، وهل يُقام علمُ الجهاد؟ وهل يبقى للنار أحد؟ لا بد، لكن هنا مسألة كان النبي ﷺ إذا أصابَه يعني شيئًا يسوئُه لا يقول: الحمد لله على الضراء مثلا أو على كذا يقول: «الحمد لله على كل حال»[[أخرجه ابن ماجه (٣٨٠٣) من حديث عائشة. ]] وهذه المسألة ينبغي أن تنتَبِه لها أنت إذا أصابتك السراء تقول: الحمد لله الذي بنعمتِه تتم الصالحات، إذا أصابتك الضراء: تقول الحمد لله على كل حال، وبهذا نعرف خطأَ مَن يقول: الحمد لله الذي لا يُحمَد على مكروه سواه. هذا غلط؛ لأنَّ هذه العبارة تُنبِئ عن تَأَزُّم نفسي وعن كراهة لِمَا قدَّر الله عز وجل على الإنسان ثم إن فيها تضَادّ: مكروه وحمد، هذا غير مستقيم، ثم إنَّ فيها أيضًا مخالفة لسنة الرسول عليه الصلاة والسلام كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: «الحمدُ لله على كل حال»[[أخرجه ابن ماجه (٣٨٠٣) من حديث عائشة. ]] ولا يذكر المكروه ولا يُشعِر بأنه متَأَذٍّ منه، «الحمدُ لله على كل حال» فأنت إذا أُصبْت بسراء فقل: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإن شئت فعَيِّن: الحمد لله الذي رزقني ولدًا الحمد لله الذي رزقني نجاحًا الحمد لله الذي رزقني مالا وما أشبه ذلك لأن هذا خير والثناء عليه واضح، لكن الأمور المكروهة تقول: الحمد لله الذي أمرضني؟ لا، ماذا تقول؟ الحمد لله على كل حال، الحمد لله الذي أصابني بمصيبة بفقد أبي أو أخي أو عمي؟ لا، تقول: الحمد لله على كل حال، وإن شئت فقل: الحمد لله على ما قدَّر، لأن هذه بمعنى على كل حال.
* من فوائد الآية الكريمة: أنَّ الربّ عز وجل كامِلُ العدل بحيث يَحْمَد مَن يستَحِقُّ الحمد كما أنه يُحْمَد لأنَّه أهلٌ للحمد، بناء على أيش؟ على أنَّ ﴿حَمِيدٍ﴾ بمعنى حامِد.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أنَّ جميعَ ما في القرآن مطابِقٌ للحكمة تمامًا مِن تحليلٍ أو تحريمٍ أو إيجابٍ أو إطلاق ليش؟ وجهُه لأنَّه نزَلَ ﴿مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ والنازل من حكيم لابد أن يكون مشتمِلًا على الحكمة والله الموفق.
* طالب: قوله: ﴿حَكِيمٍ﴾ ما نأخذ صفة ثالثة وهي الإحكام؟
* الشيخ: لا، الإحكام هو الحكمة، الحكمَة إحْكَام.
* طالب: الشيء الـمُنَزَّل إذا كان عينًا قائمة بنفسها كالحديد والأنعام هل التنزيل هنا بمعنى الخَلْق؟
* الشيخ: هي بمعنى الخلق بل هي أدَق من الخلق؛ لأنَّ هذه الأشياء لولا أن الله سخَّرَها ما استطعْنا أن نُسَيْطَر عليها فهذه يدل على نوع من التسخير: أنزلَها من علياء إلى أسفل حتى تكون مسَخَّرَة للخلق.
* طالب: الهادي من أسماء الله؟
* الشيخ: على تفسير قوله تعالى: ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ [الرعد ٧] إذا فسَّرَنا أن المعنى الله صح.
* طالب: قولنا: الحمد لله الذي أصابني بهذه المصيبة هذا لا شك أنه عبارة خاطئة هل مثل هذا عند الله سبحانه وتعالى خالق الشر ومع ذلك لا ينسب الشر إلى الله سبحانه وتعالى لقول النبي ﷺ «الشر ليس إليك»[[أخرجه مسلم (٧٧١ / ٢٠١) من حديث علي بن أبي طالب.]]
* الشيخ: أي نعم، الله عز وجل خالق كل شيء ولهذا جاء في الحديث «تؤمن بالقدر خيرِه وشرِّه»[[أخرجه مسلم (٨ / ١) من حديث عمر بن الخطاب.]] لكن لا تنْسِب الشرَّ إلى الله لأن الله لم يقَدِّر هذا الشر إلا لخير، فالشرُّ إذًا في مفعوله لا في فعلِه صح؟ أنت فاهم هذا ولَّا لا؟ فاهم الفرق بين أقول: الشر في مفعوله لا في فعله، فاهمين هذا؟ مثلًا إذا قدَّر الله عز وجل على الناس مرضًا الشَّرّ في نفس المرض لكن في كون الله قدَّره لا شَر هو خير؛ لأنه مِن أكبر ما يكون مِن مصالح الأمراض مثلًا تكفير السيئات، ومنها أنَّ الناس يرجعون إلى الله عز وجل: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الروم ٤١] ومنها أنَّ الإنسان يعرِف قدْرَ نعمة الله عليه بالعافية الإنسان مثلًا نحن الآن لا نعرف يعني لا نعرف قدْر النعمة التي أنعم الله بها علينا في النَّفَس والحركة وما أشبه ذلك لكن لو يُصاب الإنسان منا بضِيق نفس عرَف قدْر نعمة الله بالنفس، لو يصاب الإنسان منا بتعب في أعضائه يتكَلَّف مِن الحركة عرف قدْر نعمة الله عليه، فهمت؟ ولهذا قيل:
؎...................... ∗∗∗ وَبِضِدِّهَا تَتَبَيَّنُ الْأَشْيَاءُ
* طالب: لو سمحت يا شيخ بارك الله فيك دعاء النبي ﷺ: «إلى مَن تكِلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري»[[أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (١٣ / ٧٣ رقم ١٨١) من حديث عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.]] هل ثبت عن النبي ﷺ؟
* الشيخ: ما أدري والله، ما أعرِف هذا.
* طالب: ما مدى صحة تسمية الله تعالى الطبيب والنظيف
* الشيخ: هذا ورد عن أبي بكر أنه قال: إنَّ الطبيب رآني فقال إني أفعَل ما أريد. وهذا لا بأسَ به في مقام الخبَر
* الطالب: لكن على سبيل التسمية؟
* الشيخ: لكن التسمية لا
* الطالب: والنَّظِيف يا شيخ؟
* الشيخ: النَّظيف ورد حديث أيضًا في هذا (...).
{"ayahs_start":41,"ayahs":["إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِٱلذِّكۡرِ لَمَّا جَاۤءَهُمۡۖ وَإِنَّهُۥ لَكِتَـٰبٌ عَزِیزࣱ","لَّا یَأۡتِیهِ ٱلۡبَـٰطِلُ مِنۢ بَیۡنِ یَدَیۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِیلࣱ مِّنۡ حَكِیمٍ حَمِیدࣲ"],"ayah":"لَّا یَأۡتِیهِ ٱلۡبَـٰطِلُ مِنۢ بَیۡنِ یَدَیۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِیلࣱ مِّنۡ حَكِیمٍ حَمِیدࣲ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق