الباحث القرآني
ثم قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ [فصلت ٣٠].
﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ﴾ [فصلت ٣٠] قالوا بألسنتهم وقلوبهم، ولا يكفي مجرد القول باللسان؛ لأن القول باللسان يقعُ من المنافق ومن المُخلص، لكن المراد القول باللسان والقلب.
﴿قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ﴾ وهذا القول الذي قالوه ليس مجرد قول على اللسان واعتقاد بالجنان، بل هو مستلزم لطاعة الله عز وجل، ولهذا قال: ﴿ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ أي استقاموا على طاعة الله، فالإيمان في القلب والاستقامة في الجوارح، لم يكتف الله بالثناء عليهم وبيان جزائهم على الإيمان بالقلب، بل لا بد من الاستقامة، قال: ﴿ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ قال المؤلف: (على التوحيد وغيره مما وجب عليهم) صحيح؛ يعني: استقاموا على التوحيد، فلا إشراك، استقاموا على الاتباع فلا بدعة، استقاموا على الطاعة فلا معصية، استقاموا على الخير فلا شر، وهلم جرًّا.
وتأمل قوله: ﴿ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ [فصلت ٣٠] أتى بـ(ثم) الدالة على الترتيب بمهلة؛ يعني: أن إيمانهم لم يكن إيمانًا خاطفًا، آمنوا ثم زال؟ لا؛ إيمان مستقر؛ لأنهم استقاموا على دين الله عز وجل، وقد سُئل النبي ﷺ، سأله رجل فقال: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا غيرك -يعني: قولًا فصلًا- فقال له: «قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ»[[أخرجه مسلم (٣٨ / ٦٢) من حديث سفيان بن عبد الله الثقفي.]]، وهو مأخوذ من هذه الآية: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ [فصلت ٣٠].
وقوله: ﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ﴾ [فصلت ٣٠] (تتنزل) مدلولها يخالف مدلول (تنزل)؛ لأن (تتنزل) فيها زيادة على (تنزل) ما الزيادة؟ التاء، فهذه الزيادة تقتضي معنيين:
المعنى الأول: أن تنزُّلَهم يكون شيئًا فشيئًا، (تتنزل) لا تنزل دفعة واحدة.
والثاني: أن التنزل أو النزول متكرر ﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ﴾ يعني كلما دعت حالُهم إلى تنزل الملائكة عليهم تنزلت عليهم، فصار الفرق الآن بين (تنزل) و(تتنزل) من وجهين: الوجه الأول: أن (تَنزَّل) تعني النزول مرة واحدة ودفعة واحدة، و(تتنزل) تقتضي تكرار النزول، وأنه يكون شيئًا فشيئًا.
﴿عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ﴾ سبق الكلام على ذكر الملائكة، وقول المؤلف: (عند الموت) فيه نظر؛ لأن الله تعالى لم يُقيد ذلك، فالظاهر أن الملائكة تتنزل عليهم كلما دعت الحال إلى النُزُول عند الموت وعند الخوف وعند المعارك، وفي كل حال تقتضي أن تنزل الملائكة عليهم؛ لأن الله أطلق.
﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ﴾ ﴿أَلَّا﴾ أي: (بأن ﴿لَّا تَخَافُوا﴾ من الموت وما بعده ﴿وَلَا تَحْزَنُوا﴾ على ما خلفتم من أهل وولد فنحن نخلفُكم فيهم).
نحن نقول: ألَّا تخافوا من مستقبلكم ولا تحزنُوا على ماضيكم؛ لأن الإنسان عند الخوف إما أن يخاف من المستقبل أو يحزن على ما مضى، فيقول: لو أني فعلت كذا لكان كذا، لم يحدث لي الخوف مثلًا، فالملائكة تتنزل عليهم فتقول: لا تخافوا من المستقبل ولا تحزنوا من الماضي، وقدم الخوف من المستقبل؛ لأنه أهمُ من الحزن على ما مضى؛ لأن مستقبل الإنسان هو الذي يجعلُه يسير أو يتوقف، فلهذا بدأ به قبل ذكر الحُزن، وإذا جعلناه مثلًا مما يدعو إلى التنزل حال الموت فالإنسان عند الموت حالُه تقتضي أن يُزاد قوةً ونشاطًا على الإيمان والتوحيد، فتتنزل عليهم الملائكة عند الموت أيضًا وتبشرُهم بهذا.
﴿أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ [فصلت ٣٠] (أبشروا) هذه هي من البشارة وهي الإخبار.
﴿وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ البشارة: هي الإخبار بما يسر، وسُميت بشارة؛ لأنه إذا سُر الإنسان ظهرت علامة السرور على وجهه فتغيرت بشرة الوجه، وقد تُطلق البشارة على الإخبار بما يسوء من باب التهكم، قال الله تعالى: ﴿بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ [النساء ١٣٨]، وقال تعالى: ﴿فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [آل عمران ٢١]، مع أن هذا مما يسوء، لكنه على سبيل التهكم بهم، كما تقول أنت للعاصي: أبشر بسوء العاقبة، أبشر بالنار، وما أشبه ذلك مما يكون تهكُمًا به.
﴿أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ الجنة هي الدار التي أعدها الله لأوليائه وفيها -كما في القرآن الكريم- ﴿لَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ﴾ [السجدة ١٧] وفيها كما جاء في الحديث القدسي: «مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ»[[متفق عليه؛ البخاري (٣٢٤٤)، ومسلم (٢٨٢٤ / ٢) من حديث أبي هريرة.]].
﴿بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ من وعدهم بها؟ وعدهم الله عز وجل، قال الله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ [التوبة ٧٢].
(﴿نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ أي: نحفظُكم فيها ﴿وَفِي الْآخِرَةِ﴾ أي: نكُون معكم فيها حتى تدخُلوا الجنة ﴿وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ﴾ [فصلت ٣١] تطلُبون).
تقول لهم الملائكة: ﴿نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ [فصلت ٣١] يعني أن الملائكة تتولى المؤمنين؛ تحثُهم على الخير وتُحذرُهم من الشر؛ وقد أخبر النبي ﷺ أن «لِلْمَلَكِ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ لَمَّةٌ وَلِلشَّيْطَانِ لَمَّةٌ»[[أخرجه الترمذي (٢٩٨٨)، والنسائي في الكبرى (١٠٩٨٥) من حديث عبد الله بن مسعود.]]، فلمة الملك إيعاد بالخير وحث على الطاعة، ولمة الشيطان بالعكس.
وقوله: (﴿فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ أي: نحفظكم فيها)؛ وذلك أن الإنسان إذا كانت الملائكة معه فإنها تسدده وتدُلُه على الخير وتحثه عليه.
﴿وَفِي الْآخِرَةِ﴾ يتولونهم أيضًا فإن الملائكة ﴿تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ [الأنبياء ١٠٣]، وفي الجنة تدخل عليهم الملائكة من كل باب: ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾ [الرعد ٢٤]، فهم أولياء المؤمنين في الدنيا وفي الآخرة، جعلنا الله وإياكم منهم.
﴿وَلَكُمْ فِيهَا﴾ أي: في الآخرة ﴿مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ﴾ [فصلت ٣١] كل ما اشتهاه الإنسان وإن لم يطلبه فإنه يحضُر بين يديه، وكذلك أيضًا كل ما طلبه فإنه يحضُر بين يديه، في الدنيا لا يتسنى للإنسان ما يشتهيه حتى لو طلب وكرر الطلب فإنه قد لا يأتيه، لكن في الآخرة مجرد ما يقع في قلب الإنسان أنه يشتهي كذا يحضر.
كذلك أيضًا ما يطلبون، ما يطلبونه يحضُر أيضًا، ويأتيهم أيضًا ما لا يخطر على بالهم، كما قال تعالى: ﴿لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾ [ق ٣٥] يعني يأتيك من النعيم ما لم تطلبه وما لم تشتهه نفسك؛ لأنه لم يخطُر على بالك.
(﴿نُزُلًا﴾ [فصلت ٣٢] رزقا مُهيئًا منصوب بجُعل مقدرًا) أي: جُعل نُزُلًا (﴿مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ﴾ ) [فصلت: ٣٢]، وهو الله عز وجل؛ لأنهم لم يصلوا إلى الجنة إلا بمغفرته ورحمته.
* طالب: بارك الله فيكم، في قولنا: إن تقييد نزول الملائكة في الآخرة بالموت في قصر الآية هل هذا يصلح أيضًا على قوله عز وجل: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ [طه ١٢٤]؛ لأن أكثر المفسرين على أنها في القبر؛ في الآخرة، إنما الآية عامة؟
* الشيخ: وهو كذلك، الآية عامة ويدُل لعمومها قوله تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ [النحل ٩٧] فإن مفهومها أن من لم يتصف بذلك فليس له حياة طيبة.
* الطالب: ما الذي حملهم على اتفاقهم يا شيخ على الآخرة؟
* الشيخ: لعلهم فهموا أن السياق يدُل على هذا، فهنا مثلًا: ﴿أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ [فصلت ٣٠] البشارة بالجنة حقيقة إنما تكون عند الموت، فلعله السياق ظنُوا أنه يقتضي التخصيص.
* طالب: قولُهم يا شيخ -بارك الله فيك: ﴿رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ﴾ [فصلت ٢٩] هذا يا شيخ أليس فيه إقرار بالألوهية كما هو إقرار بالربوبية؟
* الشيخ: أليس فيه إقرارًا؟
* الطالب: بالألوهية، توحيد العبادة؛ لأن الدعاء من أنواع العبادة.
* الشيخ: يعني كونُهم دعوا الله عز وجل؟ لا، دعاء الله تعالى يكون حتى في الدنيا لكنهم يدعُون الله تعالى في الضراء وينسونه في السراء، وهناك أيضًا في الآخرة ربما يُقرون بهذا؛ يعني يُقرون بأنه حق لا إله إلا الله، ولكن لا ينفعُهم هذا الإقرار.
* طالب: يا شيخ ذكرت أن الرسول ﷺ أخبر أن الملك له من الإنسان لمة وللشيطان لمة (...).
* الشيخ: قد ترد اللمتان في آن واحد، فيهوى الإنسان الخير وإذا بالشيطان يصُدُه عنه، وقد يكون لم يطرأ على باله فعل الخير والشيطان قد وسوس له بالشر.
* طالب: شيخ جزاك الله خيرًا، الدعاء هنا يا شيخ هل هو خاص بكَفَرَة الإنس أم جميع الكفار الجن والإنس؟
* الشيخ: أيش؟
* الطالب: دعاؤهم عندما قالوا: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا﴾ [فصلت ٢٩] هل هو خاص بكفرة الإنس أم شامل كفرة الإنس والجن؟
* الشيخ: يشمل هذا وهذا؛ لأن الجن يدخُل كافرُهم النار بالإجماع.
* طالب: يا شيخ، لماذا أتت الآية بصيغة الماضي: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾؟
* الشيخ: هذا سؤال جيد، يقول: هذا القول هل حصل أو سيحصُل؟
الجواب: لم يحصل لكنه على حكاية الحال، أو يُقال: إنه لما تحقق وقوعه صار بمنزلة الماضي كقوله تعالى: ﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾ [النحل ١] فإن أمر الله لم يأتِ بعد؛ بدليل قوله: ﴿فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾ [النحل ١].
* طالب: ألا يمكن أن يُقال: إن قول الكافرين ﴿أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا﴾ فذلك في النار، بدليل قوله تعالى بعد ذلك: ﴿نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا﴾ [فصلت ٢٩]؟
* الشيخ: نعم، لا يدل؛ لأنه يمكن يجعلوهم تحت أقدامهم وهم في عرصات القيامة، لا يلزم أن يكون هذا في النار.
* طالب: شيخ، أحسن الله إليك، هل يكون من جميع الجن أم من جنس أو نوع خاص؟
* الشيخ: من المعلوم أن الجن فيهم الصالحون وفيهم دون ذلك، وفيهم المسلمون وفيهم الكفار، فالذي يُضل إنما هو الكافر، أما الجني المؤمن فلا يضل.
* الطالب: لكن يا شيخ -أحسن الله إليك- هل جميع كفار الجن مكنهم الله عز وجل من إغواء الإنس؟
* الشيخ: لا، ما هو على كل حال، لكن أصل كُفر الإنسان أصله من الشيطان والنفس، والشيطان من الجن لا شك فيه: ﴿إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ﴾ [الكهف ٥٠].
* طالب: فضيلة الشيخ، قول الله عز وجل على حكايةً عن ابن آدم الأول: ﴿لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ﴾ [المائدة ٢٨]، ذكرتُم أن هذا شرع من قبلنا وأن شرعنا جاء بخلافه فهل يكون هذا في شرعنا فيما يخُصُ الفتن يا شيخ؟
* الشيخ: بلى، هذا فيه فتنة، لكن مسألة قابيل وهابيل ما فيها فتنة، ولهذا أمر الرسول عند الفتنة أن يكون الإنسان كخير ابني آدم، فيكف كما فعل عثمان رضي الله عنه حين ثار عليه الثُوار وأراد الصحابة أن يدافعوا عنه أمر بالإمساك.
* * *
* طالب: ﴿نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (٣١) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (٣٢) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [فصلت ٣١ - ٣٣].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا﴾ [فصلت ٣٠] متى يكون هذا التنزل؟
* طالب: في كل حال، ومنها عند الموت.
* الشيخ: نعم في كُل حال يحتاجون إلى التأييد والتثبيت، ولا سيما عند الموت، يشهد لهذا قوله تعالى: ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [الأنفال ١٢].
عَبَّر بقوله: (تتنزل) دون (تنزل) لماذا؟
* طالب: لسببين: الأول التدرج في التنزل، الثاني: في التكرار والاستمرار.
* الشيخ: أحسنت، قوله: ﴿أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ [فصلت ٣٠] ما هي البشارة؟
* طالب: البشارة هي تبليغ الناس بالمرغوب به.
* الشيخ: الإخبار بما؟
* الطالب: يَسُرُّ.
* الشيخ: وهل تأتي لغير ذلك؟
* الطالب: نعم، تأتي بما يسوء، تأتي أحيانًا بما يسوء.
* الشيخ: مثاله؟
* طالب: ﴿بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ [النساء ١٣٨].
* الشيخ: ﴿بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ أحسنت.
هذه البشارة هي على معناها الحقيقي أو يُراد بها شيء آخر؟
* الطالب: يُراد بها التنكيل عليهم (...).
* الشيخ: التهكم، يُراد بها التهكم، مثل قوله تعالى: ﴿ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (٤٨) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ﴾ [الدخان ٤٨، ٤٩] هذا يُقال له تهكمًا فيه، نعم: ﴿نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ [فصلت ٣١] كيف كانوا أولياءهم في الحياة الدنيا؟
* طالب: أولياؤهم في الحياة الدنيا يعينهم على فعل الخيرات ويحذرونهم فعل المنكرات.
* الشيخ: إي نعم، هل لهذا ما يشهد له في الحديث؟
* الطالب: قول النبي ﷺ: «إِنَّ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةٌ وَلِلْمَلَكِ لَمَّةٌ»[[أخرجه الترمذي (٢٩٨٨)، والنسائي في الكبرى (١٠٩٨٥) من حديث عبد الله بن مسعود.]].
* الشيخ: أحسنت.
أظن وقفنا على قوله: ﴿وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ﴾ [فصلت ٣١]؟
قال الله تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ﴾ [فصلت ٣١] أي: ما تطلبون فكل ما تشتهيه النفس ولو بلا طلب يحصل، وكل ما يطلبون فإنه حاصل مهما كان يقول الله تعالى: ﴿لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾ [ق ٣٥].
قال: (﴿نُزُلًا﴾ [فصلت ٣٢] رزقًا مهيئًا منصوب بجُعِل مقدرًا) يعني على تقدير المؤلف أن (نزلًا) مفعول ثانٍ لـ(جُعل) المحذوف، جُعل نزلًا، ومفعولها الأول هو نائب الفاعل؛ لأن نائب الفاعل ينوب عن المفعول به ينوب مفعول به عن فاعل.
يقول: ﴿نُزُلًا﴾ أي: جُعل نزلًا ﴿مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ﴾ وهو الله عز وجل، وذكر المغفرة والرحمة؛ لأنهم بمغفرة الله ورحمته وصلوا إلى هذا، فبمغفرته للذنوب نُقُّوا منها، وبرحمة الله تعالى صاروا أهلًا لدخول الجنة.
* مِن فوائد الآيات: أولًا: أن مجرد العقيدة لا يُغني شيئًا حتى يكون معه عمل؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ [فصلت ٣٠] وما يقوله كثير من الناس: نحن على العقيدة. هذا حق لا شك ويُمدحون عليه، لكن لا بد أن يُقال: نحن على العقيدة والعمل الصالح؛ إذ لا بد من العمل.
* ومن فوائد الآية الكريمة: الحث على الاستقامة، الاستقامة على أي شيء؟ على دين الله عز وجل أن يثبت عليه ويستقيم عليه ولا يتغير.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات الملائكة؛ لقوله: ﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ﴾.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الله تعالى سخر الملائكة لبني آدم في مواطن كثيرة، كما في هذه الآية وكما في قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ﴾ [الرعد ٢٣، ٢٤]، وكما سخرهم الله تعالى يجلسون على أبواب المساجد يوم الجمعة يكتبون الأول فالأول، إلى غير ذلك من المواطن التي جاءت في الكتاب والسنة.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الملائكة التي تتنزل على هؤلاء المؤمنين المستقيمين تبشرهم بأمرين بل بثلاثة أمور:
أولًا: أنه لا خوف عليهم، والثاني: أنهم لا يحزنون، والثالث: أن الجنة مأواهم، وقد سبق الفرق بين الخوف والحزن.
* ومن فوائد الآية الكريمة: تحقيق البشرى بما يؤيدها؛ يعني: لا يكفي أن تقول لفلان: أبشر بالخير. حتى تبين ما يؤيد هذه البشرى، يُؤخذ من هذه الآية وهي قوله: ﴿الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾، وذلك لعلمهم بأن وعد الله لا يُخلف.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن الملائكة أولياء لمن آمن واستقام في الحياة الدنيا وفي الآخرة، أما الحياة الدنيا فهي حفظهم من المعاصي والزلل وتهيئتهم للعمل الصالح ومعونتهم على ذلك وتثبيتهم عليه، وأما في الآخرة فلا تسأل، فإن الملائكة تتولاهم ﴿وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ﴾ [الأنبياء ١٠٣]، وكذلك أيضًا ﴿يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ﴾ [الرعد ٢٣]، في الجنة إلى غير ذلك مما ذكر الله عز وجل.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن للذين آمنوا بالله واستقاموا في الجنة ما تشتهيه الأنفس، وفي آية أخرى: ﴿مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ﴾ [الزخرف ٧١] فيكون لأهل الجنة فيها متعتان: المتعة الأولى بالذوق والطعم، والثانية: بالرؤية والنظر.
* ومِن فوائد الآية الكريمة: أن في الجنة كل شيء يُطلب؛ لقوله: ﴿وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ﴾ [فصلت ٣١] فكل ما يطلبون فإنه موجود في الجنة، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهلها.
* ومِن فوائد هذه الآية الكريمة: أنهم يُؤْتَوْن هذا الرزق في الجنة على أنه إكرام وكرامة؛ لقوله: ﴿نُزُلًا﴾ وأصل النزل ما يُقدَّم للضيف من الكرامة.
* ومن فوائد الآية أيضًا: أنهم إنما وصلوا إلى ذلك بمغفرة الله ورحمته لقوله: ﴿نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ﴾ [فصلت ٣٢]، ولولا ذلك ما وصلوا إلى ما وصلوا إليه، ولهذا أخبر النبي ﷺ أنه: «لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ أَحَدٌ بِعَمَلِهِ» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ»[[متفق عليه؛ البخاري (٥٦٧٣)، ومسلم (٢٨١٦ / ٧١) من حديث أبي هريرة.]]، فالإنسان لا يصل إلى الجنة بالعمل، ووجه ذلك أنه لو قُوبل العمل بالنعمة التي أنعم الله بها على الإنسان لم يكن شيئًا؛ إذ إن نِعَم الله لا تُحصى ولا تُعد، بل قال بعض أهل العلم: إن شكر نعمة الله على النعمة نعمةٌ يحتاج إلى شكر ثانٍ، والشكر الثاني نعمة يحتاج إلى شكر ثالث، وهلم جرًّا، وعليه يقول الشاعر:
؎إِذَا كَانَ شُكْرِي نِعْمَةَ اللَّهِ نِعْمَةً ∗∗∗ عَلَيَّ لَهُ فِي مِثْلِهَا يَجِبُ الشُّكْرُ؎فَكَيْفَ بُلُوغُ الشُّكْرِ إِلَّا بِفَضْلِهِ ∗∗∗ وَإِنْ طَالَتِ الْأَيَّامُ وَاتَّصَلَالْعُمْرُ
* ومِن فوائد الآية الكريمة: إثبات اسمين من أسماء الله، وهما: الغفور، الرحيم.
وهنا نعطيكم قاعدة مفيدة في الأسماء الحسنى: الأسماء الحسنى تدل على الذات والصفة دلالة مطابقةٍ وتَضَمُّنٍ ودلالة التزام، فـ(غفور) يدل على أن هناك غافرًا وهو الله، ويدل على صفة المغفرة له؛ إذ لا يمكن أن يوجد اسم مشتق لا يوجد في موصوفه أصل الاشتقاق، ولهذا لا تقول للأعمى إنه بصير ولا للأصم إنه سميع، فلا بد إذن من إثبات الذات المتصفة بما دل عليه الاسم، ولا بد من إثبات الصفة التي اشتق منها الاسم.
لا بد أيضًا من إثبات لازم تلك الصفة لا بد من هذا، مثال ذلك قال الله تبارك وتعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾ [الطلاق ١٢]، فأخبر أنه خلق وبَيَّن أنه أخبرنا بذلك؛ لنعلم أنه على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا، فكيف دلت صفة الخلق على العلم والقدرة؟ لأنه لا يمكن خلق إلا بعلم، يعلم كيف يخلق، ولا يمكن خلق إلا بقدرة، ولهذا من لا علم له لا يمكن أن يخلق، ومن عنده علم ولكنه عاجز لا يمكن أن يخلق، أرأيت لو أن شخصًا أراد أن يصلح مُسجلًا هل يمكن أن يصلحه إلا بعلم كيف يصلحه؟ لا يمكن، وهل يمكن أن يصلحه وهو عاجز أشل؟ لا يمكن.
إذن: الخالق من أسماء الله تتضمن الدلالة على الذات وهو الله، وعلى صفة الخلق، وعلى صفة العلم، وعلى صفة القدرة.
تدل على صفة الخالق الذي هو ذات الله عز وجل، وعلى صفة الخلق بالتضمن والمطابقة، كيف بالتضمن والمطابقة؟
إذا أُخِذ اللفظ بكامل معناه سُميت الدلالة مطابقة، وإذا أخذ ببعض معناه صارت الدلالة تضمنًا، وإذا أُخذ بما يلزم على ذلك صارت الدلالة التزامًا.
فدلالة الخالق على الذات وصفة الخلق؟ المطابقة، ودلالتها على الذات وحدها؟ تَضَمُّنٌ، وعلى الخلق وحده؟ تَضَمُّن، وعلى العلم والقدرة؟ التزام.
نضرب مثلًا في المحسوسات تقول مثلًا: لي دار، الدار كما نعلم تتضمن حجرًا وغرفًا وساحات وأبوابًا وشبابيك وما إلى ذلك، دلالة هذه الكلمة (دار) على مجموع هذا؟ دلالة مطابقة يا إخواني مطابقة، ودلالتها على كل غرفة وحجرة وشباك؟ تضمُّن، ودلالتها على أن لهذا البيت بانيًا؟ التزام.
أسماء الله تعالى تجرى على هذا، كذلك أيضًا يقولون: إذا كان الاسم متعديًا فلا بد من الإيمان به اسمًا من أسماء الله، والإيمان بما دل عليه من صفة، والإيمان بما يترتب على تلك الصفة من أفعال.
فـ(الغفور) لا يتم الإيمان به حتى تؤمن بأن الله تعالى تسمى بهذا الاسم (غفور)، فتؤمن بأن الغفور اسم من أسماء الله، لا بد أن تؤمن بما تضمنه من صفة المغفرة، لا بد أن تؤمن بأن الله يغفر، بمقتضى هذا الاسم ﴿يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ﴾ [البقرة ٢٨٤]، فانتبهوا لهاتين القاعدتين: الدلالة دلالة الاسم على المعنى تتضمن ثلاث دلالات: مطابقة، تضمُّن، التزام.
ثم الاسم من أسماء الله إذا كان متعديًا فلا يتم الإيمان به إلا بثلاثة أمور: أن تؤمن بأنه اسم من أسماء الله، أن تؤمن بما دل عليه من صفة، أن تؤمن بما يترتب عليه من أثر، فإذا كان الاسم غير متعدٍّ فلا بد من الإيمان بأنه اسم من أسماء الله، وبما تضمنه من صفة، وليس له أثر؛ لأنه غير متعدٍّ، فـ(الحي) -مثلًا- الحي اسم من أسماء الله لا يتم الإيمان به حتى تؤمن بأنه اسم من أسماء الله، وبأن الله متصف بما دل عليه من صفة، وهي: الحياة، هل له أثر؟ لا، الحياة صفة لازمة ما تتعدى، لكن السميع؟ متعدٍّ، السميع ذو سمع يسمع به، البصير ذو بصر يبصر به.
{"ayahs_start":30,"ayahs":["إِنَّ ٱلَّذِینَ قَالُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَـٰمُوا۟ تَتَنَزَّلُ عَلَیۡهِمُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ أَلَّا تَخَافُوا۟ وَلَا تَحۡزَنُوا۟ وَأَبۡشِرُوا۟ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِی كُنتُمۡ تُوعَدُونَ","نَحۡنُ أَوۡلِیَاۤؤُكُمۡ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِۖ وَلَكُمۡ فِیهَا مَا تَشۡتَهِیۤ أَنفُسُكُمۡ وَلَكُمۡ فِیهَا مَا تَدَّعُونَ","نُزُلࣰا مِّنۡ غَفُورࣲ رَّحِیمࣲ"],"ayah":"نُزُلࣰا مِّنۡ غَفُورࣲ رَّحِیمࣲ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق